أوس علي المياحي ـ البصرة (الموقع الخاص): كم سيحتاج جيشا النصرة (أيدهما الله بنصره) للوصول الى الكوفة؟
الجواب: بطبيعة الحال فإن الروايات ساكتة عن تحديد المدة الزمانية لذلك، ولكن ووفقاً لحديث هذه الروايات فإنهما سيتسابقان مع السفياني كفرسي رهان، وبالتالي فإن المنطق الروائي يعرب عن أنهما في مسافات متقاربة إلى الكوفة، ولأن الروايات فصلت بين سباقي السفياني والخراساني، عن سباقي السفياني واليماني، وسباقي اليماني والخراساني، أي أنها تحدثت عن كل سباق بمعزل عن السباق الآخر ضمن روايات مستقلة عن بعضها، فإن المظنون بقوة أن تكون المسافات في هذه السباقات بين هذه الرايات هي الأخرى متفاوتة لأنها تحسب من مناطق مختلفة، بمعنى أنه لا يمكن قياس الجميع من مسافات واحدة، بل إن المظنون أن تكون مسافات الخراساني والسفياني باتجاهها، غير المسافات بين اليماني والخراساني نحوها، ونفس الأمر بالنسبة للمسافات بين اليماني والسفياني باتجاهها، وهي جميعاً مختلفة عن بعضها، فلو قدر لنا أن نحسب المسافة على سبيل المثال بين الحدود العراقية السورية من النقطة التي يقتحم فيها السفياني هذه الحدود باتجاه الكوفة، وبين الكوفة لدى السفياني فسنجد أنها لا تقترب من مسافة الخراساني بين الحدود العراقية الإيرانية وبين الكوفة، وهي نفسها لن تتفق مع مسافة اليماني الرابض في محافظات الجنوب والوسط العراقية، مما يسقط احتمال أن يكون الحساب من الحدود.
كما أن ورود كلمة فيسبقهما في بعض الروايات يطرح أن ثمة خديعة عسكرية أو سياسية عسكرية من قبله للخراساني واليماني، كأن يكون موضوع الكوفة وبغداد موضوعاً منتفياً في البداية، ولعل المطروح سياسياً أن يدخل السفياني لتصفية الجيب الذي ينشؤه عوف السلمي في مناطق بني قيس، مما لا يشكل في البداية تهديداً امنيا للخراساني واليماني، وهو أمر لو تم ربما حكى عن وجود اتفاق بين الرايات الثلاثة أو الرايتين الخراسانية والسفيانية على خريطة التعامل في شأن جيب عوف السلمي، أو أن تكون حركة الإعاقة التي قد تنجم لأسباب متعددة لحركة الخراساني تؤدي إلى أن يتأخر عن حركة السفياني المتقدمة بزخم كبير والذي يساعده الخوف الكبير منها والهلع الذي سيتزامن معها نتيجة الموروث الشعبي عنه ونتيجة المجازر والفظائع التي سيرتكبها في طريقه إلى بغداد وما يفعله فيها صاحب مع حركته في المدن التي دخلها من قبل وما أدى ذلك من انهيار للمؤسسة العسكرية هناك، في وقت تكون طبيعة الاستجابة البطيئة لليماني ونداءاته للنصرة تؤدي أغراضها في شأن سبق السفياني له إلى الكوفة، وهذه الاستجابة في تقديرنا ستقوى مع حركة اقتحام بغداد، فقد يتحدث الرجل عن تقييمه للمستقبل الآتي فلا يصدق او لا يؤخذ كلامه على محمل الجد، أو ما شاكل من أمور يمكن فهمها من خلال تقييم طبيعة الحراكات الشعبية مع القادة الناشئين بقدراتهم الذاتية لا بقدرات خارجية.
وعلى أي حال فإن طبيعة ما سيفعله السفياني في بغداد تحديداً يبدو هو الذي سيعطي للحراك الخراساني واليماني الرخم المطلوب لبدو حركتهما الإنقاذية ضد جيش السفياني الذي سيتوغل باتجاه الكوفة ليرتكب فيها المجازر التي سبق التعرض لها.