الباحث الطائي (الموقع الخاص): انتم تقولون أن المدة الزمنية بين خروج السفياني والظهور / الصيحة في شهر رمضان هي حمل ناقة / ١٥ شهراً، فهل بيّنتم لنا كيف استنتجتم هذه المدة من قول الرواية التي تقول: أن السفياني من أول خروجه الى آخره حمل ناقة، أي ما القرينة الكافية لمثل هذا التصور؟ إذا أمكن بتفصيل يرفع عنا الشبهة.
الجواب: هناك خمسة توقيتات زمنية وردت في أخبار السفياني، أولها من وقت خروجه إلى آخره وهي كما ذكرتم، أي أنه يبتدأ من شهر رجب وينتهي في شهر رمضان الذي يصادف فيه ظهور الإمام روحي فداه، وثانيها مدة حروب الكور الخمسة، وهي من جملة المدة الأولى وواجهتها ومقدارها ستة أشهر وهي خاصة باستعادة السيطرة على المحافظات السورية التي خرجت من طاعة الحكم السوري في زمن الأصهب، وثالثها حمل امرأة أي تسعة أشهر، وهذه أيضاً من جملة المدة الأولى ولكنها تبتدأ حال انتهاء المدة الثانية أي أنها خاتمة المدة الأولى وتكملتها، وتتضمن معركته مع بني قيس في سوريا ومعركة قرقيسياء مع الأتراك ومع بني قيس في محافظة دير الزور على مصب نهر الخابور وأتون المعركة سيكون تحديداً عند مدينة البصيرة الحالية المسماة تاريخياً بقرقيسياء ثم أدامة معركته مع بني قيس في العراق وتحطيم كيانهم واعتقال أميرهم عوف السلمي واعدامه في دمشق، ثم احتلال بغداد، ومن بعدها الهجوم على النجف الأشرف وتداعياتها من هزيمة جيشه على يد اليماني والخراساني جنوب مدينة بغداد شمال مدينة الحلة، وما يلحق بها من مطاردات بين الفريقين، وهذه المدة كما أشارت الروايات تمتد على مدى تسعة أشهر (حمل امرأة)، أما المدة الرابعة فهي هجومه على المدينة المنورة ومكة المكرمة بعد ظهور الإمام صلوات الله عليه، وسيصادف ذلك في أواخر شهر ذي الحجة وأوائل المحرم، ومما لا شك فيه أن هذه المدة لا تدخل في مدة حمل الجمل أو الناقة، لان المدة تلك تنتهي عند ظهور الإمام روحي وأرواح العالمين له الفدا عند الصيحة الجبريلية المباركة في ليلة القدر، وهذه المدة ستكون قبل خروج الإمام صلوات الله عليه بأيام باعتبار أن خروجه الشريف سيكون في العاشر من المحرم في مكة المكرمة، أما الوقت الخامس فهو المتعلق بمجموع مناكفاته ضد الإمام بأبي وأمي من يوم وجوده الشريف في مكة وحتى اقباله على العراق، ثم يأسه من النيل من الإمام صلوات الله عليه بعد اسقاط حكم بني فلان في الحجاز، ثم نزوع الإمام صلوات الله عليه إلى مقاتلته في الشام وتحريرها منه، وقد أشارت أخبار العامة بأنه سيهرب من الشام السورية إلى جهة بحيرة طبرية في فلسطين أو الأردن، حيث سيقتل هناك، وهذه وإن لم تشر الروايات إلى مقدارها الزمني غير أن من المسلّم أن الروايات لا تتحدث عن مباشرة الإمام عليه السلام لقتاله فور وصوله إلى العراق، وإنما هناك أولويات متعددة يسعى إليها الإمام روحي فداه قبل نزوعه لمقاتلة السفياني والتي قد تطول بطبيعتها لعدة سنوات، منها توحيد العراق وتصفية الرايات المضادة وتوطيد حكم العدالة فيه، ومنها احتلال كابل شاه وإنهاء الحكم فيها لمصلحته.
وبناء على كل ذلك نجد أن التحديدات في الروايات بحمل امرأة أو حمل جمل وما إلى ذلك ناظرة في نهاياتها إلى ظهور الإمام صلوات الله عليه وليس لانتهاء ملك السفياني، فتأمل!!