د. حسين جواد (الموقع الخاص): هل قصد الامام الباقر عليه السلام بمارقة من جهة الترك الإنفصال الكردي أم إنفصال شبه جزيرة القرم عن اوكرانيا? فكلاهما من جهة الترك.
الجواب: المروق عن الشيء هو الخروج منه، ولذلك يجب أن نجد مارقاً وممروق عنه كي نتحدث عن حالة المروق، وما يبدو أن مثال شبه جزيرة القرم لا يحقق ذلك فلا وجود لمارق ولا ممروق عنه، فشبه الجزيرة غالبية سكانها هم من الروس والقوقاز وهم أتراك تعود أصولهم إلى التركمانستانيين، والأوكرانيون فيها قليلون جداً وهم في الغالب مستوطنون هناك، ولذلك ما جرى في جزيرة القرم لا يعبر عنه بالمروق لأنه لا وجود للممروق عنه، خاصة وأن تاريخ شبه الجزيرة يتناغم مع التحاقها بالحضن الروسي أكثر من وجودها ضمن دولة أوكرانيا، وإنما هو خيار شعب على أن يلتحق بدولة لا أن يعلن عن وجود آخر.
نعم لو ضربتم المثال بما جرى في أوكرانيا نفسها يمكن أن نسميه مروقاً، بل هو مروق لأن الجماعة التي استولت على السلطة فيها مرقت على الدستور الأوكراني، ومن بعد ذلك حصل الذي حصل في جزيرة القرم.
ولكن هل يمكن القول بأن ما جرى في أوكرانيا هو المروق الذي يتحدث عنه الإمام الباقر عليه السلام؟
من الواضح أن هذا الوصف لا يمكن اعتماده في المثال الأوكراني لوجود فاصلة كبيرة بين أوكرانيا وبين الترك، فإلى الشرق منها توجد روسيا وجورجيا، وإلى الجنوب الغربي منها توجد مولدافيا ورومانيا وبلغاريا، فضلاً عن عموم البحر الأسود.
وعلى أي حال لا يمكن تطبيق كل ذلك على الرواية لوجود حدث يسبقها في جملة الأحداث المتسلسلة التي وردت في رواية الإمام صلوات الله عليه وهو لما يحصل بعد، وأعني بذلك زلزال دمشق وطبيعة الخراب الذي يحصل في الجامع الأموي فيها.
وما من شك أن الموضوع الكردي أقرب في الوصف من الأمثلة التي ذكرتموها لأنه في الأصل مروق، وهو يحاذي ويلاصق الحدود التركية الجنوبية، ويؤكده النزول التركي في جزيرة شرق ووسط سوريا مما يعني احتلال المناطق الرئيسية لهذا المروق، ومن الواضح أن أي مروق كردي ينزع لإقامة دولة كردية أو ما يشبهها سيعتبر تهديداً مباشراً للأمن التركي القومي.