منتظر الصخي: مجموعة منتظرون1 عبر برنامج التلكرام (009647729680233)
شيخي هل إدراك حقيقة الامام صاحب الزمان تساعدنا في أن نعشقه أكثر وكيف ندرك حقيقته فنحن نبحث عن معرفته؟
الجواب:
لا شك ان معرفة الجمال والكمال تنشئ في القلب علقة ما، وكلما تعمق الانسان في هذه المعرفة كلما اعتمر قلبه بالتعلق بذلك حتى يأخذ بمجامع قلبه فلا يرى احدا الا اياه ولا يبصر شيئا الا من زاويته، ومشكلة الكثيرين انهم يعتبرون ان علمهم بالشيء هو المعرفة به وهذا هو الذي يحجب عليهم عملية التعلق والتشوق لان العلم غير المعرفة اذ يمكن لأي كان ان يكون عالما كما راينا في حالة ابليس لع وكما في الاحبار الذين يأكلون اموال الناس بالباطل ويضلون عن سبيل الله فهؤلاء مع علمهم لم يدخل ما تعلموه الى قلوبهم لذلك لا ترى في هذه القلوب ادنى اثر مما تعلمت ولهذا نجد ان القران يفكك بين الذين يعلمون وبين الذين لا يعملون بما يعلمون: يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون.
ولكن المعرفة امر اخر يتفوق على العلم لان يتجه مباشرة نحو منابع الكمال فيتعشقها ومعادن الجمال فيتحسسها ارأيت لو انك وقفت امام طبيعة خلابة ووقف شخص اخر لا علاقة له بالفن امام ذات الطبيعة ستختلفان على انها جميلة او قبيحة، لا شك انكما لن تختلفان ولكنكما ستتفاوتان في مقدار التفاعل مع هذا الجمال واكثركما عاطفة هو الاكثر تفاعلا وهياما وتلذذا، لأنه لم يبق امام اللوحة الجميلة كجهاز تنعكس عليه الالوان والاصباغ وانما كان لديه قلب تحسس الالوان فحولها الى واقع في داخله والى حضور في قلبه لذلك تراه يتلذذ بكل شيء يراه.
كذلك نحن ننقسم الى فريقين قسم يعلم بالإمام روحي فداه بعقله وذهنه وقسم راح يتحسس كل أثر للإمام بابي وامي في قلبه فاتجه الى عشقه وكلما عرفه أكثر كل ما أصبح اسيرا له أكثر.
وهذا فرق العابر على الجمال بعينه عن الناظر اليه بقلبه فكلاهما يفارقه في البدن ولكن اين من نظر بالعين ومن نظر اليه ببصائر القلوب.
من هنا نقول دوما علموا انفسكم على دمعة اهل البيت ع لأنها تضعكم في مسار المعرفة وللحديث صلة.