بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

الدرس القطري وزوبعة عربان الخليج واستحقاقات الاستدراج الالهي

15523طباعة الموضوع 2017-06-05

الدرس القطري وزوبعة عربان الخليج واستحقاقات الاستدراج الالهي

ما يجري الان بين قطر واعراب الخليج وبقية حلفائهم هو من الأمور التي يجب ان نراقبها كسنة إلهية وعلينا ان نأخذ منها ما نعمق فيها تربيتنا لوعينا وتنمية لبصيرتنا.
فلقد قيل ما قيل بشأن قمة ترامب الخليجية وان هذا تحالف يريد خنق الشيعة ويستهدفها، ولكن ما ان انفض العرس الامريكي الخليجي الذي انتهى الى ان يأخذ ترامب مبلغ يقرب من نصف تريليون من الدولارات ويضع حكومات النفاق الاعرابي امام خيارات قاتمة جدا حتى تبين ان العرس كابوس وهو اشبه بعرس الواوية منه الى التحالف، وها هي الازمة القطرية تعرب عن ذلك بجلاء فالاعراب بنوا بيتا من خيوط العنكبوت واقنعوا انفسهم انهم في عز منيع ثم سرعان ما انقضوا على هذا البيت يخربونه بايديهم.


كل التدابير التي تجري الان ضد قطر هي من النوع الذي يمكن ان يقال عنه تدابير الهلاك فلو اخذنا موضوع استثمارات قطر وما تم التعامل معه في الخليج لوحده لعرفنا ان ذلك سيكون اكبر ضربة مدوية لاقتصاد الاستثمارات التي تعتمد عليه هذه الدول فان كانت دولة لها مصونيتها الرسمية دوليا يتم التعامل معها بهذه الطريقة وافرادا لهم مصونيتهم القانونية في هذه الدول وهم يستثمرون بمئات المليارات ان لم يك اكثر من ذلك يتم شطب مصونيتهم وقانونيتهم في ليلة واحدة فان هذه ستكون الرسالة الهائلة لكل المستثمرين الاخرين من ذوي الالتزام بقاعدة ان راس المال جبان وهو اول الهاربين وهي قاعدة عامة لدى كل المستثمرين دولياً.

انجرار هؤلاء لفضح بعضهم البعض، وانكشاف الاوراق المستورة كل هذه الفترة وما سيعقبها يظهر لنا ان العورة السعودية وحلفائها مغطاة باقل من ورقة التوت، بل هي اكثر عريا وسوأة من عورة عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، الكل يتهم الكل بحماية الارهاب ويتبين ان الكل كان ولا زال حاميا للارهاب وصانعاً له.

لقد امدّ الله لهؤلاء واستدرجهم حتى ظن العالم ان السعادة العظمى بايديهم، وحانت الساعة التي يخزى فيها المبطلون فكانت فضيحتهم على مرأى من كل العالم، فهل سنعي هذا الدرس؟ وهل سيعي سياسيونا الذين طغوا ان لا منجاة لهم من الله وان ما هم فيه من نعيم وترف ماهو الا انموذجا من الاستدراج الالهي لهم؟ اذ يحدثونك عن اموال قطر وما ادراك ما اموال قطر؟ وسياسة قطر، وما ادراك ما سياسة قطر؟ واعلام قطر وما ادراك ما اعلام قطر؟ ولكن كل ذلك وضع اليوم في دائرة لا يتخيلها احد، بعد ان كان قبل ايام من المستحيلات!! وما يجري على قطر جار حتما على رقبائها حتماً! فهل من متعض؟!

لقد قلت سابقاً ان عام 2017 سيكون قاسياً وها هي شعوب الخليج بدأت تحس وبدرجات متفاوتة بطبيعة هذه القسوة، فهل سيحذر الذين هم اقل حصانة مما عليه وضع الخليجيون؟

ولقد قلت سابقاً ان الوضع الاقليمي ملبد بالاحداث الكبيرة وقد ينفجر فيصيبنا شواظه وشظاياه ولربما سخر البعض من ذلك بل وتحدث بعضهم ان عام 2017 سيكون عام تصفير الازمات الاقليمية وتجميدها، وها هو المنظر امامك جلياً، فهل سيحذر من لا زال في بصيرته بقية؟

بعد ان قالت جيوش الحرب الناعمة ان ترامب يعد العدة مع الخليجيين للانقضاض علينا، جلسنا نتفرج اليوم ونتسلى ونتعجب لما يجري في بيت العنكبوت الخليجي.
وبعد ان ازبد الرعديد السعودي والاماراتي في شأن طرد ايران من اليمن نراهم اليوم يتمالؤون من اجل رمي قطر في احضان ايران.
وبعد ان كانت قناة الجزيرة تتبختر على عقول الشعوب كذباً وتدليساً وافتراءاً وتحريضاً تكاد الان تتحول الى لاجئة سياسية تبحث عن مكان اقامة بعد ان بدأت عملية تقويض اجنحتها، ولن يدوم الحال لاخطبوط الام بي سي وعربيته ولا لسكاي نيوز العربية ولا لبقية شلة الاعلام الخليجي فدوام الحال من المحال.

