كامل الربيعي (الموقع الخاص): كيف يمكن للقواعد الشيعية الشعبية أن تسبق مرجعياتها في تشخيص اليماني في مرحلة التمهيد كما ورد في كتابكم علامات الظهور 2: 329 (يبقى الامر منحصراً بشخصية عراقية تقبل بها هذه القواعد تلقائياً) مع قولكم: (إن الحديث عن اليماني كان يتسم بالخفاء الشديد والتعتيم الكبير على شخصيته) 2: 231؟.
الجواب: لو أمعنتم في البحث لوجدتم أننا قلنا بأن تشخيص اليماني قبل حركته ممتنع، ولهذا لم نتحدث عن أن القواعد الشعبية الشيعية ستسبق المرجعية بتشخيصه، وحديثنا عن قبول القواعد لهذه الشخصية ليس حديثاً عن قبوله بعنوانه اليماني الموعود، بل حديث القبول هنا بناء على مواقف سابقة إن في الميدان الديني والسياسي أو في الميدان الأمني أو في أي ميدان يجعل قبوله تلقائياً بعنوانه قيادة مقبولة من قبل هذه القواعد، وكل ذلك ليس على أساس كونه هو اليماني الموعود، لأننا نعتقد أن أي سبيل شرعي أو علمي لتشخيص اليماني قبل حركته دونه خرط القتاد، ولكن بما أن القواعد الشعبية لا تقبل بأي كان إلا بناء على تجارب تاريخية أو ميدانية سابقة تجعله أهلاً لهذا القبول، ولذلك افترضنا أن للرجل سابقة ميدانية تجعل إقبال الناس عليه والانخراط في حركته مستساغاً بطريقة موضوعية، خصوصاً وأن أوضاع حركة السفياني ستتسبب بهلع كبير وبجرائم أكبر، مما يستدعي بالناس أن تلوذ بحمى من له تجربة في الدفاع والذود عنهم بغض النظر من سيكون فلاناً هذا الذي ستلوذ به الناس، ودعني أضرب مثالاً، لو قدّر أن مجموعة من الناس دخلت في حقل ألغام، وصادف أن يكون بينها من له تجربة في رفع الألغام والتخلص منها، ألا تجد أن إقبال الناس على هذا الذي لديه تجربة ميدانية في مجال الألغام هو التحرك الطبيعي لدى هؤلاء بمعزل عن مكانته الاجتماعية أو العرفية؟ كذلك الأمر مع هذا العبد الصالح الذي انتخبه الله لهذه القواعد كي ينقذها وكي تنتظم في مجالات النصرة الموضوعية والعملية للإمام روحي فداه، ومما لا شك فيه أن مجريات حركته ستكشف لثامه، على أني أشرت في غير موضع إلى أن الرجل ربما هو نفسه لا يدري أنه هو اليماني الموعود، لأننا لا نلمس في أدلتنا الروائية على أي ملمس من ذلك، ولكن تكليفه الشرعي لصد العدوان وللدفاع عن شيعة أهل البيت عليهم السلام هو الذي يفضي به إلى أن يرفع الراية، وأعود لأقول لا بعنوانها راية اليماني، وإنما لأنها راية التكليف الشرعي ليس إلّا.