كامل الربيعي (الموقع الخاص): كيف يسع باحث معاصر اغفال مراجعة موسوعة مهدوية كتب مقدمتها الشهيد محمد باقر الصدر؟
الجواب: ليس الأمر إغفالاً كما حسب الأخ الكريم، فمن يسعه من المطلعين على عالم التأليف أن يفوته ذكر مثل موسوعة الشهيد الصدر الثاني رضوان الله عليه حول الإمام المهدي روحي فداه؟ خاصة وأنا كنت من الأوائل الذين اطلعوا على جزئها الأول وأعني بذلك تاريخ الغيبة الصغرى، يوم أن كانت تصدر جزءاً جزءاً في ذلك الزمن العصيب، ولكن من يرجع إلى عموم كتبي العقائدية يجدني لم أعتمد على أي مؤلَّف خاض في موضوع ما كتبت فيه، اللهم إلّا كتاب العالم طبيعته ومصدره، وهو أول كتاب صدر لي في عام 1980، وهذا الأمر تجده في كتاب الولاية التكوينية، وفي كتاب من عنده علم الكتاب، وفي كتاب الإمامة ذلك الثابت الإسلامي المقدّس، وفي كتاب عصمة المعصوم عليه السلام، وأنت خبير في كثرة ما كتب عن العصمة وعن الإمامة، ولكن من يطلع عليها يجد أني لم أرجع إلى أي كتاب كتب في المجال الذي كتبت فيه، وهذا الأمر يمكن ملاحظته في كتاب اتجاهات الدفاع الاجتماعي في الإسلام، بالرغم من أنه كان بكراً في موضوعه في المكتبة الشيعية، ولهذا من يرجع إلى كتاب علامات الظهور يجدني لم أرجع إلى أي كتاب كتب في مجال العلامات غير الكتب الحديثية، وهي فيما أحسب كثيرة جداً، وليس ذلك تكبّراً أو تنكّراً لما كتب والعياذ بالله، ولكن كان ذلك بهدف أن أضيف إلى الجهود الكريمة التي بذلت في هذه المجالات شيئاً جديداً، وإلا ما قيمة أن نجترّ ما في كتب الآخرين ونكرر ما كتبوا؟! فكتب الآخرين من المعاصرين ومن المتقدمين موجودة ومبذولة بين يدي القراء، فما فائدة أن نكتب نفس ما كتبوا، ونعيد نفس ما ذكروه؟ ولعل من يلاحظ الكتاب يجد أن منهجاً جديداً يختلف عن المناهج الأخرى في معالجة شأن علامات الظهور، مما يجعل هذه الإضافة مطلوبة دوماً، وأسأل الله أن يلحق بكتابي هذا العشرات من كتابات المؤلفين والباحثين ممن يبحثون بشكل جديد دون الاعتماد على هذا الكتاب، ففي مدرسة أهل البيت عليهم السلام هناك فضاء واسع للتجديد ولمعالجة الأمور من نوافذ جديدة، وشرطها أن لا يخرج الباحث عن حدود حديث أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم، ولا أزعم أن الكتاب سيزيح جهود الآخرين ولا اتمنى له أن يلغيها، بل هو تكملة لنفس الخط ولكن بنمط جديد.