أبو حسين ـ الكاظمية (البريد الخاص): هل ان الضربة المحتملة لسوريا والتي يحشد لها الاعراب وخاصة مملكة الشر هل هذه ستؤدي الى ابن اكلة الاكباد وهل هذه الضربة ستكسر منظومة العلاقات الدولية وتؤدي الى الحرب العالمية الثالثة؟
الجواب: اعتقد أن الضربة في ظرفها الحالي قد أصبحت مستبعدة نسبيا، او أنها فقدت جديتها التي كانت عليه لتتحول إلى مجرد ضربة لحفظ ماء الوجه، وقد أظهرت كل المعطيات ان التحالف الثالوثي الناصبي الاستكباري الصهيوني قد أرهقته ذلة وصغار لم يصب به طوال سنوات كثيرة بالطريقة التي أصيب بها، فلقد مارس هذا التحالف ما يعرف بسياسة حافة الهاوية، بأمل ان يتصور الجميع سيتيقنون ان المنطقة مقبلة على جهنم من الحروب، وبالتالي سيدفع بإرادة المحور الشيعي الروسي إلى أن تتنازل، وبالتالي تتصحح المسارات التي بدأت تفرض معادلات قاسية جداً على هذا التحالف في الواقع السوري الميداني، وقد شمّر هذا التحالف عن ساعد كل إمكاناته، ولكنه فوجئ أن إرادة التشيع الاستراتيجية بمعية حلفائها هي التي صعّدت من نبرة التهديد، خاصة في محاور لا يمكن اللعب فيها في النار، وأعني بذلك الأمن الصهيوني وأمن الطاقة، وتحركات الأرض لم تك تتحدث عن أن هذا التحالف كان بعيداً عن ملاحظة جدية التهديد المنطلق من (محور سوريا ـ إيران ـ روسيا) ومن معهم، وسرعان ما وجد هؤلاء ان الضربة السورية لن تكون مجرد نزهة في داخل سوريا فالنيران مستعدة لكي تنتقل إلى أبعد من البحر الأبيض المتوسط، وتيقّن الجميع أن سوريا ليست ليبيا ولا عراق صدام حسين، ولهذا تم تخفيض سقف الضربة بهدف الحصول على ما يمكن أن يحفظ ماء وجه هذا التحالف، أي أنهم أرادوا حسم الأمور بعدد م نالضربات كي يقال بأنهم لم يفشلوا ولكن الرد كان جازماً، وأبلغ التحالف المشؤوم إن الضربة ستواجه بضربات، وأن السياسة السورية السابقة باحتواء الاعتداء عليها قد أصبحت من الماضي، وأن أي اعتداء سيرد عليه في داخل دويلة الصهاينة أولاً، وفي عواصم وموانئ عديدة في الخليج وغيره، ولذلك تم فبركة الأمر مع البرلمان البريطاني الذي عارض المضي بالاعتداء على سوريا مما جعل أوباما يغطي فشله وخيبته من خلال التنازل عن صلاحيات شن الحرب إلى الكونغرس وهو أمر لأول مرة يحصل في التاريخ الأمريكي، والكونغرس لن ينعقد قبل عشرة أيام من عملية التنازل وهو مقسم ولا شك حول ذلك مما يعني عمليا انتهاء التهريج الأمريكي، وبقي في المعركة الفرنسيين، والأتراك، وآل سعود وحلفائهم، وقد سارع الفرنسيين إلى القول بأنهم لن يذهبوا إلى المعركة لوحدهم، فيما أبلس الأتراك، وحاول آل سعود أن يلعبوا عبر محور الجامعة العربية، فعادت لعبتهم خائبة جداً، وكان الناتج العملي مزيداً من الإحباط والتشتت في المحور الناصبي، ومزيداً من الضعف والذل في الموقف الغربي، ناهيك عن مزيد من الخوف والقلق عند الصهاينة.
إن هذه الأمور بطبيعتها ذات خطوط لا تتسم بالرجعة، إذ أن أي تراجع سيفضي لنتائج كارثية، ولهذا فإن من المتيقن أن هذه الأحداث أثرت الاحتقان الدولي ومدّته لمسافات أبعد من سوريا، مما يمهّد بشكل جاد لأمر هرج الروم أو الحرب العالمية.
ولا يمكننا أن نتحدث عن خروج السفياني قبل كل ذلك.