عمار ـ أذربيجان (الموقع الخاص): أرسل لكم نص الحديث بعنوانه - الغيبة للنعماني: ابن عقدة، عن أحمد بن يوسف، عن ابن مهران، عن ابن البطائني عن أبيه، ووهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال لي أبي عليه السلام: لا بد لنار من آذربيجان لا يقوم لها شيء، فإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم، وألبدوا ما ألبدنا، فإذا تحرك متحرّكنا فاسعوا إليه ولو حبواً، والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد، على العرب شديد وقال: ويل للعرب من شر قد اقترب.[1]
أما سؤالي فهو: 1: هل هذا الحديث موثوق به وأسناده صحيحة؟
2: إن كان صحيحاً ما المقصود في قوله: "لا بد لنار من آذربيجان لا يقوم لها شيء"؟
وما نصيحتكم للشعب الأذربيجاني؟
الجواب: بالنسبة للحديث الذي أورده الشيخ النعماني رضوان الله عليه في كتابه الغيبة في الباب الرابع عشر وهو حديث طويل قطعه على عدة احاديث، وهذه قطعة منه، وقد نقلتموه من البحار ونسخة البحار فيها أخطاء أصلحنا ما نقلتموه وفقاً لما موجود في كتاب غيبة النعماني، أما بالنسبة لأسئلتكم الكريمة فبالنسبة للسؤال الأول فإننا نطلق مصطلح الصحيح على رجال الحديث الذين يتصفون بالعقيدة الصحيحة والوثاقة في النقل، والحديث الموثّق يختلف عن الصحيح لأن رجال الحديث الموثّق الأصل فيهم أن يكونوا ثقاة حتى لو لم تك عقيدتهم صحيحة، ووفق ذلك فلا شك أن الحديث فيه أكثر من رجل لا تتسم فيهم صفة العقيدة الصحيحة كما هو الحال بالبطائني علي بن أبي حمزة وابنه الحسن فقد كان البطائني من أعلام الواقفة وأحد أخبثهم، فضلاً عن أن الشيخ ابن عقدة الذي يتهم بالزيدية، ولكن يعتبر الحديث كالمعتبر وإن وجد فيه البطائني وابنه لأن الطائفة المشرّفة بالهدى عملت بروايته حال استقامته، فانحرافه حصل بعد شهادة الإمام الكاظم عليه السلام وقبلها كان من كبار وكلاء الإمام صلوات الله عليه، أما الشيخ ابن عقدة فهو مع اتهامه بالزيدية (وفي قلبي من ذلك شيء) إلا أنه مما لا شك في وثاقته.
أما الحديث عن النار التي تخرج من أذربيجان، ففيها احتمالات متعددة، ولكن الوصف المشار إليه يبدو لي في أغلب الظن أنه يشير إلى أن تلك النار مؤذنة أو متسببة بحرب ضروس لا يحول دون وقوعها شيء.
أما بالنسبة لشعبنا في أذربيجان، فهم ذخيرة عظيمة من ذخائر المذهب الشريف، ووصيتي لهم بضرورة التواصل مع الحواضر الشيعية الأخرى كمشهد المقدسة والأماكن المباركة في العراق وغيرها فهم وحدة واحدة من هذا الجسم العظيم للطائفة المحقة زاد الله في عزتها وشرفها، وإذ تضطلع الطائفة اليوم بمهمات رساالية عظيمة على المستوى الأقليمي والعالمي فلا بد لإخوتنا في أذربيجان أن يعطوا لأنفسهم حصة في عملية المشاركة والمساهمة في ذلك، ولا يكون ذلك إلا بالانفتاح على المرجعية الدينية والتمسك بتوجيهات وكلاء المراجع العظام فيها، وكسر الطوق الشيوعي المضروب على الممارسات الدينية والشعائر الخاصة بإحياء امر أهل البيت عليهم السلام، ونصيحتي ملحة للشباب الأذربيجاني أن يلتحق بصفوف الحوزات العلمية والمعاهد الدينية للإرتقاء بمستوى الوعي الديني في هذا الجزء المهم من أجزاء الأمة لتلافي عملية التخريب التي عمد إليها الحزب الشيوعي كل هذه الفترة.
[1] غيبة النعماني: 271 ب14 ح24.