أبو هادي العاملي ـ لبنان (الفيسبوك): هل اليماني والخرساني رضوان الله عليهما قد أصبحا موجودان فعلياً على مسرح الأحداث برأيكم؟ وكيف سيتعرّف عليهما المسلمون وعامة الناس؟
الجواب: التحدث عن وجود هذين العبدين الصالحين مرتبط بطبيعة الأحداث المتعلقة بهما، وتشخيص الزمان بأنه زمان خروجهما، ومما لا شك أن الوقت لا زال مبكراً للتحدث عن أن هذا الزمان هو زمانهما، اللهم إلّا أن تفضي أحداث الشام المعاصرة إلى نفس ما أشارت إليه روايات أهل البيت عليهما السلام من علامات ممهدة لظهور السفياني الموعود، ولو حصل ذلك فإن وجودهما قبل الأحداث الخاصة بهما سيكون يقينياً، فهذه الشخصيات حينما يكون لها كل هذا التأثير في المعادلة الإقليمية، فإن من البداهة القول بأنها لن تاتي من فراغ، وإنما لا بد من ان تمتلك المواصفات الموضوعية للإضطلاع بهذه المهمة.
أما كيف نتعرّف عليهما فلطالما قلت أنه لا كاشف عنهما إلا الأحداث التي سيخوضون بها، ولئن وجدنا ان الروايات كشفت عن جانب من المواصفات الشخصية للخراساني، فإن من المؤكد أنها لم تفعل بالنسبة لشخصية اليماني، بل كان سبيلها الإبهام أكثر من سبيل الإفصاح عنه، وقد علّلنا ذلك في كتابنا (راية اليماني الموعود)، ومن المتيقن أن اليماني لن يستطيع ان يكشف عن هويته، ولربما حتى الخراساني، إذ لا دليل نصي عندهما يمكن أن يقدماه إلى المنتظرين، حتى لو امتلكا العلم اليقيني بأنهما المقصودين بذلك الذي قد ينشأ من احد طرق العلم اليقيني، ولكن هذا العلم سيكون خاصاً بهما وليس بغيرهما، وأي حديث منهما عن ذلك سيؤدي إلى وقوعهما في مشكل التوقيت، ولا توجد أي جهة غير المعصوم صلوات الله عليه بقادرة عن الإفصاح عن هاتين الشخصيتين، وحيث ان المعصوم صلوات الله عليه سيكون في فترة خروجهما فضلاً عما قبلها في إطار الغيبة، ولذلك فإن هذا الاحتمال يبقى بعيداً عن أن يكون جهة للتشخيص، مما يفضي بنا إلى القول بأنه لا سبيل للتعرف عليهما إلا من خلال مراقبة الأحداث والتثقّف على مواصفات الأحداث المتقدمة على خروجهما، أو الأحداث المتعلقة بهما بمعية رقيبهما الثالث وأعني بذلك ابن آكلة الكباد عليه لعائن الله.
ولا يوجد ما يمنع من القول بأنهما قد لا يعرفان أنهما المعنيان بما جاء في الروايات، وهما حينما يبرزان إلى ساحة الحدث فبسبب إلتزامهما بمسؤولياتهما الشرعية أو الأمنية والسياسية ليس إلا.