أم إحسان الكريماوي (مجموعة حكيميون): هناك مقولة يروّج لها حول عدم فائدة الإصلاح، ولابد من انتشار الظلم لكي يظهر الإمام روحي فداه؟
الجواب: هذه المقولة باطلة تماماً بل العكس صحيح وهو إن الإصلاح حينما يتم يعني إيجاد الأرضية المناسبة لنصرة الإمام صلوات الله عليه، صحيح أن الظلم سينتشر وسيستولي على العالم كما هو الواضح من الروايات الشريفة، ولكن إستيلاءه على العالم لا يعني أن كل المجتمعات راضية عن الظلم ولا تطلب الخلاص، ولا يعني ان يستسلم المؤمن بالإنتظار للإمام صلوات الله عليه لمنظومة الظلم هذه، وإلّا فقد الإنتظار معناه، ونحن إن قلنا بأن سبب غيبة الإمام روحي فداه متعلق بقلة الناصر وبكثرة الظالم، فإن المعادل الموضوعي لإنتهاء الغيبة هي بكثرة الناصر وقلة الظالم، وإن لم يتيسر الثاني فعلى الأقل يجب النزوع لتيسير الأول وهو من تكليفنا بصورة مباشرة.
إن الروايات إذ أشارت إلى إنتشار الظلم فإنها لا تتحدث عن جبرية في الإرادة الاجتماعية لأن الحديث عن الجبرية في الإرادة ممنوع في عملية الهداية الربانية، ولكن تم الحديث بالنظر إلى تقييم شامل لحركة الظلم في المجتمع وطبيعة تعاطيها مع النوازع الإنسانية فيه والتي ستجعل الرضوخ لإرادة الظلم تسير بصورة مطّردة لتشمل العالم، ولا يعني ذلك إيقاف المسؤولية الإيمانية تجاه المجتمع، وإلا لسقطت عشرات الروايات بل المئات منها في شأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والولاء والبراءة وغيرها.