محمد علي البدري: مجموعة منتظرون 1 عبر برنامج التلكرام (009647729680233)
(دونلدسن) في كتابه (عقيدة الشيعة) حيث قال: (الإخفاق الذي أصاب الحكومة الأموية في توطيد أركان العدل هو المنشأ لظهور فكرة المهدي).
ويرى أيضاً أنَّ روايات المهدي (عليه السلام) موضوعة في عصر ما قبل تدوين السُنّة النبويّة.
وأنَّ الكتب الروائية السُنّية قد خلت من هذه الروايات.
وقال أيضاً: (إنَّ سرّ وضع الحديث عند الشيعة هو أنَّ القرآن غير ذاكر للإمام فاستغلّوا السُنّة لذلك).
وقال (جولدزيهر) في كتابه (دراسات محمّدية): (لا بدَّ من تأسيس فكرة الآمال الصامتة لتهدئة روع الناس، ومن أجلى مظاهر فكرة الآمال الصامتة واقعة المهدي)، وذهب آخر إلى أنَّ فكرة المهدي خيال موجود في قبائل شمال أفريقيا، على أساس الجهل، والتعصّب، والنفوس الميالة إلى عبادة الأصنام، وادّعى أحمد أمين المصري في (المهدي والمهدوية)، وسعد محمّد حسن في (المهدي في الإسلام منذ القدم)، إنَّ فكرة المهدي أنشأها الفاطميون، ما هو رأي سماحة الشيخ في تلك الأقوال؟
الجواب:
ما ذكره دونلدسن يناقش من أكثر من اتجاه ولكن سأورد الملاحظات التالية:
أولا: ان قضية الامام المهدي ع مذكورة بتواتر واستفاضة في كتب اهل السنة فهو يسجل هنا جهلا مريعا بالواقع الروائي ومن له هذا الجهل كيف يمكن ان يبني افكاره عليه؟
ثانيا: ان التواتر في الحديث السني عن الامام ع موصول مباشرة برسول الله ص ومن رجالات كانوا في تصالح مع العصر الاموي كابي هريرة وعامر الشعبي ومحمد بن شهاب الزهري وامثالهم ولدلك كيف يكون الحديث مستل من الاخفاق الاموي المتحدث عنه.
ثالثا: هناك آيات في القران الكريم لا يوجد لها مصداق اجتماعي ابدا من دون عقيدة الامام صلوات الله عليه، ولذلك لا علاقة للأمر بالاستغلال الذي اشار اليه من قبل الشيعة فقوله: بقية الله خير لكم على من يطلق؟ ولا بقية الا بعد ذهاب الاغلب، اي انه يأتي بعد مدة طويلة من الزمن، وقوله تنزل الملائكة والروح فيها على من يحصل هذا التنزل في عصرنا هذا؟ ونريد ان نمن على الذي استضعفوا من هو مصداقها الاجتماعي؟
طبعا هذا الكلام موجه لنقض قوله والا فان الرجل لا يؤمن بالقران اصلا ولنقاش ذلك موضوع مستقل.
اما ما ذكره جولدتسهير ومن تابعه فينقض من خلال الواقع الروائي تارة وقد علمت وضعه، وينقض ايضا من خلال الحديث عن نفس فكرة خداع الناس وتظليلهم بالآمال اذ ان هذا الخداع يمكن ان يشمل فترة زمنية وواقعا ثقافيا محدودا اما ان يشمل ما لا يقل عن اربعة عشر جيلا من الناس تتعدد اماكنهم ومصالحهم ومخاوفهم وامالهم وظروفهم ومستويات افكارهم ففيهم الجاهل وفيهم العالم والكل يتفقون على نفس الفكرة وبنفس السياق يفند هذه النظرية على ان ما يتكلم به هو مجرد اتهام عليه هو ان يقدم الدليل على صحته
اما الحديث عن ان فكرة الامام ع موجود شبه لها في قبائل شمال افريقيا والنفوس الميالة الى الاصنام فهو مع التنزل عن النقاش في هذه الامثال وعدم صلاحها ولكن هل يقبلوا باعتبار كل ما كان لدى هذه القبائل هو من الأوهام؟ وبالتالي فهده القبائل كانت تمارس الكثير من العادات والطقوس ولا زال العالم المتحضر يمارسها وبكل شراهة كالرقص واستباحة الجنس والدفاع ضد من يعاديهم وما الى ذلك من عادات.
فهل سيعتبرون ان ما يقومون به مستل من الاوهام ام من الضرورات الفكرية والاجتماعية؟