عبد الله الدشتي ـ الكويت (الموقع الخاص): بالنسبة للحديث: اذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجلي الّا بآيه من آيات الله رجفه بالشام، يقول الشيخ إن الآيه والرجفة هي القنبلة النووية، ولكن الإمام قال: آية من آيات الله، وفي اعتقادي أنها يجب أن تكون من الله، ممكن شيئ يؤدي إلى نفس ما تؤديه القنبلة النووية، بل أضعاف القنبلة النووية، ولا يفعل فعل القنبلة النووية الّا النيزك، فالنيزك عبارة عن آلاف القنابل النوويه أذا دخل الغلاف الجوي لما فيه من الغازات، وأنا اعتقد أن الآيه هي النيزك.
الجواب: لم يأت في حديثنا عن أن الآية هي نفس الضربة النووية، فمن الواضح أن المراد بها الآثار الناجمة عنها، لأن حديث الإمام صلوات الله عليه عن أن الرجفة تنجلي عن آية من آيات الله، مما يؤكد أن المراد به ما يحصل من بعد الرجفة.
فالمراد بالآية هي عجيب الصنع وفائق التدبير، ومما لا شك فيه أن الكافر دبّر ومكر وتصوّر أن هذه الضربة ستطيح بركن أساسي من أركان العمل المقاوم للإرادة الغادرة بالأمة، ولكن الله هو من وصف نفسه بأنه خير الماكرين عبر الأسباب والعلل التي ادّخرها في مكامن الأشياء، فلقد احتال كفرة الشام وحلفائهم أن يمكروا بهذه الضربة بالمؤمنين، ولكن مكر الله بهم كان عظيماً، وكان كما قال جلّ وعلا: {ولا يحسبنّ الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم، إنما نملي لهم ليزدادوا إثماً ولهم عذاب مهين}[1] والإثم هنا سوء أعمالهم والعذاب المهين هو ما يترتب على هذه الأفعال في الدنيا والآخرة، بالشكل الذي أعطى نتائج سلبية وقاتمة لمن كان قد دبّر أمر هذه الضربة، وما الانكسارات المتوالية في تحالف التكفير مع الغدر الأعرابي مع الحقد الصهيوني الغربي، وكذا الانتصارات السياسية الكبيرة لمشروع المقاومة التي تحققت من بعد الضربة إلا من نتاج تلك الضربة، ونفس الأمر يلحظ بإذلال إسرائيل والخراب الجوهري بين الإمريكيين والروس، والذي أدى إلى تدعيم الإرادة المقاومة لمشروع تحالف الكفر، وكذا ما تمخضت عنه عملية تحرير القصير من تجفيف أحد أهم المعابر اللوجستية لتكفيريي سوريا ولبنان ومن يقف من ورائهم، وما إلى ذلك من أمور ليس المجال مجال الاستطراد فيها، إلا أحد تجليات المكر الإلهي، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
أما الحديث عن النيزك وشبهه، فكل ما يدمر ليس هو المقصود، وإنما يجب علينا حينما نتعامل مع الروايات أن نرى كل ما طرحه الإمام صلوات الله عليه في متن الرواية أو في المتون المتعلقة بها، فالإمام صلوات الله عليه تحدث عن الرحمة للمؤمنين والهلاك للكافرين نتيجة لهذه الآية، فهل يمكن للتدمير المتخلف عن ضربة نيزك مثلاً أن ينتقي كافراً ويميزه عن المؤمن؟ مما لا شك أن طرح التمييز بين المؤمنين والكافرين يعني أنه بفعل البشر فالآيات الطبيعية كالزلزال والصواعق والنيازك وما إلى ذلك لا تميّز بطبيعتها بين هذا أو ذاك.
[1] سورة آل عمران: 178.