طارق سدخان ـ البصرة (الموقع الخاص): هل السفياني شيعي او سني؟ وما هو الدليل؟
الجواب: الروايات لم تشر إلى هذا أو ذاك، ولكنها أشارت في بادئ أمره لن يكون ناصبياً، بل غالبية شرّته وبأسه سيكون على نواصب العراق وسوريا، ولربما نلمس من الروايات الواردة في شان الكور الخمسة وحربه ضدهم وكذلك حربه ضد الأتراك وبنو قيس في دير الزور انه ليس سنياً لأن الكور المشار إليها كلها سنية ومثلها دير الزور وبنو قيس، ولم تشر الروايات إلى غيرها من المناطق العلوية والدرزية، مما يجعل انطلاقته في الهجوم على هذه المناطق يبتدأ من هذه المناطق، وتعريف خروجه من الوادي اليابس وهو في محيط مدينة درعا الحدودية مع الأردن، إنما يشير إلى مكان دخوله إلى سوريا بعد عودته من البلاد الرومية، لا إلى انطلاق حركته.
وقد أشارت غير واحدة من الروايات إلى وصفه بالفاسق، والفاسق في التوصيف الشرعي غير الناصبي، لأن الفاسق لا يجوز غيبته فيما لم يجهر به، بينما يباح ما هو أعظم من ذلك بحق الناصبي الذي يعد من الخارجين على الملة وحكمه حكمهم، ولا يمكن القول بأن الإمام صلوات الله عليه حينما يصفه بهذا الوصف لا يراعي هذه الجنبة التشريعية.
نعم هو ناصبي ولا شك حينما يقاتل الإمام صلوات الله عليه لاحقاً، وهو ناصبي لو أن قتاله لشيعة اهل البيت عليهم السلام في الكوفة وضواحيها، لكونهم متشيعة لأهل البيت عليهم السلام، ولكن لم يتاكد لي هذا المعنى، بل الدليل المنطقي قائم على خلافه لأن الناصبي في قتاله الشيعة عادة ما يعتمد سياسة الإستئصال دون تفريق بين المرأة والرجل والطفل والشاب والكبير وفي كل المكانات، وقد دلت الروايات الواردة في شان قتال بغداد بأنه سيكون محدوداً بحدود منطقة الحكم في بغداد وهي المنطقة المسماة بالزوراء، كما أن قتاله في النجف الأشرف قد ياتي بسبب حنقه من موقف سياسي تتخذه النجف بحقه نتيجة لجرائمه في بغداد، وليس لنه ناصبياً، وإلا لما خص بقتاله بعضاً من الشيعة لا جميعهم، كما وأن الدليل قائم على انه لن يمس النساء في النجف، لوضوح دعوة الإمام صلوات الله عليه لشيعته بان لا يواجهه الرجال ويتغيبون عن ذلك، وأنه لا ضرر منه على النساء بشكل عام، كما وأن الرواية التي تشير إلى قتله شيعة علي في النجف الأشرف لا تدل على أن المقصود بهم شيعة أمير المؤمنين عليه السلام، بل هم شيعة رجل اسنه علياً من رجالات النجف الأشرف وأعلامها، وإلا لما قال في الخبر الوارد بمناداته بالقبض على كل رجل من شيعة علي ومنمح القابض جائزة مالية: فيثب الجار على جاره، فيأخذه من عنقه ويقول: هذا من شيعة علي، إذ يستلزم ذلك أن تكون النجف حاضرة خليطة بين الشيعة وغيرهم، وهو امر غير متصور.
أما ما ورد في كونه سيذبح كل من اسمها فاطمة وخديجة وكل من اسمه علي وحسن وحسين فهو وارد في روايات غير معتمدة لدينا، وهي واردة بأسانيد عامية لا مجال للتثبت منها.