جابر الفضلي ـ الكويت (الموقع الخاص): هل هذه الرواية معتمدة لدينا؟ وما رأيكم بها؟ وما المقصود بالملاحم؟
" سيكون رجل من بني أمية بمصر، يلي سلطاناً، ثم يغلب على سلطانه، أو ينزع منه، ثم يفر إلى الروم، فيأتي بالروم إلى أهل الاسلام، فذلك أول الملاحم.
الجواب: هذه الرواية هي مما رواه الطبراني في المعجم الأوسط بسنده ضعّفوه إلى أبي ذر رضوان الله عليه[1]
وقريب منها ما رواه ابن عساكر عن أبي كريب بسند ضعّفوه أيضاً إلى أبي ذر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيكون بمصر رجل من قريش أخنس، يلي سلطانا ثم يغلب عليه، أو ينزع منه، فيفرّ إلى الروم، فيأتي بهم إلى الإسكندرية، فيقاتل أهل الإسلام بها، فذلك أول الملاحم.[2]
والروايتين هي من روايات العامة ولم ترد في كتب مدرسة أهل البيت عليهم السلام ما يؤيدها، وهي على أي حال مبهمة في تاريخها إذ لم يشخّص وقتها، علما أن الملاحم في كتب العامة تارة يُشار بها إلى أشراط الساعة، وأخرى إلى ظهور الإمام صلوات الله عليه، وثالثة لا يرمزون بها إلى تاريخ معيّن بل يعتبرون كل وقعة عظيمة يكثر فيها القتل ملحمة، وبمعزل عن صحة الرواية وعدمها فإن الحديث عن أول الملاحم الوارد في هذه الرواية إن أريد له المعنى الأول فهي تتحدث عن مستقبل مجهول تماماً، وإن أريد به المعنى الثاني فهي متعارضة مع ما ورد عن اهل البيت عليهم السلام في شأن أول الفتن المحاذية للظهور الشريف وأول الأراضي خراباً في تلك المرحلة وأعني بذلك الشام، وإن أريد المعنى الثالث فأمرها مبهم فقد تكون حصلت من قبل، وقد لا تكون.
وما من سبيل للتوثّق من الرواية، فهي في موازيننا غير موثوقة ورجالها لا يعرفون، وهي في موازين القوم أيضاً غير موثوقة، بالرغم من أن عدم وثاقة رجالها لدى القوم لا حجة بها علينا، وروايات كهذه تترك للواقع هو يكذّبها أو يوثّقها.
[1] المعجم الأوسط 8: 110 ح8121.
[2] تاريخ مدينة دمشق 12: 440.