علي راهي الفتلاوي (الفيسبوك): عن الامام الصادق عليه السلام في رواية منها: يا أبا محمد ليس يرى أمة محمد فرجاً أبداً ما دام لولد بني فلان ملك حتى ينقرض ملكهم، فإذا انقرض ملكهم أتاح الله لأمه محمد برجل منا أهل البيت، يشير بالتقى ويعمل بالهدى، ولا يأخذ في حكمه الرشا، والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه، ثم يأتينا الغليظ القصرة، ذو الخال والشامتين، القائد العادل، الحافظ لما استودع، يملأها عدلاً وقسطاً كما ملأها الفجّار جوراً وظلماً.
السؤال: 1- من هذا الرجل السابق على الظهور بوقت قريب؟
2- من هم بنو فلان وما هو الرابط بينهم وبين هذا الرجل؟.
3- من هم الشخصيتان في هذه الرواية؟
4- هل توجد حكومه إسلامية قبل الإمام؟
1- هل هذه الصفات الغليظ القصرة تخص الإمام أم اليماني؟
الجواب: هذه الرواية ذكرها السيد ابن طاووس في كتابه إقبال الأعمال، وقال بأنه وجدها في خزانة الامام الكاظم عليه السلام في نسخة عتيقة ونسبها لكتاب الملاحم للبطائني،[1] وهو كتاب لم يصل إلينا، والبطائني وإن كان زعيم الواقفة في عهد الإمام الرضا عليه السلام، ولكن الطائفة المشرّفة عملت برواياته التي رواها في حال استقامته، وبعيداً عن ضعف المستند بسبب مجهولية الطريق، والإرسال، والوجادة، ولكن لا تخلو الرواية من اضطراب، فما من شك أن الرجل الثاني يراد به الإمام المنتظر صلوات الله عليه، ولكن وصفه بالغليظ القصرة، وهو القصير البدين يتنافى مع وصف الإمام روحي فداه، مع أن بقية الوصف ثابت له بأبي وأمي، وفيما يتعلّق بالرجل الأول فإن وصفه بهذه الأوصاف يدلّ على شخصيته لا على حكمه وطبيعته، لوضوح أن الإمام صلوات الله عليه يخرج وأوضاع المجتمعات بشكل عام تتنافى مع هذه الأوصاف، دون أن يعني ذلك عدم وجود رغبة لدى بعض الحاكمين بتحقيق ذلك، ولكن طبيعة الفساد الاجتماعي يحول بينهم وبين ما يريدون على الأغلب، أي أنه يريد الهدى ويمنع الرشى ولكن لا يعني ذلك انه يطاع على أي حال في هذه الأمور.
والروايات متعددة في أن نمطاً من الحكومات التي تتوق لتطبيق الإسلام ستظهر قبل قيام الإمام روحي فداه، أما بنو فلان المشار إليهم في هذه الرواية فالأظهر تعلّقهم بحكام الحجاز والجزيرة، كما استظهرنا في جواب سابق، أو كل من أمسك بمقامات حكم بني العباس ومن قام مقامهم فكراً ومنهجاً، وبرغم من أن الروايات لا تشير إلى أن اليماني سيحكم، ولكن يمكن لفترة ما بعد طرد جيش السفياني من الكوفة أن يؤدي هذا الدور المشار إليه في الرواية لحين خروج الإمام صلوات الله عليه، والله العالم.
[1] إقبال الأعمال: 599ـ600 النسخة الحجرية.