Sabbah (الموقع الخاص): ما الافضل القتال والاستشهاد تحت راية اليماني؟ أم الحفاظ على النفس بهدف رؤية الامام المهدي عجل الله فرجه؟
الروايات تدعونا بعدم الالتواء عن راية اليماني و القتال تحت رايته لكن هناك رواية عن الامام الباقر عليه السلام يقول فيها انه لو وصل لعصر الظهور لابقى نفسه لصاحب الامر كما ورد في الرواية التالية: عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلايعطونه ، ثم يطلبونه فلايعطونه . فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم . فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا . ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم (أي المهدي عليه السلام) قتلاهم شهداء. أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر).
الجواب: الرواية التي أشرتم إليها هي مما ورد في كتاب غيبة النعماني،[1] وهي تتحدث عن مرحلة ما قبل اليماني، وتحديداً عما سيجري في إيران قبل هذه المرحلة، وحديث الإمام صلوات الله عليه عن استبقاء النفس للكناية عن مدى قرب تلك الفترة من ظهور الإمام روحي وأرواح العالمين له الفدا، لا المنع من بذل النفس والمناصرة لما يجب من أمور على المكلف في زمن الغيبة، وهو واضح لأنه تعارض بين المستحب والواجب، ولكن هذا الواجب يتوقف بطبيعته على موقع الشخص الزماني والمكاني، فقد يتوجّب علي أمر نتيجة لعوامل الزمان والمكان لا يتوجب عليك نفسه وأنت في مكان آخر كما لا يخفى، أما بالنسبة إلى المفاضلة بين القتال بين يدي اليماني أو استبقاء النفس، فالعبرة في ذلك طبيعة النية والموقف من مناصرة الإمام روحي فداه، إذ لا شك أن مناصرة اليماني بناء على ما جاء في الروايات من أجل مناصرة الإمام صلوات الله عليه، ولأن العمر ليس محكوماً بيد أحد، فإن تلبية نداء اليماني سيكون هو تكليف النصرة، وهو الأليق بالمناصر الجاد للإمام صلوات الله عليه، فهذه المناصرة لا تستوجب حضور الإمام عجل الله فرجه، فحتى لو استشهد الإنسان بين يدي اليماني ونواياه متعلّقة بنصرة الإمام بأبي وأمي فمما لا شك أن أجره غير منقوص في هذا المجال، بل ربما كان من السبّاقين.
[1] غيبة النعماني: 281ـ282 ب14 ح50.