الرافضي ـ السويد (البريد الخاص): هل سيكون اليماني من أصحاب الامام (روحي فداه) ال ٣١٣ الذين سيبايعون الامام في مكة ليله العاشر من المحرم؟ وإذا كان الجواب بنعم. كيف سيأتي من العراق إلى الحجاز؟ ( والحجاز تحت حكم النواصب في هذا الوقت كما قال الشيخ في جواب سابق) أقول: كيف سيأتي؟ وإذا كان الإعجاز الالهي هو من سيأتي به . فهو نفس الإعجاز الذي سيأتي به من اليمن إلى العراق لرد جيش السفياني..
الجواب: أولاً: لا توجد لدينا أي رواية تتحدث عن كون هذا العبد الصالح سيكون من جملة الثلاثمائة والثلاثة عشر من أصحاب الإمام صلوات الله عليه، والوصف المتميّز له من قبل أئمة الهدى صلوات الله عليهم لا يستدعي أن يكون منهم.
ثانيا:ً ما من دليل على أن جميع قادة دولة الإمام صلوات الله عليه وخاصة أنصاره هم بالضرورة من جملة هذا العدد، إذ ان الإشارة إلى هذا العدد جاء في سياق من يحضر إلى مكة المشرفة في وقت خروج الإمام روحي وأرواح العالمين له الفداء، ولا يعني ذلك حصر الأنصار الخاصين في هذا العدد في كل العالم، فالنصرة لا تنحصر في مكان محدد، فقد يكون بعض خلص الأنصار مكلفين في أداء أدوار في مناطقهم بتكليف من الإمام صلوات الله عليه، أو بحكم تكليفهم الواقعي كما لو قيل بأن وجود اليماني المسيطر في العراق آنذاك يستدعي منه أن لا يخرج من العراق لأداء التكليف المتعلق بتمهيد الساحة العراقية للإمام عجل الله فرجه الشريف وللحفاظ عليه لا سيما وأن التهديد السفياني لم ينحسر عن الساحة العراقية حتى بعد كسر جيشه من قبل اليماني والخراساني، ومثل ما يقال عن اليماني يمكن أن يقال عن غيره، فقد تتعدد أسباب غيبتهم، ولكن ما من ضرورة لتواجد الجميع في مكان واحد، خاصة وأن عدد أصحاب الإمام روحي فداه المشار إليه في أول خروج الإمام بأبي وأمي، له تكاليف محددة في بدء ظاهرة الخروج، ومن الواضح أن عملية الخروج والحفاظ على حياة الإمام عليه السلام وحمايته أمر، وتمهيد الساحات والعمل على إقامة دولة الإمام روحي فداه أمر آخر، ولا يمكن التقليل من شأن الآخر.
ثالثاً: هناك رواية لا نستطيع اعتمادها وردت في تفسير العياشي تشير إلى أن الإمام بأبي وأمي سيرافقه وزيره في لفظ وأخرى يرافقه المنصور في لفظ آخر، أثناء انتقاله من المدينة المنوّرة إلى مكة المكرمة قبل بدء خروج الإمام صلوات الله عليه، مما جعل البعض او يعتقد أن المراد هنا هو اليماني وهذا ما يعني أنه سيخرج من العراق لمرافقة الإمام عجل الله فرجه ولإستيزاره من قبل الإمام روحي فداه.
وقد أشرنا في الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور بأن هذا النمط من الروايات لا دليل على أن يكون المقصود به اليماني، إذ أن هذا الوصف هو وصف العامة لليماني وما من دليل لدينا إلى ذلك من روايات أهل البيت عليهم السلام، فقد يكون وزيره أي شخص آخر ويكون منصوراً أيضاً أو ملقباً بالمنصور، ولكن ما من دليل على أن المراد به هو هذا العبد الصالح، علماً أن الرواية ضعيفة وتفرّد بها العياشي في تفسيره، واستطيع أن أقول أن الرواية يستشف منها النفس الزيدي لأن لقب المنصور مما كان الزيدية يستخدمونه لأمرائهم وأئمتهم.
وكيفما كان فلو قدر أن قلنا بحضور هذا العبد الصالح في جملة هذا العدد فإنه لا يخل بما سبق أن قلناه في شأن عدم إمكانية استغلال أرض الحكم الناصبي في الحجاز من قبل جيش اليماني، كما انه لا يترتب عليه أي نمط من الإعجاز، فحضور رجل مع حمايته ليس كحركة رجل مع جيشه، وما تحدثنا عنه في مجال انعدام الحالة الإعجازية في انتقال هذا الرجل من اليمن إلى العراق إنما كان متعلقاً بحركة الجيش وما يترتب على هذه الحركة من استحقاقات زمانية ومكانية لا يمكن توفيرها مع وجود حكم ناصبي في الحجاز، ناهيك عن أن ثمة فارق بين بدء خروج اليماني وبدء خروج الإمام صلوات الله عليه، فاليماني حال خروجه يكون الحكم الناصبي في الحجاز لا زال قوياً ومستحكماً بعد، بينما يكون في عهد خروج الإمام صلوات ربي عليه قد أخذت منه الصراعات الداخلية مأخذها الكبير منه، وتحول من حكم السنين المتمادية إلى حكم الشهور والأيام.