علي البصرواي (مجموعة حكيميون): ما سند هذه الرواية التي تقول بأن الإمام يقطع سبعة آلاف رأس ممن يدّعون الإيمان وإيمانهم رياء؟
الجواب: الرواية ليست بهذه الشاكلة، وإنما تتحدث الروايات عن 16 ألف ممن تسميهم بالبترية، وهؤلاء يؤمنون بحق ويبترون حقاً آخر حتى يصل بهم الأمر أنهم لا يتحمّلون عدالة الإمام صلوات الله عليه فيخرجون عليه بحرابهم وأسلحتهم ويخاطبونه بخطاب من خرج عن هذا الأمر: إرجع يابن فاطمة لا حاجة لنا بك، إذ يروي أبو الجارود، عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال في وصفه لحال الإمام روحي فداه حالما يصل إلى الكوفة: يسير إلى الكوفة فيخرج منها ستة عشر ألفا من البترية شاكين في السلاح، قراء القرآن، فقهاء في الدين، قد قرّحوا جباههم، وسمّروا ساماتهم، وعمّهم النفاق، وكلهم يقولون: يا بن فاطمة ارجع لا حاجة لنا فيك، فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء، فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجل، ولا يصاب من أصحابه أحد.[1]
وكما في رواية أحمد بن محمّد الأيادي بسنده إلى أبي بصير، عن الإمام الباقر صلوات الله عليه، قال: إذا ظهر القائم على نجف الكوفة، خرج إليه قرّاء أهل الكوفة، وقد علّقوا المصاحف على أعناقهم، وفي أطراف رماحهم، إلى أن يقول: ويقولون: لا حاجة لنا فيك يا بن فاطمة، قد جرّبناكم فما وجدنا عندكم خيراً، ارجعوا من حيث جئتم، فيقتلهم حتى لا يبقي منهم مخبر.[2]
وقد استظهرنا في الجزء الثاني من كتابنا علامات الظهور أن البترية هم اتباع الشيصباني الذي يظهر قبل الإمام صلوات الله عليه في الكوفة ويكون له أتباع كُثر، وستكون أذيتهم كبيرة لشيعة الإمام صلوات الله عليه فراجع.[3]
[1] دلائل الإمامة: 239.
[2] سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان: 67ـ68.
[3] علامات الظهور بحث في فقه الدلالة والسلوك 2: 271ـ273.