بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

23: الفرق بين العلامات المشخصة لوقت الظهور وبين غيرها من العلامات

4163طباعة الموضوع 2012-04-24


رعد الحيدري (مجموعة حكيميون): سماحة الشيخ الجليل .. ارجو ان يسع صدركم كثرة أسئلتي فكلي شوق لمثل هذه الفرصة وهذا الموضوع .. هناك الكثير من الروايات حول علامات الظهور نجدها قد تكررت في التأريخ عدة مرات وهناك علامات لم تحصل بعد، وهناك علامات قد تفسّر وتأوّل بأمور مشابهة لها في زماننا فما هو تعليلكم لمثل هذه الروايات.

 

الجواب: من الجهة التي طرقتموها فإن هناك صنفان من العلامات قد تحدّث عنها المعصوم صلوات الله عليه، أحدهما يتعلق بالعلامات التي لا علاقة لها بالظهور المباشر ولكنها دالّة على ان زمن الظهور آت، بالضبط كما تفعل علامات المسافات المرورية بالنسبة للمدينة بعيدة، فهي لا تقول لك أنك قد وصلت ولكنها تؤكد أنك على الطريق الصحيح، ومن عادة هذه العلامات أنها ذكرت ولم يذكر ترابطها مع قرائن مكانية أو زمانية تكون قبلها وبعدها، والغالب أن لا تكون معها قرينة الزمان، بحيث أن الكلام يطلق بالقول بأن الأمر الفلاني سيحصل ولكن لا يكون فيه أي مجس للدلالة على وقت الظهور، مع أن الأئمة صلوات الله عليهم قد تحدّثوا عن أمور ستحصل في المستقبل ولم يشخّصوا انها ذات علاقة بعلامات الظهور، ولكن جرى حملها من قبل الناس على هذه العلامات، كحديث الإمام الصادق عليه السلام عن هدم جامع براثا وقطع الحاج وهتك أستار الكعبة ونهب الحجر الأسود وما إلى ذلك، واعتبرها البعض مما له علاقة بالظهور الشريف بينما هي حصلت في زمن العباسيين، وقد أوجد ذلك إرباك بيّن لدى المتابعين لحركة العلامات، أما الصنف الثاني من العلامات فهو الذي يحمل قرائنه الزمانية والمكانية العديدة معه، وقد حرص الأئمة عليهم السلام على أن يحيطوا هذه العلامات بتفاصيل عديدة على عكس ذلك الصنف منها، كما وأطّروها بما قبلها وبما بعدها من أحداث، ووسموا الجميع بتتابع بين الأحداث وتسلسل فيما بينها، وعادة ما أشفعوا هذه العلامات بمنهاج للتحرك، ويتميّز هذا الصنف بأنه قريب جداً من الظهور الشريف، بحيث أن المدة الزمانية من بدء هذه العلامات إلى الظهور المبارك ليست كبيرة بل هي قصيرة جداً، ويمكن لنا أن نتعرف على هذا الصنف وهو الأهم، من خلال الرواية الشريفة التي يخاطب بها الإمام الباقر عليه السلام جابر بن يزيد الجعفي رضوان الله عليه، وهي أحد أهم الروايات في مجال العلامات إن لم تكن أهمها إذ يقول له في مطلعها: يا جابر لا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها، ففي هذه الرواية استخدمت فيها أداة الانتقال "حتى" مما يعطينا دلالة أنها تختلف عما سبقها، وقد عدّد الإمام صلوات الله عليه سلسلة متتالية من الأحداث وصفها بأنها نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً، وقد حددت الخريطة الجغرافية لهذه العلامات بشكل دقيق بحيث أنها لا تتجاوز 3 دول هي سوريا أولا ثم العراق ثانيا ثم شبه الجزيرة العربية ثالثاً، ويُضمّ لها تركيا التي تدخل مشهد العلامات باحتلالها لأراض سورية، ثم إيران التي ستدخل راياتها السود إلى العراق لإنقاذ العراق من شر السفياني.

ولذلك فإن من لا يتبع هذه الخريطة سيضيع بين حشد كبير من العلامات اختلط فيها الصحيح مع ما هو ليس بصحيح من الروايات، وكذا اختلطت فيها روايات العامة مع روايات الخاصة، ويتداخل فيها الصنفان من العلامات، بالشكل الذي سيضطر إلى الإرتباك في التفسير، ولكن بإمكان من يتابع هذه الخريطة يمكنه من تركيب صورها من خلالها دمج ما في الروايات مع دلالاتها الإلتزامية، شريطة أن يضع في حسبانه أن غالبية الروايات تم استخدام اللغة الرمزية فيها، عندئذ ستتجلى له صورة جلية لطبيعة ما تحدّث عنه الأئمة صلوات الله عليهم، وقد تحدّثنا بتفصيل كبير عن طرق فهم هذه الروايات في الفصل الرابع من الجزء الأول من كتابنا علامات الظهور بحث في فقه الدلالة والسلوك، وأجرينا تطبيقاً على ذلك في الفصل السابع من الجزء الثاني من الكتاب نفسه يمكن للمستزيد أن يطلبها في محله.

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
37 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :10163
عدد زوار الموقع الكلي: 27307474
كلمات مضيئة
اللهم العن قتلة فاطمة الزهراء صلواتك عليها من الأولين والآخرين وألحق بهم كل من رضى بفعالهم ولم يتبرأ منهم، وأشرك معهم كل من أنكر ظلامتها واستخف بحرمتها لعنا يهون عنده لعنك لعاد وثمود والمؤتفكات اللهم اجل لنا يداً في الثأر لفاطمة الزهراء ونصيباً في الذود عنها وكرامة في الإنتقام لها، وأحظنا بمقام المشفعين بفاطمة صلواتك عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها