بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

هل نحن الان في عصر الظهور المبارك؟ واذا كنا كذلك ماذا يترتب علينا من واجب؟.



حميد الوائلي (مجموعة حكيميون): سماحة الشيخ هل نحن الان في عصر الظهور المبارك؟ واذا كنا كذلك ماذا يترتب علينا من واجب؟.

الجواب: ما نأمله أن نكون كذلك، وتقوّي آمالنا أحداث كثيرة تكاد تقترب من النقاط الفاصلة في الخريطة الزمانية والمكانية التي وضعها أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم لتعيين زمن الظهور الشريف، ولنا في أحداث سوريا دالّة مهمة جداً، وإن كانت لحد الآن غير حاسمة بشكل قطعي، وهي ستصل إلى درجة الحسم لو أننا سمعنا بتفجير نووي في داخل الشام وهو المُشار إليه بكثرة في رواياتنا ورايات العامة، ويعزّز هذه الآمال الواقع الشيعي الذي أفرزته زيارة الأربعين والتي أظهرت جاهزية كبيرة في هذا المجتمع لتحمّل أعباء هذه المرحلة، وبيّنت أن تغييراً اجتماعياً كبيراً يجري بعيداً عن الصخب والصراع السياسي المحتدم، والذي يحكي بُعد السياسيين عن الواقع الاجتماعي في العراق.

أما الواجب الذي يترتب علينا في زمن كذاك، أي زمن عصر عشية الظهور فعلاوة على العمل بالتكاليف العامة، فمما لا شك فيه أنها لا تسقط باختلاف العصور وتباين المهام، ولكن أعتقد أن الإنسان في تلك الفترة يحتاج أولاً إلى مراقبة شديدة لواقعه الديني وسلامته العقائدية، لأنها هي المحور الذي سيدخل به إلى مداخل حسن أو سوء العاقبة، وما أتحدّث عنه هنا من مراقبة لا أقصد التفحص العابر، فهذا قد يغش الإنسان ويخدعه، بل لا بد من تصفية القلب مما علق به من كل وشائج وصلات وارتباطات يمكن ان تعيق الولاء لأئمة الهدى صلوات الله عليهم، ولا ينظر الإنسان لحاله في الأوقات الطبيعية لبقية الناس، لأنها ليست مقياساً صالحاً لزمن البلاء الشديد، بل يجب أن يطمئن من أن الفتن الشديدة لو أقبلت لما عمل ما في قلبه من وشائج وعلاقات ومصالح بغير ما يرضاه الإمام روحي فداه، فتعبير الأئمة صلوات الله عليهم عن زمن الظهور بانه صلوات الله عليه لن يظهر حتى تسقط كل بطانة ووليجة، والبطانة وإن كانت تعني لغوياً الجماعة الخاصة، ولكنها في مفهومها العام توحي لنا أن المؤمن يجب أن يسقط كل الولاءات بكافة أصنافها أمام الولاء للإمام صلوات الله عليه، وهذا هو المعنى المطلوب لكلمة الاستعداد للظهور، لأن القلوب هي التي تخضع أو تثبت، وهي التي تجاهد أو تتخاذل، وهي التي تمانع أو تطيع، كما أنها هي التي تلهب الإنسان شجاعة أو تملؤه جبناً، وهكذا.

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
10 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :6899
عدد زوار الموقع الكلي: 27304210
كلمات مضيئة
يا فرج الله متى ترانا ونراك؟