منصة شعر (قناة اليوتيوب): لدي سؤال شيخنا العزيز .. انا ارى ان السفياني يدخل العراق بطلب من طاغية العراق وقت ذاك الذي يقول للامام عد يابن فاطمة . هذا الحاكم كما اتصور هو من يقوم بانقلاب يستحوذ فيه على الحكم بمعونة امريكية خليجية فيكون وجوده مقارب لوجود السفياني وكلاهما يصطفان في المحور الامريكي . ولكن ردات الفعل الداخلية وحصول فوضى وتشتت وضعف قواته نتيجة هذا الانقلاب يجعله يطلب معونة السفياني للقضاء على حركة المقاومة لأهل الجنوب التي تتمركز في الفرات الاوسط (الكوفة) . وخاصة الان يتم تداول محاولات انقلابية ودسائس تحاك هنا وهناك ولا ارى التقارب السعودي من العراق وتغلغلها فيه الا جزء ومقدمة لهذا الانقلاب وان كان كذلك فلن يكون العراق وهو بهذا الضعف طرفا في الصراع الامريكي الايراني. فما هو رأيك شيخنا الفاضل؟.
الجواب: هذه الرؤية مخالفة لطبيعة ما جاء في الروايات الشريفة، فالسفياني لا يأتي بدعوة الى العراق وانما يأتي في البداية ملاحقا لاعدائه، ثم يجد في الضعف الموجود والتراخي والانقسام ما يجعل العراق فرصة له، فيقتحم بغداد ويسقط حكومتها، وسيجد من سيعينه على ذلك من المنافقين، ولأن الكوفة سيكون لها موقفها المعارض لفعله في اقتحام العراق، ولانه يرى في ذلك تهديداً لمطامعه، لذلك يقتحمها جيش منه ويرتكب فيها جرائمه وغالبيتها في ضواحيها من أجل ان يتخلص من رموز المعارضة له فيها، غير انه ما ان يرى اقتراب جيش الخراساني القادم بقيادة شعيب بن صالح من جهة الكوت، واليماني القادم في تحللينا بجموع الوسط والجنوب العراقيين، من الكوفة، اذ يجتمع اليماني والخراساني في مدينة الديوانية(في تحليلنا ايضا) حتى يهرب هذا الجيش، ولكنه لن يجد مهرباً اذ يتم تصفية هذا الجيش في شمال بابل وقبل وصوله الى بغداد، وبعد ذلك يهرب الجيش المقتحم لبغداد الى الشام ويستمر جيش الخراساني واليماني بعملية ملاحقة وتطهير العراق من مسودة بني العباس، وكل ذلك يجري قبل ظهور الامام روحي فداه في المدينة المنورة بما ينيف على الثلاثة اشهر او ما يقرب من ذلك، فيستنجد حكام الحجاز بالسفياني فيغيثهم بجيش رسله الى المدينة بحثا عن الامام، الذي يخرج منها الى مكة المكرمة فيلاحقه هذا الجيش فيخسف به عن بكرة ابيه في الطريق بين مكة والمدينة مما يلي مسجد الشجرة وميقاتها، وذلك قبل خروج الامام روحي فداه بقرابة الاسبوع اي في بداية محرم، والذي سيكون عاشره هو اليوم الذي سترفرف فيه راية خروج الامام صلوات الله عليه، وتبدا منها الثورة المهدوية، وسرعان ما يسيطر على مكة المكرمة ومن بعدها المدينة المنورة، وكل ذلك قبل اقباله على العراق.
اما قصة ارجع يا بن فاطمة فهو أمر لا علاقة له بالسفياني وإنما هو شان يحصل بعد خروج الامام روحي فداه ودخوله الى النجف واستقراره فيها، ومن سيقول ذلك هم طائفة البترية وهي مجاميع منحرفة لا تقيم للامامة وزنها الذي اقامه الله جل وعلا ويتمردون على الامام بأبي وامي ويقتلون مؤمناً فيطالبهم الامام بتسليم القاتل فيرفضون فيقاتلهم وينهي تمردهم في الكوفة في نفس اليوم.
بطبيعة الحال في تلك الفترة يكون الوضع الامريكي في اضعف صوره في العالم والمنطقة، لانه يتم بعد الحرب العالمية وحكام الخليج في أسوء أوضاعهم لأن الإمام روحي فداه قبل وصوله للعراق ينهي سيطرة أعراب الحجاز على مكة والمدينة وينصب له خليفة على الحجاز يلي أمرها، وكل هذا السرد الروائي إنما يحصل بعد الحرب العالمية ونزول الامريكان الذين تطلق الروايات عليهم مصطلح مارقة الروم في ميناء اشدود (الرملة) لحماية الصهاينة.
اما قصة الانقلاب في العراق فتارة اتحدث كسياسي واقول ضمن الافق المنظور لا وجود لاي امكانية لاي انقلاب، لان العملية السياسية اتقنت توزيع السلطة والقوة بحيث ما عاد بامكان اي طرف ان يفكر بسيطرة تؤدي الى انقلاب، وما يجري التحدث عنه ما هو الا تهويلات واماني لاناس لا يجيدون صناعة الاحلام، واخرى اتحدث عن الواقع كما ترسمه الروايات، فيبدو لي ان قضية الانتقال السلمي للسلطة ستسمر الى عهد الامام روحي فداه، وفي تعبير بعض الروايات يكون فيه امر الحكم لمن غلب رايه، كما ان حديث الروايات عن ان الامام روحي فداه حينما ياتي الى الكوفة ويجد فيها ثلاثة رايات تصطرع انما يشير الى عملية توزيع القوة السياسية وعدم حصرها بجهة واحدة والله العالم بعواقب الامور