أبو فداء الهاشمي (الفيسبوك): ماهي المده الزمنية بين اليماني الموعود والسفياني الملعون؟
الجواب: من حيث الأصل فإن الرواية تشير إلى أن السفياني واليماني والخراساني يخرجون في عام واحد، في شهر واحد، في يوم واحد، ولكن هذه الرواية لم تحدد أي نوع من هذا الخروج، بمعنى أنها وإن تحدثت عن موعد واحد، ولكنها أبهمت نقطة الخروج، فهل هي اليوم الأول لخروج السفياني؟ أم انها اليوم الأول من انتهاء معركته للإستيلاء على الكور الخمسة؟ أم أنها يوم الخروج إلى قرقيسياء؟ أم أنها متعلقة بيوم حركة الخبيث باتجاه العراق؟ وما نستظهره أن المراد به هو يوم الخروج إلى العراق، لأنه اليوم الذي سيشعر به الخراساني باختلال الأمن الأقليمي لدولته، وهو نفس اليوم الذي سيشعر اليماني فيه بضرورة المواجهة مع السفياني، وذلك لأنه قبل ذلك لن يشكل خطراً على الطرفين النقيضين، ففي أول معاركه منذ دخوله من الوادي اليابس ستكون كل همومه محصورة في كيفية التخلص من الأبقع، وهو بالتالي طوال فترة معاركه مع الأبقع ثم مع الأصهب وتخلصه منهما بالتتابع هو مجرد راية محلية لا يوجد فيها بعد اقليمي، ولكن تحريره للكور الخمسة واستيلائه عليها سيحوّله إلى حاكم كل سوريا، وحتى حينما تنتهي فترة الاستيلاء هذه والتي تستمر لمدة ستة أشهر سيبقى الجزء الشرقي من سوريا محتلاً يومئذ من قبل الأتراك وهو موطناً وملاذاً لأعدائه ممن يلتحق ببني قيس، ولذلك فإن معركة قرقيسياء لن تشكل ذلك الهاجس الكبير لدى اليماني والخراساني لأن المعركة لا زالت معركة داخلية وهي معركة تصفية جيب محلي بالاضافة إلى كونها معركة تحرير الأراضي السورية من الاحتلال التركي، مما لا يستدعي تحركهما، ولكن من الواضح أن عزمه على اقتحام الحدود العراقية وبالتالي اقدامه على ذلك سيؤدي إلى تحرك سريع من قبل الخراساني وتبتدأ عملية فرسي الرهان بينه وبين الخراساني كل من حدود العراق هذا من الحدود الغربية عند نقطة ألبو كمال، وذاك من الحدود الشرقية من محافظة الكوت من محل قرية تاريخية كانت تسمى بسمرقند يومذاك، في وقت يكون اليماني مشغولاً بجمع قواته في جنوب ووسط العراق، والذي لن يشرع بعملية سباق الرهان بينه وبين السفياني إلا من خروج السفياني من بغداد إلى الكوفة، ولذلك ترى السفياني وفقاً للرواية يسبق الجميع، لأن الخراساني سيتقدم باتجاه بغداد من الكوت، ولكنه يفاجئ بأن السفياني يتجه من بغداد إلى النجف الأشرف، مما يبتدأ رحلة سباق الرهان بينه وبين اليماني من تلك المناطق باتجاه الكوفة، والصورة الماثلة أمام العين هي أن يكون تقدم الخراساني إلى الكوفة عبر طريق النعمانية ـ الديوانية، وينتهي إلى لقائه باليماني عند حدود الديوانية من جهة غماس والشامية المواجهة لمنطقة القادسية النجفية وهي آخر نقطة يصلها السفياني في زحفه في العمق العراقي.
ونستفيد من كل ذلك أن الخروج وهو إعلان التحرك سيكون مرتبطاً بحركة السفياني من جهة قرقيسياء باتجاه العراق، مما يعني أن المدة بين أول خروجه في الوادي اليابس وبين أول خروج الرايتين الهاديتين يقرب من سبعة إلى ثمانية أشهر، والصدام المنتظر بين الطراف في شمال بابل وجنوب بغداد إبان انسحاب الخبيث من النجف سيكون في الفترة الفاصلة ما بين اقتحامه العراق وبين انسحابه من الكوفة والتي نتوقع أن تكون قرابة أربعة أشهر تزداد قليلاً أو تقل بمثلها. والله العالم.