نظام آل سعود كعين النجاسة لا يطهره اي مطهر حتى لو كان ماء البحر، وعلى الذين يعملون على محاولة تجميل صورته ان يسألوا عن دماء شهداء مذابح كربلاء التي افتعلها جد من يروجون لاستقباله عام ١٨٠٢ فما بعده، ويسألوا عن احراق وهدم المرقد الحسيني الشريف في يوم الغدير، ويسألوا ماذا فعلت كل فتوى اصدرها هذا النظام بكفر الشيعة واباحة قتلهم، وكل مال انفقه ومؤسساته على دعم من المجاميع الارهابية طوال كل هذه السنين، هذا ان كان حديثهم يتم تحت الواجهة الوطنية، اما اذا كان الامر متعلق بالاعتبار الديني والعقائدي فلعمري ماذا سيقولون لائمة البقيع صلوات الله عليهم؟ وماذا سيقولون لكل الدماء الزاكية التي ارتفعت الى ربها في لبنان واليمن والبحرين وباكستان وافغانستان وسوريا وغيرها وهي تشكو الدسيسة السعودية؟
لا استهدف من الحديث تعداد الموبقات العظيمة لال سعود، فهي اعظم من ان تحصى، ولكني اعتقد ان من يحاولون تحسين القبح السعودي بهذه الاعطية او تلك، وبهذا الوعد او ذاك، انما يستهدفون قتل الذاكرة العراقية بشكل خاص والشيعية بشكل عام، وليس غريبا ان يغلفوا ذلك باغلفة الوطنية والمصالح وما الى ذلك، فلقديما فعل هذا الفعل كل اعوان الظلمة سيان في ذلك المتعمدون المتآمرون مع الظالم، او السذج الذين يقنعون بكل بريق يصدر من جيب الطاغوت او تكشيرة تصدر من شفاهه.
من المؤلم جدا ان اليهود يثأرون لقتلاهم منذ عشرات السنين ويغارون عليهم، والارمن يفعلون ذلك، فيما يحاول البعض ان يغطي على الهولوكوست العراقي الذي افتعله نظام ال سعود طوال فترة وجوده ولما يزل بعد.
للدولة حقها ان تتعاطى تجاريا وسياسيا مع اي من تريد، ولها الحق ان تخفف التوتر مع من تريد ولكن ليس من حقها ان تدوس على كرامة الشعب العراقي ومظلوميته وتعمل على التجني على تاريخه، بالطريقة التي يدفع اليها البعض ويصور السعوديين وكانهم الملاك القادم من اراضي الجنان.
حقيقة استطيع ان اتفهم العض على الجراح لنفتح صفحة جديدة، ولكن ما لا اتفهمه ولا اقبل به هو ان نحرق ذاكرتنا ونستبيح حرماتها بالطريقة التي يعرض اليها البعض، ولما يزل المعتدي علينا لم يبرز اي ارادة للاعتذار عما اسلفه مع هذا الشعب العظيم.
ان قطرة من دماء ابناء هذا الشعب التي اريقت في كربلاء والنجف والمنتفق والزبير والبصرة وعانة وكبيسة وقوافل الحج من الخزاعل والتي قتل فيها شيخ الخزاعل ووجهها يومذاك على يد عصابات جد ملكهم هذا اغلى من كل ملياراتهم وملاعبهم ووعودهم.
واني ادعوا جميع الملمين بتاريخ العراق طوال هذه الفترة من ايام دولة ال سعود الاولى الى يومنا هذا ان يعيدوا التذكير بما جرى فهو احفظ لهويتنا الوطنية، ولا يفسحوا المجال لغوغاء السياسة وذبابهم الالكتروني في ان يستلبوا هذه الهوية بدوافع اقل ما يقال عنها بانها ساذجة والا فان مشروع قتل الذاكرة العراقية التي تضطلع به تيارات اعلامية وسياسية متعددة الاتجاهات ومتباينة المصالح يدار من قبل ماكنة كبيرة لا اشك ان المال السعودي القذر والخبث البعثي لاولاد الرفاق يمثل الركيزة الاساسية فيه.
اما بالنسبة لاولئكم الذين ارتاحوا لمبالغ الاستثمار السعودي فاني اذكرهم بان هذا المال لا يعدل حجم بعض مما سرقه السعوديون من حضرة الامام الحسين والعباس عليهما السلام في عام ١٨٠٢ قبل ان يهدموا الضريح الشريف ويحرقوه.
ان السياسة اذا اباحت للبعض ان يصل باحد الطرق شرعية وغيرها لصناديق الاقتراع وبالتالي يصل الى ان يكون مسؤولا حكوميا او سياسيا غير ان ذلك لا يمكن ان يفوضه بان يتناسى كل هذه الجراحات والالام التي تسبب بها ال سعود، ولو كان ال سعود صادقون فليعتذروا على الاقل مما بدر منهم تجاه المناطق التي نكبوها واهلها، وليعيدوا خزائن الحضرة الحسينية التي لا زال بعضها في قصورهم وخزاناتهم ومتاحفهم ولتعلن مشيختهم عن تراجعهم عن تكفير الشيعة والصوفية والاشاعرة والماتريدية والشعب العراقي غالبيته العظمى منهم، اما قصة البقيع والام البقيع فلن تغطيها كل براقع اهل الشعارات والمزايدات فضلا عن كل كلمات الترقيع والتزويق ناهيك عن كلمات الاعتذار لو صدرت وهو امر اقرب الى المحال وسيبقى ثار الله يتفجر منها الى اليوم الازهر الذي تشرق الارض فيه بنور ربها لينهي احبولة قرن الشيطان وفتنتها.
اعرف ان هذا المقال سيحرك كل الذباب والبعوض الالكتروني وغيره لكي يغطي على الحقائق المرة التي تنطوي عليه، واقولها واضحة وصريحة: اشتموني بقدر ما شئتم وسبوني بقدر ما استطعتم فلن تستطيعوا ان تسكتوا صوت تلميذ صغير في مدرسة الفقاهة والشهادة، مدرسة الباقرين الشهيدين رضوان الله عليهما.
#ذاكرة_العراق_ملك_لشعبه_وحضارته_وليست_ملكاً_للمرتزقة.
#آل_سعود_صناع_الهولوكوست_العراقي