سالم (جامع براثا): تحدثتم عن وثاقة هذه الرواية: عن معروف بن خربوذ ما دخلنا على أبي جعفر الباقر عليه السلام قط إلا قال: (خراسان خراسان سجستان سجستان كأنه يبشرنا بذلك) وقد اطلعني احد الأخوة بأن فيها زياد القندي وهو مذموم جدا فكيف السبيل إلى صحة كلامكم؟
الجواب: زياد القندي هذا هو احد أهم وجوه الواقفة على الإمام الكاظم عليه السلام ومتسالم على ذمّه وسوء عاقبته، فقد كان وكيلاً معتمدا للإمام الكاظم عليه السلام، ولكنه قال بالوقف بمجرد أن استشهد الإمام الكاظم بأبي وأمي ولم يسلّم للإمام الرضا عليه السلام بالإمامة ولم يسلّم للإمام عليه السلام الإمانات التي كان موكلاً بها من قبل الإمام الكاظم عليه السلام وشاركه في ذلك ابن البطائني وعثمان بن عيسى الرؤاسي وكلهم كانوا من وكلاء ومعتمدي الإمام الكاظم صلوات الله عليه، ولكن ذمّهم مرتبط بوقفهم وما بعده لا على الفترة التي سبقت ذلك وإلا ما كانوا وكلاء للإمام صلوات الله عليه، ولهذا عملت الطائفة الشريفة بما رووه في حال سلامتهم العقائدية وتركوا ما رووه من بعد انحرافهم، ولذلك عبرنا بالوثاقة ولم نعبر بالصحة عن الرواية، فالوثاقة تعني وجود رجل أو أكثر ثقة في حديثه، ولكنه لا يتمتع بصحة في معتقده، بينما الحديث عن الرواية الصحيحة فإنه يقتصر على الرجال الثقات من ذوي العقائد الصحيحة، ولأن الرواية أعلاه تتحدث عن فترة إيمانه لا عن فترة انحرافه قلنا بالوثاقة، وهو أمر متسالم عليه في علم رجال الطائفة المحقة زاد الله في شرفها.