Alrwad Net (الفيس بوك) مارأيكم في أسراب الجراد الاحمر الذي انتشر في مصر وبلدان افريقيا ووصل الى فلسطين واسرائيل ولبنان هل هو من العلامات؟؟
فقد روى الفضل، عن علي بن أسباط، عن محمد بن أبي البلاد،[1] عن علي بن محمد الاودي، عن أبيه، عن جده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: بين يدي القائم موت أحمر، وموت أبيض، وجراد في حينه، وجراد في غير حينه، أحمر كألوان الدم. فأما الموت الاحمر فالسيف، وأما الموت الابيض فالطاعون.[2]
الجواب: في البداية دعني أعرب عن سروري لطبيعة متابعة الأخوة الأفاضل لهذه الروايات والسعي للتأكد من طبيعة مقاربتها مع الواقع، وأشكر الله سبحانه أن قيّض لمثل هذه الروايات من شباب الشيعة من يحاول أن يتعمّق بها.
وفي الحقيقة فإني تابعت ذلك منذ مدة وأجد اولاً أن حركة الجراد والتي اتخذت رقعة اوسع مما ذكرتم تأتي في غير وقتها إذ أن هذا الوقت ليس هو الوقت المعتاد لهجوم الجراد والذي يتحرك بموجات جماعية تقدر بالملايين لكل موجة، وعادة ما ينتقل من وسط أفريقيا إلى شمالها ثم إلى الحجاز مركز تزاوجه، ولكن تحركه هذا العام كان بسبب وجود منخفضات جوية ادت إلى وجود الأمطار وانخفاض درجات الحرارة في اماكن تواجده مصحوبة بحركة رياح عالية وهي التي تعمل على نقله لأن الجراد لا يقوى على الطيران لمسافات طويلة.
والرواية التي تشير إلى الجراد الأحمر بلون الدم إنما تشير إلى احد أطوار نمو هذه الحشرة، فهي في بدايته تكون حمراء قاتمة أو بنية اللون تضرب إلى الحمرة، ولكنها ما ان تكبر حتى تتحول إلى صفراء تضرب إلى الخضرة، وهو حين يصل إلى الحجاز حيث محطة تزاوجه يكون باللون الأصفر الضارب إلى الخضرة، ولذلك فإن حركة الجراد المعتادة لا توصل الجراد الأحمر إلى هذه المناطق ومنها إلى العراق، ولكن هذه السنة وصلت مجاميع من الجراد الأحمر إلى بعض مناطق العراق فضلاً عن مناطق البادية الحجازية الشمالية.
أما فيما يتعلق بالرواية الشريفة، فهي تشير إلى علامة ليست حصرية على الظهور، فهكذا أمور يمكن أن تحصل بين فترة وأخرى، ولذلك فإن محض وجودها لا يدلّ على قرب الظهور الشريف، نعم إذا ما ضمّت إلى بقية الأحداث والعلامات، فإنها ولا شك تعطي زخماً من المصداقية لتسقيط العلامات على الأحداث الواقعة، بمعنى لو أن مجموعة من العلامات بدت آفاقها تبدو لعيان المراقبين لمثل هذه الأمور، فإن حصول هذه العلامة بمعيّتها يمكن أن يعطي مصداقية لتحليل هؤلاء.
[1] كذا في غيبة الشيخ وهو وهم والصحيح: ابراهيم بن أبي البلاد وهو من الموثوقين، كما في غيبة النعماني: 286 ب14 ح61، كما أن علي بن محمد الأودي يبدو أنه تصحيف علي بن محمد الأزدي، كما في غيبة النعماني وإرشاد الشيخ المفيد 2: 372
[2] غيبة الشيخ الطوسي: 438 ح430.