بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

بذكرى يوم الغدير: كيف نبايع بيعة صدق للامير ولصاحب الزمان صلوات الله عليهما؟

4281طباعة الموضوع 2016-09-20

بذكرى يوم الغدير: كيف نبايع بيعة صدق للامير ولصاحب الزمان صلوات الله عليهما؟

احبتي في مجاميع منتظرون ومنتظرات
السلام عليكم ورحمة الله
اسعد الله ايامكم
في يوم البيعة واحتشاد الصحابة على يد امير المؤمنين عليه السلام قد تسألون كيف نبايع بيعة صادقة لا اعوجاج فيها؟ اسمحوا لي ان ابين لكم احد المواقع التي نصاب فيها ببصيرتنا ونخطئ فيها الوعي ونتنكب في طريق المضلات.
الغضب.. الرضا... السخط... الحب.. وغيرها العديد من العوامل التي جبلت عليها النفس الانسانية ان استخدمت باتزان قادت الانسان الى مداخل كريمة في الغالب، وهي نفسها ان استخدمت بحدي الافراط والتفريط قادته الى مواقف لا تحمد.
وهي لهذا تؤثر في الغالب على بصيرة الانسان ووعيه وادراكه ودرجة ذكائه، وبالتالي يمكن ان تلعب دوراً مهماً للغاية في محركات الارادة وحوافز السلوك نحو الاعتداء والاساءة كما انها قد تلعب دوراً معاكساً، ولو تتبعنا الامثلة القرانية لنماذج الافساد والضلال لوجدنا ان عواقب مثل ابليس وقابيل والكثير من النماذج التي تلتهما فاستخدمهم القران الكريم كامثلة لتحذير المتأدبين بين يديه كي لا يخطؤوا ولا يضلوا، فكلمة واحدة تلقاها اذن المحب والمبغض والراضي والغاضب تترجم في ادراكهم الى سبيلين متناقضين
فان تقول للمحب اني احبك تتحول الى ود اضافي
ونفس الكلمة لو قلتها للمبغض ستجدها تتحول في داخله الى اتهام بالكذب
ونفسها لو القيتها في مسامع الساخط لرايت التلقي هو الحذر من الخداع وظن السوء
ونفسها لو القيتها على اسماع الراضي لتحولت الى مشاعر الامتنان
هي نفس الكلمة التي قد تخلق غراماً في نفس وقد تخلق عداءً مستميتاً في نفس اخرى اذ ان
عين الرضى عن كل عيب كليلة.. ولكن عين السخط تبدي المساويا
واخطر ما في هذه الحالة على المؤمن هي اوقات الازمات والمحن وحينما تعلو اصوات الفتن، اذ يمكن لاي حديث برئ يلقى بمنتهى البراءة في محيط برئ جداً كأن تقرا اية او تفسر قصة الا ان اعين السوء والارتياب مستعدة لكي تحول هذه البراءة الى جريمة لا تغتفر والى استفزاز ليس من بعده استفزاز، وعندها تشهر الاسلحة وتنبري الاقلام ذات الفوهات النارية ولكثر ما ارتكبت مظالم واقترفت مآثم نتيجة لتضليل الوعي الذي لعبته عوامل هذه المسبقات التي تعمل في الكثير من الاحيان على وضع الانسان في موقع الغباوة وبلادة الافق وسوء التدبير الذي قد يؤدي الى الوقوع في الازمات بدلاً عن التخلص منها.
سيرة اهل البيت عليهم السلام حافلة بالتحذير من ذلك، والروايات مشحونة في التنبيه لهذا الخطر، ودعوتها الملحة لحمل اخيك المؤمن على المحمل الحسن حتى في ما لا يحتمل الا بصعوبة كنسبة الواحد الى التسعة والتسعين وهي تدعوك ان تحمله على واحد الخير وتفضيله على التسع والتسعين السيئة..تملؤ الكتب
في عام ٨٦ او ٨٧ كان ثمة اجتماع للمجلس الاعلى في مدينة الفاو، كنا نتحدث انا وسماحة العلامة المرحوم السيد عبد الرحيم الشوكي رض وهو من قيادات حزب الدعوة ويومها كان المجلس يضم كل قيادات الساحة ومن كل الاطراف وكنا منهمكين في الحديث فسمع بكلمة جلوگيري وهي كلمة ايرانية تعني الصد والمنع، فسألني رحمه الله عن معناها فقلت له: ممنوع، ثم عدت الى الحديث وكان على ما اتذكر عن ذكرياتنا مع الشهيد الصدر الاول رضوان الله عليه ولكني احسست بوجوم في وجه المرحوم الشوكي فاخترت السكوت الا ان ذلك انتهى بقوله معاتباً لي بالقول بانه لم يقصد شيئاً حينما سالني عن الكلمة فلماذا اجبتني بهذا الصدود فمالذي فيها كي تقول لي ممنوع السؤال!! فضحكت وقلت له سيدنا وحق جدك ان الكلمة معناها ممنوع، فضحك كثيرا رحمه الله وتأسف وقال: تبين ان غالبية مشاكلنا حينما لا نحسن تفسير كلمات الاخرين.
