بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

215: الحراك الكردي والتركي والحرب العالمية القادمة وفق الأطروحة المهدوية

6710طباعة الموضوع 2013-09-03

215: الحراك الكردي والتركي والحرب العالمية القادمة وفق الأطروحة المهدوية

عبد العزيز العبد العزيز ـ الإحساء (البريد الخاص): بعد تبين صوابية رأيكم المبارك ودقة الطرح الموضوعي الذي تبنيتموه في القضية المهدوية لدرجة أننا وجدنا تطابق أقرب للواقع والذي حللتم على أساسه روايات أهل البيت عليهم السلام في قضية علامات الظهور المبارك لصاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء. هل نقول وخصوصا أننا نشهد حاليا حراكاً كردياً في المناطق الكردية شمال سورية إن الانفصال الكردي قد حان أوانه؟.

السؤال الثاني هل يكون الانفصال آلكردي باعث للتدخل التركي في سورية ونزول الترك الجزيرة؟! خصوصا إني قد سمعت في الأخبار هذه الأيام وبعد تدخل الأكراد في طرد جبهة النصرة من مناطق الكردية ومحاولتهم إعلان حكم ذاتي في مناطقهم الكردية سمعنا عن تهديد تركي للأكراد على هذه الخلفية السياسية.

السؤال الثالث ، هل هرج الروم هو الحدث القادم قبل نزول الترك الجزيرة؟

السؤال الرابع: وهل الأحداث الجارية في الوقت الحالي في بحر الصين بين الصين واليابان من جهة وروسيا واليابان من جهة أخرى على خلفية الجزر المتنازع عيها هي شرارة أزمة سياسية تنعكس على بداية حرب عالمية؟

الجواب: بالنسبة للسؤال الأول فإننا سبق أن أشرنا إلى أن اكراد سوريا سيتحركون باتجاه انفصال ما عن الحكم السوري في دمشق، وقد بات واضحاً أن التحرك المعاصر للأكراد هناك يتطابق مع ما أشرنا إليه، ويزداد اليقين في شأنه أنه جاء متوافقاً مع سلسلة الأحداث التي أشار إليها الإمام الباقر عليه السلام في حديثه لجابر بن يزيد الجعفي، فالحدث الكردي بدأ يتحرك من بعد الصوت الذي سبق وأن فسّرناه بالضربة النووية التي تلحق بالشام وهي نفس الحدث الذي عبّر عنه أمير المؤمنين عليه السلام بالرجفة والتي برأينا أنها حصلت في يوم 552013 في منطقة جمرايا السورية، ولكن الحدث الكردي وفق تسلسل الأحداث يأتي من بعد الخسف الذي تصاب به دمشق من جهتي الجابية في رواية الإمام الباقر وحرستا في رواية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، ولذلك فإن ما يجري في شان الحديث عن الحراك الكردي المعاصر لا نحكم بمطابقته إلا بعد أن نرى الخسف الذي يطال مدينة دمشق.

أما بالنسبة إلى أسباب النزول التركي فمما لا شك فيه أن أهم ذرائعه ستكون هي المسألة الكردية، فالأتراك حساسون جداً تجاه هذه القضية لما يتسبب ذلك بطبيعته من مخاطر قومية جسيمة في تصورهم، لأن شرق ووسط الجنوب التركي في غالبيته هو كردي، والأتراك وإن أجروا تغييرات ديموغرافية كبيرة على المنطقة بحيث تم ترحيل أعداداً كبيرة من الأكراد من تلك المناطق غير أن هذه الأمور يمكن لها أن تكون سبباً اضافيا لتمرد كردي كبير في هذه المناطق، وبالتالي فلا يمكن وفق نظرية الأمن القومي التركي أن يسمحوا بوجود حالة كردية لها نمط من الاستقلالية غير المنضبطة، خاصة وأن ذلك يتم في وسط ضعف الحكومة المركزية السورية.

أما بالنسبة لحدث الحرب العالمية المعنون في رواية الإمام الباقر عليه السلام تحت عنوان هرج الروم، فهو وفق التسلسل الزماني للأحداث في هذه الرواية يحصل قبل النزول التركي للجزيرة، وفي تصوري فإن الحدث السوري سيكون احد أهم الأسباب التي تؤسس للهرج بين الروم واقتتالهم مع بعضهم، فلو لاحظنا ما جرى خلال هذه الأيام في شأن الملف الكيمياوي السوري، لاكتشفنا ان درجة الاحتقان في العلاقات الدولية العالمية لم تبلغ هذه الدرجة من الغليان حتى في أشد أيام الحرب الباردة بين القطبين السوفياتي والأمريكي في القرن الماضي، بل حتى في أيام أزمة الصواريخ مع كوبا لم تبلغ الأمور هذه الشدة والتوتر، بالشكل الذي كانت مجسات الإقتتال بين الأطراف الدولية قد دنت كثيراً من خطوط اللارجعة، مما يجعل امر الحرب العالمية أمراً قائماً لو دام هذا التوتر، وما نعتقده أنه ما من بوادر حقيقية لتقليص هذا التوتر، فالرغبة في استعادة روسيا لموقعها كدولة عظمى باتت مشروعاً أساسيا في السياسة الخارجية الروسية، والصين ما عادت لتكتفي بقوتها الاقتصادية فحراكها العسكري يحكي نفس الرغبة الروسية، وحجم الضرر الذي سببته إرادة الممانعة في الجمهورية الإسلامية لقوى التحالف الغربي في سوريا ولبنان وفلسطين وفي الملف النووي، ونمو الإرادة المقاومة الشيعية كمشروع ناهض في المنطقة بطريقة يحمل فيها نذراً كبيرة للتحالفات الناصبية والاستكبارية في المنطقة، وقل نفس الأمر في شأن التحرك الكوري الشمالي، وما يجري في كواليس الهند، وتفتت المنظومة العربية، وازدياد المخاطر الاستراتيجية على دويلة الصهاينة، والأزمة الإقتصادية التي تعيشها أمريكا وبعض الدول الأوربية، ناهيك عن الأزمة التعبوية التي تعاني منها دول المحور الغربي الأمريكي والتي كشفت الأحداث الأخيرة بوضوح عن أوراقها، وغير ذلك من مظاهر الخارطة الجيوسياسية المعاصرة كلها تحكي على أن وتيرة الاحتقان ستتصاعد في كل يوم، لأن الكثير من هذه المظاهر لا يوجد فيها خطوط رجعة في غالبية الأحيان، مما يجعل الاحتمال بحدوث الحرب العالمية الوشيكة أمر لا يعبر عن خيال، بل هو إلى الحقيقة أقرب منه إلى أي شيء آخر. 

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
38 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :6809
عدد زوار الموقع الكلي: 27304120
كلمات مضيئة
الإمام الصادق عليه السلام: كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عز وجل.. والمقصود: كل راية تدعي المهدوية