أسد علي (الموقع الخاص): ما قولكم في الأعور الدجال؟.
الجواب: الأعور الدجال ذكر في كتب العامة كثيراً، وقد جاء ذكره مقروناً في الغالب مع أحداث آخر الزمان، أما في كتب الإمامية، فقد ذكر في غالب الأحيان بعنوان الدجال بلا ضميمة الأعور ولكن ذكره كان مجرداً عن الزمان، بحيث لا يعلم في أي زمان هو، وعدد قليل مما روي في كتبنا وبأسانيد لا يعتمد عليها في الغالب تم ذكره في آخر الزمان، من دون إشارة محددة إلى طبيعة المقصود بآخر الزمان، فهذه الكلمة تتسع لما هو أكثر من وقت الظهور، ولم أجد إلّا مورداً واحداً في كتبنا تقرن بين الدجال وبين أحداث ما بعد الظهور الشريف وهو ما رواه الشيخ الصدوق بسند ضعيف فيه غير واحد من المجاهيل إلى المفضل بن عمر الجعفي رضوان الله عليه قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا. فقيل له: يا ابن رسول الله ومن الأربعة عشر؟ فقال: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال، ويطهر الأرض من كل جور وظلم.[1]
وفيما خلا ذلك، فإن الشيخ الصدوق ذكر خبراً بسند عامي ينتهي إلى وهب بن منبه، عن عبد الله بن عباس، عن رسول الله صلوات الله عليه وآله يشير فيه إلى ما يفهم منه بأن الدجال يظهر قبل الإمام روحي فداه قال: وخروج رجل من ولد الحسين بن علي، وظهور الدجال يخرج بالمشرق من سجستان، وظهور السفياني.[2]
وعليه فإنني لا أجد ما يمكن الاعتماد عليه في كونه من علامات الظهور، وما تفرد بذكره الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه لا يمكن اعتماده لضعف سنده، وقد أوضحنا بأن منهجنا هو عدم التسامح في السنن في تثبيت أصل العلامة، وإلى إمكانية التسامح في ذكر تفاصيلها، والله العالم.
[1] كمال الدين وتمام النعمة: 336 ب33 ح7.
[2] كمال الدين وتمام النعمة: 251 ب23 ح1، وقد عوّل الشيخ المفيد على الخبر على ما يبدو متسامحاً في أدلة السنن، فذكر الأمر في الرسائل العشرة في الغيبة: 122.