أين عمري (الفيسبوك): أتمنى من حضرتك شغلتين الأولى أن تتحدث لنا عن دور مصر فيما قبل وبعد الظهور وعن من هو صحابي مصر أو الصحابي ومن هو فتى النيل وهل حقا المقصود به هو الإمام المهدي عليه السلام وهل سيكون خروجه بالسيف من مصر يقولون إن هذا مذكور في نبؤات الإمام علي عليه السلام وفي نبؤات اخر الزمان
والثاني إذا أمكن استمعت لمحاضرة في جامعة .. يتكلم فيها حول ماقاله الامام علي عن اخر الزمان في الجفر الأعظم ...
الجواب: لا يوجد شيء في رواياتنا بعنوان فتى النيل وصحابي مصر وما إلى ذلك، ولا علاقة بارزة لمصر في أحداث الظهور الشريف فضلا عن نفس الظهور، وما يجري التحدث عنه مرتبط في الأغلب بكتاب نسبوه للإمام علي عليه السلام وقالوا بانه تم العثور عليه في تركيا وطبع في مصر باسم المفاجاة وبغير هذا العنوان في لبنان، ولا شك أن النسبة لأمير المؤمنين عليه السلام كاذبة تماماً، ومن يصر عليها قد يتورط بالكذب على أمير المؤمنين عليه السلام، ولكم في الكتب الواردة عن طريق أئمة الهدى عليهم السلام وأصحابهم وبالطرق المعتمدة من قبل مذهب الحق كفاية وغنى.
والثابت لدينا وفقاً لروايات أئمة الهدى عليهم السلام أن مسألة خروج الإمام أرواحنا فداه ستكون من مكة المكرمة تحديداً، ولا يوجد في الروايات أي إشارة لذهاب الإمام صلوات الله عليه إلى مصر، فضلاً عن كونها تفتح بالسيف أو غيره.
وكذلك الحديث عن كتاب الجفر الذي يروج في الأسواق وعبر النت فهو منسوب زورا وبهتانا لأمير المؤمنين عليه السلام، ولا تضيعن عليكم السبل في أن ما أطلقت عليه الروايات بكتاب الجفر إنما هو من مختصات المعصوم ولم يطلع عليه أحد سواهم صلوات الله عليهم، علما إن كلمة الجفر الواردة في الروايات لا خصوصية علمية لها، بل هي إشارة إلى جلد الشاة المسلوخ كاملاً، والعرب تسميه بالجفر، وكان يتم فيه حفظ الأشياء ومنها الكتب والرسائل خشية عليها من التلف، وقد كان الأئمة عليهم السلام يشيرون إلى كتاب الإمام علي عليه السلام والذي كانوا يحتفظون به في الجفر الأبيض، أي في جلد شاة بيضاء، وفي مقابله كان هناك الجفر الأحمر نسبة إلى لون الشاة المسلوخ جلدها، وكانوا يضعون فيه السلاح.