رسالة مفتوحة الى السيد المجاهد أبي بلال كاظم الجابري أيده الله وأعزه
السلام عليكم ورحمة الله سيدنا الصابر المحتسب
عظم الله اجوركم بما ألمّ بكم وبما جدد الأحزان عليكم بفقد الحبيبة والنسيب في سنة الحبيب، ولا أحسب يا سيدنا الجليل في عظيم ما أصابكم إلا أنك محاط بألطاف خفية لله جل وعلا وعناية خاصة من اجدادك الكرام صلوات الله عليهم، فلولا جميل صنيعك لاخرتك ما اصابك من عظيم البلاء وتجدده في دنياك، فهذه سيرة اجدادك الطاهرين عليهم السلام واحاديثهم تبرز ان الله اذا احب عبدا ابتلاه، وقد ابتلاك الله بما يزيدك شرفا بالشهيد محمد رضا قدس الله روحه الزكية، ثم عاد ليمتحنك ويؤهلك لمقام ارفع بفقدك للسيد احمد والعلوية كريمتكم رضوان الله عليهما، وعاد ليختبركم بآلام وصحة العلوية عقيلتكم عافاها الله بما يسعدها، ومن ثم ليمحصك بما قسم لكم من اعتلال صحتكم، وتيقن يا سيدنا المجاهد ان هذه الامور لا تحصل لكل احد اللهم الا ان يكون من المنظورين بعناية الله والمحظيين بكرامة الأجداد الطاهرين صلوات الله عليهم، ولك في جدتك الزهراء عليها السلام وجدك الحسين صلوات الله عليه وعمتك الحوراء زينب بأبي وامي وما جرى عليهم من عظيم البلاء وفادح المصاب وطبيعة العاقبة التي تسنموا عليائها نتيجة صبرهم وتحملهم في سبيل الله ما يسليك عن عظيم المصاب بفقد الأحبة واحداً من بعد الآخر.
وإن المعزى يا سيدنا الجليل أنهم وفدوا على رب كريم ورؤوف ورحيم وهو لا يهين وافده ولا يهمل المتعلق به فما بالك بأحباب تعلقوا به في حياتهم ولم يتعلقوا بغيره، فإن اخترمهم الاجل المحتوم فلأجل كرامتهم عند ربهم، ولولا ذلك ما كان لمحمد رضا أن يستشهد بكرامة رفقة القائدين العظيمين سليل كرمان ومهندس الجهاد، على يد ارذل الخلق واشدهم اجراما، ولولا ذلك ما كانت لكريمتكم ان تفد الى ربها بسنوية أخيها بمعية زوجها، وإن في ذلك لدلالة على طبيعة الاجتباء لهم .
وإن عظيم السلوى يا سيدنا الصابر أن يردوا إلى شواطئ الكوثر في أحضان أجدادكم الكرام شفعاء الدنيا والاخرة، وان تسقط رؤوسهم في حجر جدهم امير المؤمنين ع كما هو مفاد الرواية المشرفة عنهم، وأنت تعلم يا سيدنا الجليل ان أجدادك هم معدن الكرم واولياء النعم ولم يبخلوا على عدو بكرمهم فما بالكم بأحبتهم وأحفادهم الذين احسنوا الولاء وصبروا بصدق على ضرائب الانتماء.
وإن الفراق وإن كان عزيزاً، والاهتضام وإن كان علقماً، ولكن هذه القرابين الزاكية أهل لقبول الله وإكرامه، وتليق باحتضان النبي الاعظم وعترته المطهرة صلوات الله عليهم فتعز يا سيدنا الأجل بعزاء الله، وتسل بجميل الكرامة التي حظى بها الأعزة، وطب نفساً بحسن عواقبهم وجميل اثرهم ودعني أبارك لك ما رزقت به ممن له مقام الشفاعة وبسفرائك الذين يمهدون عالم الخلود والجلال تحت اقدامك ومن يلوذ بك.
رضوان الله تعالى على شهدائكم الابرار وانتقم من قاتليهم بالخزي الابدي والعار السرمدي، وألهمكم الصبر والسلوان وجعلها خاتمة الاحزان وحفظكم من كل سوء ومن على العلوية عقيلتكم بالصحة والصبر والعافية.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
جلال الدين الصغير