الغزي ـ الدنمارك (الموقع الخاص): في أخبار علامات الظهور يخرج 16000 ألف يقاتلون الإمام في ظهر الكوفة، وهم من المتدينين كيف يكون ذلك؟ والعراق مشغول بحرب السفياني، وأين يكون الخراساني واليماني آنذاك وقد هزموا السفياني، أليس من المعقول أنهما هما المسيطران في العراق بعد نصرهما على السفياني، وهما من أصحاب الإمام؟ وكيف لا يكونوا في استقبال الامام؟ وكيف يسمحون بخروج من يحارب الإمام؟ وهؤلاء ال 16000 أين كانوا وقت حضور السفياني، لماذا لم يقاتلوه؟
الجواب: في الرواية الواردة في هذا المجال عن الإمام الباقر عليه السلام، فإن 16 ألف مما تطلق عليهم الروايات صفة البترية،[1] سيعترضون على الإمام صلوات الله عليه ثم يعمدون إلى إشهار السلاح ضده، ومن الواضح أن الرواية تصف حالهم بالنفاق وإن علتهم واجهة التدين، وفي تلك الفترة لن يكون العراق مشغولاً بحرب السفياني بل يكون السفياني قد اندحر عنه قبل ظهور الإمام صلوات الله عليه، لأن حركة اليماني الموعود والخراساني إنما تكون قبل ظهور الإمام روحي فداه، وليس بعده، والحديث عن سيطرتهما على العراق لا يعني عدم وجود المتخفين ممن لهم رأي وموقف معارض لهما، خاصة وأن هؤلاء يبرزون خلافهم بعد ظهور الإمام صلوات الله عليه، أما أين سيكونان في حال إقبال الإمام روحي وأرواح العالمين له الفدا إلى الكوفة؟ فالروايات ساكتة، وإن كان مقتضى الحال أن اليماني وجيشه سيكون من أعمدة المستقبلين لأنه هو الممهد الرئيسي لوجوده الشريف في الكوفة، ولا يمنع أن يكون في خدمة الإمام صلوات الله عليه في مكة حال خروجه الشريف، ويقبل معه إلى الكوفة.
وما من ريب أن خروج الإمام صلوات الله عليه سيجعل اليماني والخراساني وكل شخصية بارزة من المهتدين في جملة جيشه وأعوانه بأبي وأمي، ولكن هل سيشتركان في هذه المعركة أم لا فلا دليل من رواية عليه او ما شاكل فقد يرسلهما الإمام صلوات الله عليه إلى أماكن أخرى، وقد يكونان في طلائع المقاتلين لهؤلاء المنافقين.
ومن الطبيعي أن الرواية الشريفة حينما تسم البترية بالنفاق، فإن أي حظ لهم في معارك التمهيد والنصرة للإمام صلوات الله عليه سينتفي، ولا بد من الإشارة في الأخير إلى أن المراد بالبترية هم من يقولون بأمر الإمامة، ولكنهم لا ينزلون آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين في المنزلة التي أمر الله أن ينزلوا بها، ويقتطعون من حقوقهم ما منحه الله تعالى لهم دون سواهم.
[1] دلائل الإمامة: 455 ح435.