Hassan Najafi (الفيسبوك ـ الصفحة الشخصية): إن معرفة زمان خروج القائم متوقفة على معرفة اليماني والخراساني، فإذا توقفت معرفتهما على إخبار الإمام المهدي بكونهما هما المعنيان باليماني والخراساني، فيدور الأمر إذ أن توقف معرفة الشيء على ما يتوقف عليه باطل.
وأما احتمال عدم معرفتهما بكونهما اليماني والخراساني مع وجود من يعلم بذلك من سائر الناس الذين يستدلون بهما على قرب الظهور فيستلزم أن يكون غيرهما أعلم بهما من أنفسهما، وهو كما ترى.
الجواب: لا يوجد تلازم بين معرفة زمان الخروج الشريف وبين معرفة اليماني والخراساني بأنفسهما أو التعريف بهما، فالشرائط التي وضعت لهذا الأمر والتي بموجبها يتم تشخيص الظهور متعددة منها اليماني وهو مع السفياني والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف من الشرائط الحتمية، ولهذا حصر المعرفة هنا هو تقييد بلا مقيّد، وقد قلنا مراراً أن الكشف عن اليماني والخراساني ربما لا يتم من خلالهما او من خلال غيرهما، ولكن حركتهما تكشفهما، وبالتالي فإننا يجب ان نفرّق بين أمرين، أولهما أن نلزم أنفسنا بمعرفة اليماني والخراساني قبل حركتهما، وهنا أؤكد أن الروايات وإن تساهلت مع أوصاف الخراساني إلا أنها أبهمت الحديث جداً عن اليماني في هذه الفترة، وفي أبحاثنا وجدنا ان من العسير القول بإمكانية الكشف عن اليماني بشكل يقيني خلال تلك الفترة، لأنه سيصطدم بخلو اليد من العلم اليقيني العام، نعم يمكن للإنسان أو له أن يرى رؤية صادقة تنبؤه بهوية هذا العبد الصالح، كما ويمكن في مكاشفة خاصة أن تكشف النقاب عنه، ولكن هذه الأمور بطبيعتها لا يمكن أن تعمم لتتحول إلى معلومة يقينية بأيدي عامة من يريد أن يعرف، فتأمّل.
أما ثانيهما: قلنا بأن حركة العبدين الصالحين هي التي ستكشف النقاب عنهما، وهذه الحركة ستكون قبل ظهور الإمام روحي فداه، ولهذا فإن هذه الحركة هي التي ستكون كاشفة عن تحقق هذه العلامات، ومعه فلا دور في هذا المجال.
أما فيما يتعلق بملاحظتكم الثانية فإن وجود من هو أعلم منهما بأنفسهما لا يضر ولا يقلل من شأنهما، على أنني يجب أن أنبّه إلى أمر له أهميته، إذ حينما قلنا بأنهم قد لا يعلمون بأنفسهم، لم ننف ما عداه، غاية ما في الأمر لم نجد ما يساعدنا في الروايات على الذهاب إلى القول بأنهما يعلمان، وهذا الأمر له أهميته الخاصة لطبيعة دوره في قطع الطريق أمام الأدعياء الذين يحاولون أن يستغلون المقام المعنوي الكبير لليماني الموعود وأثره في قلوب الناس، وها أنت ترى ما فعله دجال البصرة الملقب بأحمد بن الحسن ونظرائه المتربصين للفرص وهم كثرة فيما أعلم، إذ ان أي إدعاء يجب أن يجابه بمصدر العلم اليقيني في هذا المجال، فلو جاء اليماني الموعود نفسه وقال بأنني انا اليماني، فسيجد ولا ريب إحراجاً هائلاً في قبول دعواه، إذ كيف يستدل على ذلك وما من سبيل للوصول إلى مصدر العلم اليقيني وهم أئمة الهدى صلوات الله عليهم، ولا يمكن الركون إلى الإدعاء بمشاهدة رؤيا من قبلله أو من قبل غيره في هذا المجال، إذ أن هذه الرؤى في أفضل الأحوال هي تعني من رآها دون غيره، فتأمّل.