ومن هذه امثلة كثيرة جداً اسوقها بين يدي من يقرأ ليتعض او يقرأ ليعرف كيف يشخص الامور قبل حيانها، فالسياسي ليس هو من يحلل ما يجري اليوم، بل هو من يحذر على يومه قبل اشهر من حيانه، والقيادي ليس هو من يوزع الابتسامات بغية زرع الامل الزائف، ويغفل عن الجو الملبد فلا يحذر ولا يحذّر قبل وقوع الخطر، فما قيمة ان اقول ان الحريق سببه تماس كهربائي او عمل صبياني او فعل فاعل متعمد اذا كان الحريق قد اكل كل شيء؟!

ليتعض الجميع من هذا الدرس الالهي البليغ، ولتطمئن انفس المؤمنين بان وعد الله ات لا محالة وانه جل وعلا لا يذرهم وحدهم بل هو الذي وعد بالدفاع عنهم وحاشا له ان لا يفي بما وعد، ولكن اساليب انتقامه تكون في الكثير من الاحيان بايدي اعدائهم انفسهم اذ يهلكون انفسهم بايديهم وايدي المؤمنين..

وفي عقيدتي ان الامور ستسير على هذه الشاكلة فحادلة ابلاغ الحجة الالهية تسير بوتيرة عالية ويوم الاستحقاقات يقترب كل بحسبه فليتقي المؤمن ربه وليلذ براية الهداة الى دينه والدعاة الى سبيلة والقادة الى طاعته وليتكل عليه سبحانه فهو نعم الحسيب ونعم الوكيل، وليعمل بما توجبه ظروف المرحلة والتي اجد افضل وصف لها في نهاية دعاء الافتتاح من قوله صلوات الله عليه: اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمة الى قوله: اللهم انا نشكو اليك فقد نبينا وغيبة ولينا، فما بينهما هو منهاج العمل الذي يجب ان يلتزم به المنتظرون لامام زمانهم صلوات الله عليه والذي الخصه بالتالي:

أ: التزموا بالمرجعية الدينية فهم الدعاة الى طاعة الله العاملين في سبيله.
ب: كونوا رحمة للناس ولا تكونوا نقمة عليهم فمن يزرع الصراع والشقاق ويعمل على تفريق الناس وتشتيتهم فلا يلم الشعث ولا يرأب الصدع ولا يقضي الحاجة ولا يسد العوز ولا يواسي الفقير ولا يحس بمرارة المسكين وغصص اليتيم لا يمكن ان يكون من اهل الانتظار.
ج: تعلموا ان لا تاخذكم في الله لومة لائم فلا تهادنوا فاسدا ولا تقبلوا بمسيئ ولا تتحزبوا ضد ابناء جلدتكم ولا ترضوا بمخرب ولا تصدقوا بكاذب ولا تذعنوا لمخادع ولا تأمنوا لغادر ولا تغدروا بإنسان ولا تنتهكوا حرمة من اوجب الله صيانة حرمته واتقوا الله في اعراض الناس واموالهم ودماءهم.

وتذكروا دوما وذكروا الاخرين بقوله تعالى الذي يتجسد اليوم فيما يجري في فراعنة الخليج وطغاته: وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ [ آل عمران : ١٧٨]
فلقد امدهم الله حتى حسدهم الكثيرون ولكن جاء استحقاقات فضائحهم وسيسقطون الواحد بعد الاخر بعد ان سقطوا جميعا في فخ الاستدراج ونسوا نعمة ربهم .. اذ لعل في العراق من لا زال سادراً في الاستدراج وهو لا يرى قد اعمت عينه فلاشات الكاميرات واصمت اسماعه صيحات الاعجاب من متملق ومتزلف ومخدوع وكذاب ومرائي، فساعة الخزي الالهي حين تأتي سيقال: ولات حين مناص!

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

تابعونا في قناة التلكرام: https://t.me/jalalaldeen_alsagheer

وتابعونا في تويتر: alsagheeroffice@

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
Abdulla
البحرين
2017-6-7
اخبار اقليميه ودوليه
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
22 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :6303
عدد زوار الموقع الكلي: 27006330
كلمات مضيئة
الإمام الصادق عن عمه الشهيد زيد بن علي: كان عالما وكان صدوقاً