رفعت المقاومة الاسلامية في لبنان قبل قليل من وتيرة الاشتباك مع الكيان الغاصب، فلأول مرة تم استخدام طائرات مسيرة انتحارية بحمولة كبيرة من المتفجرات، وذلك أثناء هجومها على ثكنة زبدين في شمال فلسطين المحتلة.
وما من شك أن ذلك يتضمن رسائل متعددة الاتجاهات وفي جميعها فإن التصعيد خيار جاد لدى المقاومة، ولكن بشكل سريع يمكن مراقبة الاثر الذي سيترتب على ذلك في قطاعين على الاقل، الأول ما يتعلق بالقوة الصهيونية المتواجدة في شمال فلسطين، فقد كان لأسلوب المقاومة أن تجعل الجيش الصهيوني ينقسم الى قسمين فيتم حجز مقدار كبير منه بعيدا عن غزة هاشم، خشية من الاختراق الشمالي، وهو امر تحقق بشكل سريع، وما اعتقده ان مزيدا من القوات سيتم تحشيدها في المكان، وبالتالي سيدفع الصهيوني لمزيد من التشتيت لقواه وقدراته.
أما الثاني فيتعلق بنسبة الاخلاء السكاني من المنطقة، ففي الفترة الماضية تم اخلاء ٥ كيلو متر من مناطق الاشتباك، وهذا المعدل من التصعيد لا شك انه سيدفع بالاخلاءات إلى أن تزيد من مدياتها، خاصة مع الضربة الصاروخية الموجعة لمغتصبة كريات شمونه قبل قليل، وهذا له تأثيره الجاد على نفسية ومعنويات العدو جيشا وحواضن للجيش، وهي نفسية ليست في موضع تحسد عليه في الأساس، هذا ناهيكم عن الكلف الاقتصادية والسياسية وما شاكل.
واعتقد ان إحدى الرسائل موجهة ولا ريب للامريكي الذي يقود الصراع بشكل مباشر، اذ سيلحق وزير الخارجية الامريكي غدا بالإدارة الصهيونية وسيحمل معه برنامج لهدنة يسمونها انسانية، وهي ليست الا جر للانفاس وكسب للوقت بعد الفشل الذريع والخسارات الكبيرة في معركة اقتحام غزة.
التصعيد تزامن في حالة استنفار قصوى في كل مواضع محور المقاومة، مما يشي بأن أمام الأمريكي الذي جاء ليخرج المحتل من أزمته متعددة الأطراف إما ان يواجه التصعيد الشامل، وعنده ولا شك ستكون أزمته أعظم من كل ما مر، وإما أن ينثني ليواجه استحقاقات السياسة وما ترتب على مجريات غزة وبقية فلسطين المحتلة.
المثير أن التصعيد اللبناني يأتي عشية ما يترقبه العالم ويتوجس منه محور الشر في شأن الحديث المرتقب لسماحة السيد نصر الله -أيده الله- بتأييده وحفظه بعزه الذي لا يرام، ولربما جاء التصعيد ليؤشر على طلائع ملامح خطاب الغد.
https://x.com/alsagheeroffice/status/1720107004541239803?s=61&t=9uD0kreJGUl4WIX4-BOjtw