علي الجعفري (الموقع الخاص): يكثر الحديث هذه الايام في الاوساط الشعبية الشيعية عن معركة قرقيسيا، ويشاع أن السفياني عندما يقدم العراق تكون الحكومه العراقية في حينها قد جهزت جيشاً لصدّه ومنعه من دخول العراق، وتقع معركة بينهما في دير الزور ( قرقيسيا ) ويقال ان القاتل والمقتول في هذه المعركه في النار، وقد بحثت عن هذه الرواية فلم أجدها بهذا المعنى، وإنما وجدت انها معركة يقتل فيها الكثير من الجبارين قيل مئة ألف، أو أربعمائة ألف، وقيل: 40 مليون، وبعض الروايات تقول ينادي مناد من السماء أن هلموا يا وحوش السماء ويا سباع الارض وأشبعوا أجوافكم من جيف الجبارين لو صح التعبير أو هكذا معناها، لذا هنا أسألكم:
هل توجد عندنا هكذا روايه أم الرواية تقول يقتل فيها الجبارين الفاسقين؟ 2. لو وجدت هكذا رواية فما مدى صحتها سنداً ومتناً؟ 3. انا أعتقد أن كل ماجاءنا من أهل البيت بخصوص حوادث ما قبل الظهور لم ولن يجري عليها البداء رغم الروايات التي تؤكد حصول البداء في كل شيء، إلا في خمسة فهل تعتقدون ذلك؟؟ 4. ومثل ما قلت: لو وجدت رواية القاتل والمقتول في النار وصحت. فلماذا القاتل والمقتول في النار؟ 5. افترض نحن الان نعيش هذه المرحله والسفياني يريد الدخول الى العراق عن طريق دير الزور التي تشهد حاليا حرب اباده فهل نتجنب هذه المعركه حتى لانكون من الهالكين؟ 6. ما هو التكليف الان؟الجواب: القدر المتيقن أن معركة قرقيسياء ستجري في منطقة مصب نهر الخابور في نهر الفرات، وهو موضع مدينة قرقيسياء التاريخي وتسمى اليوم بالبصيرة وتبعد حوالي 42 كلم عن مركز دير الزور باتجاه العراق، وأطرافها ثلافة وفقاً للروايات المعتمدة، فمن جهة الأتراك وبنو قيس وهم أعراب هذه المنطقة وما يليها وهم حلفاء الأتراك، ومن جهة السفياني، ولا يوجد ما يشعر ان الحكم في العراق سيتدخل بها فكلها تجري في داخل سوريا، نعم سيشترك عراقيو بني قيس مع أولاد عمهم في سوريا، وقد تحدثنا بالتفصيل عن ذلك في محاضرتنا معركة قرقيسياء الأسباب والنتائج فراجع إن شئت.
ولطبيعة وصف الروايات فإن المشاركين فيها كلهم من الرايات المخالفة للهدى، ولذلك فمن الطبيعي أن يتم تسميتهم بالجبارين، وحينئذ فلا غرابة في أن يكون القاتل والمقتول في النار لخلو المعركة من الهدى، والرقم المعتمد في عدد الهالكين وفقاً لرواياتنا مائة ألف، وغيره يوجد في روايات غيرنا.
أما اعتقادكم بأن كل ما ذكره أئمة الهدى صلوات الله عليهم لن يجري عليه البداء فهو مخالف لما تحدث عنه أئمة الهدى عليهم السلام، وحديثهم أولى من اعتقادكم، نعم قد يحصل البداء وقد لا يحصل، ولكن القول بأنه لن يحصل فهذا وهم منكم.
وتوجيهات أئمة الهدى صلوات الله عليهم في حال خروج السفياني تتلخص في أمرين، الأمر الأول عدم مواجهة الرجال إياه في حال هجومه، والثاني هو النزوع المباشر للنصرة، والقدر المتيقن أن رايات النصرة في ذلك الوقت ستكون متمثلة برايتي اليماني والخراساني، وقولهم صلوات الله عليهم: فانهدوا إلينا ومعكم السلاح يحمل على ذلك لوضوح أن الإمام صلوات الله عليه في ذلك الوقت لما يظهر بعد، والتوفيق ما بين التوجيهين كما نفهمه، هو عدم التعامل بارتجال وفردية مع السفياني واللجوء إلى قتاله ضمن الجهد الجماعي والمنسّق المتمثل براية اليماني الموعود، وقد تحدثنا عن ذلك تفصيلاً في كتابينا راية اليماني الموعود وعلامات الظهور فراجع.
أما التكليف الآن فمن الواضح أن المنتظر مكلّف مثله مثل أي مكلّف آخر بالتكليفات العامة للمؤمنين في زمن الغيبة، ولكنه يتحمل مسؤولية مضاعفة نتيجة لعلمه بالعلامات وترقبه لاستحقاقاتها، مما يجعله معنياً بجملة من التكليفات التي ترتبط تارة بالاستعداد الذاتي من جهة وعيه العقائدي وسلامة وعمق تواصله وولائه لأهل البيت عليهم السلام، وتبعيته للمرجعية الهادية في أعماله، وتارة في الاستعداد الاجتماعي من جهة تنمية الوعي المهدوي في المجتمع، وتنقيته من المنحرفين والأدعياء، وتثقيف المجتمع بواجباته، وثالثة من خلال الاستعداد الموضوعي والذي يرتبط بالأمور المتعلقة بآليات النصرة الموضوعية من حيث التدريب والاستعداد القتالي وما إلى ذلك من أمور.