عمار ـ البصرة (بريد الموقع الخاص): ما هو راي الشيخ بمن يقول ان الائمة (ع) ذكرو الروايات بحيث ان كل عصر يتوقعون انه عصرهم وبتعبير احدهم هندسة روايات الظهور؟
الجواب: هناك فرق أخي الكريم بين القول بأن روايات علامات الظهور تبعث الأمل في كل عصر، وبين أن يكون لهذه العلامات وقتها المحدد الذي ستظهر به وتتحرك بعنوانها فعلا تاريخياً يتنجّز على أرض الواقع، ولا مجال للقبول بأن الأئمة صلوات الله عليهم تحدثوا عن العلامات لأغراض إيحائية فحسب وليس لأغراض التنويه بما يجري في المستقبل وما ينطوي عليه هذا التنويه من تحذيرات وتنبيهات ومناهج عمل للمنتظرين، لأن أي تفكير من هذا القبيل سيقدح في مصداقية الأئمة صلوات الله عليهم، ولا يمكن لأي إنسان أن يقدّم دليلاً علمياً جاداً على ان الأئمة صلوات الله عليهم تحدثوا من أجل أن يتصور أهل كل عصر بأن الظهور هو عصرهم، لأن حديث الأئمة صلوات الله عليهم بعيد عن ذلك تماماً، وإلا لم هذا التأكيد في الروايات على أحداث معينة وفي اماكن معينة ومحددة ووصف بعضها بالحتمية والأخرى بغير الحتمية وتحديد الحقبة الأساسية منها بمحدد صارم هو ما عبّروا عنه بالقول: نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، إذ من الواضح أن حديثاً من هذا القبيل لا يمكن التحدّث عنه أو توقّعه إلا في وقت واحد، ولم كل هذا الحديث عن طول الغيبة وحيرة الناس؟ ولم التحدث بمنطق: الزم الأرض ولا تحرك رجلاً ولا يداً قبلل أن ترى علامات أذكرهن لك؟ كما هو فحوى حديث الإمام الباقر لجابر بن يزيد الجعفي أو فحوى حديث الإمام الصادق عليه السلام لسدير الصيرفي.
نعم في كل عصر يمكن أن يحتمل الأفراد أن هذا العصر هو عصرهم، ولكنه مهما يكن فإنه يبقى احتمالا عاطفياً مهما عتى بهم الدهر ولا يرقى إلى أي قيمة يمكن التعويل عليها من الناحية العلمية، فمن دون هذه المحددات التي عرضت لها أعلاه وامثالها لا يمكن التحدث بمنطق تنجّز عصر الظهور.
أما ما يذهب إليه البعض من أن كلمات الأئمة عليهم السلام يراد منها الأمل دون غيره، فأول ما فيه أنها كلمات تشابه افكار العلمانيين حول الوحي النبوي وأمثاله، صحيح أن حديث الأئمة لا يغفل الأمل ولكنه كان صارماً باتجاه الأمل المزيف، ولهذا كان حديثهم عن هلاك المستعجلين والنهي عن التوقيت والنهي عن الإستعال وما إلى ذلك.