بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

مشكلة تشخيص أسماء الشخصيات الواردة في روايات علامات الظهور



وجهت مجموعة من الأخوة والأخوات الكرام في مجموعة حكيميون وغيرها عدة أسئلة وهي تسأل عن الأسماء الواردة في الروايات وكيفية تشخيصهم علماً ان بعضهم أعطى إسماً لليماني او الخراساني او النفس الزكية أو الحسني او السفياني، وقد جمعنا جميع الأسئلة واجاب سماحة الشيخ بالتالي:

ذكر العديد من الأخوة الكثير من الأسماء بعنوانها مصاديق لما ذكر من أسماء في الروايات ولا سيما في مسألة الخراساني واليماني، وأنا في الوقت الذي أنبّه إلى مسألة جوهرية إن أي تشخيص قبل اليقين بوقت الشخص سيؤدي إلى نتائج سلبية جادة ليس على المشخّص فقط وإنما على عموم القضية المهدوية وقد أبرزت بعضاً من أسئلة الأخوة والأخوات في هذه المجموعة المباركة جانباً من التبرم والملل من القضية العامة بشكل انعكس على شكل لا أبالية بعموم القضية المهدوية في الوقت الذي تمثل جوهراً من جواهر الحركة الإيمانية، وأحسب ان المشكلة تكمن في عدم التوفيق في تشخيص المشخّصين، وأيضاً لاعتماد اخبار لا علاقة لها باهل البيت عليهم السلام في مثل هذه التشخيصات فتركت آثارها السيئة على التحليل لهذه الشخصية أو تلك، وأيضاً لعدم اعتماد الطرق العلمية في تفكيك رموز الروايات الشريفة مما أوقع غالبية من حللوا إن لم أقل جميعهم بمطبات كبيرة جدا جعلتهم يريشون سهامهم باتجاهات لا علاقة لها بالهدف.

في عين الوقت أنبّه إلى أن منهج أهل البيت صلوات الله عليهم اعتمد آليات دقيقة في التشخيص، وألخصها بالآتي: فلقد شخّص المعصوم روحي فداه مكان الحدث المتعلق بهذه الشخصية أو تلك وكذلك عيّن زمانه، وربط بين حدثه وبين سلسلة من الأحداث وصفت بأنها نظام كنظام الخرز أو المسبحة يتبع بعضه بعضاً او دعنا نقول بأنه اعتمد آلية الخطوات المتتالية (step by step) بحيث أن أي خطوة يجب ان تشخص بما قبلها وما بعدها من الخطوات ومن دون تشخيص الزمان او المكان أو وقوع الحدث ضمن بيئة مجموعة كبيرة من الأحداث فإنه سيجعل عملية التشخيص متخبطة تماماً وفوق ذلك فإنه تم ذكر اوصاف وأعمال هذه الشخصيات وهذه زيادة في التاكيد على دقة التشخيص، وما نراه للأسف الشديد أن عوامل الحب والبغضاء أو عوامل الإرضاء الشخصي لعبت دورا مهما في عملية التشخيص في وقت نحن نتعامل مع قضية لها قداستها العظمى مما يجعلنا مجبرين على الدقة الكبيرة في هذا الأمر.

والأمر الآخر الذي يجب التنبيه عليه هو أن الأئمة نهوا عن التسميات ووجهوا الأنظار باتجاه أعمال هؤلاء ففي سؤال للإمام الصادق عليه السلام عن اسم السفياني كان الجواب مؤكداً بطريقة: وما تصنع باسمه؟ فإنه إذا استولى على الكور الخمس.. الخبر. وهنا نرى أن الإمام يوجّه باتجاه أعمال السفياني لأن الأعمال هي التي تسميه، وليس الإسم هو الذي يدل بصورة لو ان أي شخص جاء وقدم وثائق تشير إلى هوية فلان او فلان إن لم تقترن هذه الهوية بهذه الأعمال والصفات التي أشير إليها من قبل المعصوم صلوات الله عليه فإنه يبقى في أحسن الاحوال أمرا ظنيا لا يمكن التعويل عليه.

ولهذا أتمنى على الأخوة ان ينتهوا من مشكلة التسميات لأنها بغير طائل في الوقت المعاصر نعم ستكون مطلوبة جداً حينما تتحرك العلامات التي قبل هذه الأسماء وسيكون العلماء بالعلامات دالّين عليهم.

 

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
14 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :2803
عدد زوار الموقع الكلي: 26552099
كلمات مضيئة
قال الإمام الصادق عليه السلام: من أحبنا كان معنا أو جاء معنا يوم القيامة هكذا ثم جمع بين السبابتين ثم قال واللَّه لو أن رجلا صام النهار وقام الليل ثم لقي اللَّه بغير ولايتنا أهل البيت للقيه وهو عنه غير راض أو ساخط عليه