مهند (الموقع الخاص): ما رأيكم باطروحة خفاء الشخص أو خفاء العنوان الخاصة بإمام الزمان عجل الله فرجه للسيد الشهيد الصدر الثاني رض، لان هناك طرح أن السفياني يقابل الامام عليه السلام في الكوفة، ولكن بشخصية ثانوية، ولا يعرف أنه الإمام عجل الله فرجه، كذلك ورد في سياق كلامكم ان المرجع الحسني يحاجج الامام ليعرف الناس به، فهل المرجع لا يعرف الامام؟ ومدى ارتباط عدم معرفة المرجع بالامام ع بقضية خفاء العنوان.
الجواب: لا يوجد تعامل حصري للإمام بأبي وأمي في طريقة تعامله في فترة الغيبة، فما دام أن الروايات ساكتة، وما دام أن الإمكانيات التي يتمتع بها الإمام صلوات الله عليه غير محدودة، فإن كل الطرق تبقى متيسرة له روحي فداه، نعم طبيعة الزمان والمكان ومصالح الإمامة هي التي تحدد نمط الخيار الذي سيختاره صلوات الله عليه، ولا قيمة لأي تحليل يتجه للتحدث عن وجود الإمام روحي فداه من بعد ظهوره والسفياني في الكوفة، لأن الهزيمة الكاسحة لجيش السفياني على يد اليماني والخراساني عقب انسحابه من النجف الأشرف، لا تعيده إليها، وهو أمر إنما يحدث قبل ظهور الإمام عجل الله فرجه، ولا تعبّر الروايات بالضرورة عن حضور نفس السفياني للعراق أثناء عملية الاقتحام، إذ ربما لا يغادر الشام، أو يمر عليه مروراً ليعود إلى سوريا ثانية كما هو حال الزعماء السياسيين فمقر عملهم يببقى في مقراتهم الأصلية، ويكتفي بجيشه ليرسله، وهو امر يسمح بالحديث باسمه كناية عن جيشه.
أما حديث السيد الحسني في محاججته، فهو لا يعني بالضرورة أنه لم يك يعرف الإمام صلوات الله عليه، بل لكثرة الأدعياء في تلك الفترة، فإن الناس تملّ عملية الإدعاء، ومن أجل اقناعهم لا بد من إيجاد حالة من المحاججة التي يبرز فيها الإمام صلوات الله عليه أدلته على أنه هو المهدي الموعود روحي وأرواح العالمين له الفدا وهو ما أعربت عنه أحد الروايات، أو أن السيد الحسني يعمد لإبراء ذمته أمام الله سبحانه وتعالى وأمام الإمام روحي فداه فيطالب الإمام صلوات الله عليه مطالبة حقيقية، لأن الأئمة صلوات الله عليهم هم من طالب باعتماد الطرق المتشددة في التعامل مع كل إدعاء، على أن الموضوع لا علاقة له بخفاء العنوان، لأن الإمام روحي فداه هنا هو الذي يعلن عن وجوده، فيما نجد الحسني يطالبه بالإثبات والدلالة، فتأمل.