بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

97: ما هي حددود شر السفياني في العراق؟

13317طباعة الموضوع 2012-09-13


المتفاقر ـ العراق (الموقع الخاص): هل من الممكن معرفه الحدود التي يصل إليها الشر التابع للسفياني لعنه الله عليه، وكيف هو حال الشمال في العراق؟

الجواب: من يأخذ الروايات على علاتها فإنه سيجد السفياني غولاً هائلاً، ولكن من يتحاكم إلى منطق الروايات ويدقق بروايات أهل البيت عليهم السلام فحسب، فسيجد أن تهويلاً كبيراً قد أحيط بالسفياني في الثقافة الشعبية العامة، وما ذلك إلّا بسبب اعتماد الناس على روايات العامة، وفي تصوري إن منطق روايات أهل البيت عليهم السلام لا يوحي بوصول السفياني أبعد من ناحية القادسية في النجف الأشرف، وما في رواية أبي حمزة الثمالي (وفي أغلب الظن أنها صحيحة لتصحيف ظاهر فيها) من قول الإمام الباقر عليه السلام وهو يتحدث عن مجزرة الكوفة الثانية: وأحسنهم حالاً من يعبر الفرات،[1] دليل على ذلك، ولا صحة للروايات التي تتحدث عن وصوله إلى البصرة بل وصوله إلى اصطخر وهي على ما يبدو مسجد سليمان المعاصرة، ولو صحت فإنها تتحدث عن سفياني آخر، غير السفياني الموعود.

وهذا ما يتفق مع المنطق الطبيعي لحركة الروايات، فالسفياني بينه وبين الإمام صلوات الله عليه قبل استيلائه على الكور الخمسة (وهي المناطق التي ستفكك من حكم الشام إبان فتنة الأبقع والأصهب) مدة حمل ناقة أي خمسة عشرة شهراً، ولا يبقى بينه وبين الإمام روحي فداه إلا تسعة أشهر حينما يستولي على حكم الكور المشار إليها، وأمامه معركة قرقيسياء، والتي يُشار بعدها إلى أن ما بينه وبين شيعة أهل البيت عليهم السلام ما يظهر من قول الإمام الباقر عليه السلام: مع أن الفاسق لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقاً غيركم.[2] وهذه تعني معارك محتدمة حتى يصل إلى بغداد، ودعنا نقول أن المسافة الزمنية المتبقية بينه وبين الإمام لن تزيد على الخمسة أشهر على أقل التقادير، وسيقبل على الكوفة وجريمته الشنعاء بحق شيعة أهل البيت عليهم السلام ستكون هناك بالتحديد، وهو لن يبقى فيها أكثر من المدة التي تفصل ما بين وصول اليماني الموجود في جنوب ووسط العراق من جهة، والخراساني من جهة أخرى إلى الكوفة، وهؤلاء سيلتقون فيما بينهم قبل دخولهم النجف الأشرف على مشارفها، أي في محافظة الديوانية وتحديداً في مناطق غمّاس والشامية، وهي المعبّر عنها بما خلف الفرات والمقابلة لناحية القادسية، ولو أخذنا بنظر الاعتبار أننا هنا نتحدث عن حركة جيوش لا عن حركة أفراد مما يجعل رواية أرطاة التي ينقلها نُعيم بن حمّاد الحاكية عن أن طول مدة بقائه في الكوفة لن تطول على الثمانية عشر ليلة،[3] أكثر واقعية ومتناغمة مع ما أشرنا إليه.

أما الحديث عن شمال العراق، فلم يأت له ذكر في الروايات الخاصة والعامة، وكل ما جاء فيها خلاصته أن شره سيعم الأنبار وتكريت وقسم من الموصل وبغداد والنجف الأشرف، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


[1] سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان عجل الله فرجه: 45.

[2] غيبة النعماني: 311 ب18 ح3.

[3] الفتن: 173.

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
Hussien
الحجاز
2012-9-13
هل تحققت علامة (وخلع العرب أعنتها وفعلها ما تشاء) التي وردت في رواية يعقوب ابن السرّاج عن الامام الصادق (ع) والتي ذكرها الشيخ العلامة المفيد ، وهل هي منطبقة على الثورات العربية أو ما يمسى الربيع العربي؟؟
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
22 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :5574
عدد زوار الموقع الكلي: 24839258
كلمات مضيئة
الإمام الصادق عليه السلام: كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل.. والمقصود: كل راية تدعي المهدوية