سبق ان أشرت الى أن عقيدة الجندر تمنح الإنسان تصنيفاً لنوعه وفق ما يشعر به لنفسه، فالذكورة لا تأتي من واقعه البايولوجي المتشكل من منظومته الجسدية وجهازه التناسلي وتركيبته العظمية وما ادخر فيه من قوى معنوية تتناسب مع هذه المنظومة، وانما تأتي لأنه يشعر بأنه ذكر والمجتمع الذي حوله يصنفه كذلك اذن فهو ذكر حتى ولو كانت تركيبته البايولوجية الخلقية تصرخ بانوثته، والعكس صحيح أيضاً، وبالتالي فالتصنيف الإلهي تم إلغاؤه لدى هؤلاء منذ أن أعلن نيتشه موت الإله، وتم تعويضه بالتصنيف البشري الذي يمكن تغذيته بأي نمط من تغذيته سيّان في ذلك إن تم من خلال الإرادة الذاتية او من خلال اغتصابه واجباره. وبناءً على ذلك فلو شعر الإنسان بأنه ذكر وهو واقعا انثى فانه يستطيع ان يتزوج من يعتبر نفسه انثى وان كان واقعا ، وهنا ستكون لدينا ممارسة جنسية بلواط معكوس، وبنفس الطريقة سيكون لدينا سحاق معكوس هو الاخر، ومعه فنحن امام اربعة اصناف اضافة الى الصنف الفطري (ذكر وانثى)، ولو اضفت لهم حالة التحول النفسي (convert) بين الذكورة والانوثة فسيضاف الى ذلك جندريا صنفين اخرين وتستمر قائمة التنوع الاجتماعي يمينا ويساراً، صعودا ونزولا، وبملاحظة العقوبات القانونية التي تتزايد في حضارة الغرب الملحد على الذين يصنفون الناس بانهم ذكر وانثى فحسب، وما سينجم عنها مع الايام، فلا تستغرب أن تنقلب المعايير القيمية والقانونية، ومن ثم ليكون الصنف البايولوجي الناجم من الخلقة الإلهية هو الصنف الشاذ، والباقي هو الصنف المعتاد.
يلفت الانتباه الان في الغرب نشوء تصنيفات جديدة وهي مثيرة لطبيعة ما يمكن للمرض الفكري والتربوي الذي يرعاه التصنيف الجندري أن يصل إليه، وما يمكن ان تتخيّله لمستقبل الصنف البشري، من هذه التصنيفات الكلاب البشرية (human puppies) او الخيول البشرية (human ponies) أو القطط البشرية (human cates) وهؤلاء لهم اعلامهم وغذاءهم وألعابهم وملابسهم مع تقليد لكل ما تفعله الحيوانات، فالجندر حينما يعطي للانسان ان يكون كما يشتهي ويفكر، فلك أن تتخيل إلى أين يمكن أن تصل حضارة الجندر بالإنسان الذي كرمه الله فقال: ولقد كرمنا بني آدم فاختارت له حضارة الجندر ان تهبط به إلى أسفل درك من الذل، وأسفّت به فقلبت له المعايير رأساً على عقب، فتحول المنكر معروفا والمعروف منكرا والقبيح جميلا والجميل قبيح، وما يدريكم ماذا تخبأ لكم مجاميع الجندر العراقية من العجوز بلاسخارت الى أبطال اليساريين والملاحدة في الغد إن لم تثر غيرة الإنسان الأبي ليظهر لهم إعتزازنا بديننا وبعائلتنا وبأسرتنا المشكلة من الأب والأم وما أولدا من بنين وبنات، واشمئزازنا من كل حالات التخنث والدياثة التي يرومون نشرها في وسط شبابنا وفتياتنا.
جلال الدين الصغير
#مناهضة_الجندر_حصانة_وغيرة