مما لا شك اخوتي الاعزة واحبتي اننا ما بين الفينة والاخرى نمر بعواصف تتدخل فيها اطراف كثيرة ويختلط الحق مع الباطل بشكل نتوهم معه اننا محقون تماماً في عين اننا على خطأ تام.. والسعيد هو الذي لا يستسلم للعواطف المحتدمة وسط الفتن المستعرة ويبقي عقله ووعيه نابهاً كي لا يقع في اتون هذه الفتن فانما ينشأ الحريق في بيئة صغيرة ثم يتسع بفعل عوامل تساعده على اللهيب وهذه هي ألسن السوء والظنون السيئة والمحامل السيئة.
ترى ما ضرنا لو سمعنا من اخينا كلمة وحملناها على محمل حسن بدلاً من ان نفسح المجال للشيطان ان يدلنا على محامل السوء؟
ما ضرنا لو صبرنا قبل الحكم على الاشياء لتستبين لنا الحقائق؟
ما ضرنا لو اننا قلنا لانفسنا ما النفع العظيم الذي سنحصل عليها لو اننا دخلنا بين المتصارعين لنصرة احدهم على الاخر؟
ما ضرنا لو.....
لا شك اننا لو فعلنا وصبرنا فان السفن لن تغرق وان البيوت لن تحرق فالحياة ستستمر ولكن سنربح اننا لم نشترك في الظلم ولم ندخل في الغيبة ولا سوء الظن ولا الاتهام وكلها ليست سهلة في ميزان الله تعالى، فوعد الله ات حينما قال ولا يحيق المكر السيء الا بأهله..
نعم الصبر قد يكون عسيرا للغاية ولكن امتلاكه هي سبيل المحسنين وهي اللحظة التي تتميز بها عند الله تعالى عمن سواك لان: من يتق الله ويصبر فان الله لا يضيع اجر المحسنين..
انظروا الى ابني ادم عليه السلام كيف ان احدهما تخلد كنجم في سماء المتدينين والاخر في جحيم الفاسقين ما ميز هابيل عليه السلام عن قابيل هو انه قال لاخيه: لئن بسطت الي يدك لتقتلني ما انا بباسط اليك يدي لاقتلك
هذا هو التمييز العظيم الذي جعل هابيل عظيما على مر التاريخ
يا ابناء بيعة الغدير تعاهدوا امام امامكم صلوات الله عليه في يوم البيعة الغراء ان تكونوا مع محبيه كما كان هابيل في يوم ظلامته العظيمة.
اذن والله ستدخلون الفرحة على قلبه بابي وامي الذي يمتلأ بالحز من جور الجائرين وفجور الفاسدين وظلم الظالمين
اتعرفون ماذا يعني ان تكونوا سبباً في ادخال الفرحة على قلبه روحي فداه؟
اتعون كم ستكونون قرة عين له صلوات الله عليه؟
اتدركون ماذا ان تكونوا سبباً لسجدته شكراً لله في ان يرزقه هكذا شيعة ينكرون ذواتهم من اجله امتثالاً لامره وتأهيلاً لنصرته صلوات الله عليه؟
قولوها اليوم بصدق وبصيرة انكم تغفرون ذنوب بعضكم بحقكم وارسلوا تنازلكم عن حقوقكم لدى اخوتكم اليه بابي وامي وقولوا انهم شيعتك ولا طاقة لنا ان تكون في قلوبنا احنة او غلاً لاحدهم ونحن محتاجون لقبولك ايانا فاجعل قبولنا بالتنازل عن حقوقنا على اخوتنا طريقا لقبولك ايانا فيا ايها العزيز مسنا واهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فتفضل علينا واوفنا كيل رضاك عنا وتصدق علينا بشمولنا ببرد محبتك ولطفك
الهم اشهد عليّ اني ابرأت ذمة كل من اعتدى علي من شيعة امير المؤمنين صلوات الله عليه واسقطت عنهم حقوقي التي لي عليهم واجعل ذلك سبيلا لقبولك اياي فانا صاحب ذنوب وجرائر وجعلت غفران ذنوب اخوتي سبيلا لطلب الغفران منك يا كريم.

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
44 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :10227
عدد زوار الموقع الكلي: 27010254
كلمات مضيئة
قال أبو عبد الله الصادق ( عليه السلام ): أيما رجل اتخذ ولايتنا أهل البيت ثم أدخل على ناصبي سرورا واصطنع إليه معروفا فهو منا برئ ، وكان ثوابه على الله النار.