السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن نعتقد ان ماجرى لأدم لم يك في عالم أخر وانما كان في عالم الدنيا ، غاية مافي الامر أنه اتيح له بسبب مواصفاته الذاتية ونقائه أنذاك أن لايجوع فيها ولايعرى كما وصفت الايات ،واكل الشجرة انما هو إرادة مختارة لترك ماخير به والبدء بحياة تشمل الجميع ممن كان له هذه المواصفات أو لم تك .
أما هذا التفاوت الذي تتحدثون عنه فله وجهتان الوجهة الاولى فيما يتعلق بجزاء الله وثوابه فمن الواضح ان الجميع سيخضع لنفس معيار الجزاء والثواب ولافرق في حمل المسؤولية وتحملها بين هذا وذاك .أما الوجهة الثانية فهي في الاثار الموضوعية التي تتخلف من اعمال الأباء فحين يكون الأب من الزناة فإن لخطيئة الزنا أثر موضوعي هو ابن الزنا وحين يكون الأب من السراق فإن الاثر الموضوعي المتخلف من هذه السرقة سيتسرب الى بدن الانسان ومنه الى الجينات الخاصة به مما سيترك اثاره على أولاده وهكذا بقية المحرمات ، فما من محرم إلا وله أثر موضوعي . ونفس الامر نراه مع العمل بالطاعات وهذا امر لامناص منه ولامهرب فلكل شيء أثر يرتبط به . ولكن هذا الإثر يمثل قيداً قابل للكسر والتحطيم . فكما وجدنا أولاد الانبياء او الائمة (ع) يكونونبوضع يسيء لابائهم كذلك وجدنا اولاد الطالحين يعاكسون اعمال ابائهم وبالتالي فلاجور على الابناء حينما يولدون . وهم يحملون اوزار ابائهم لأنهم خلقوا بارادة كاملة وتلقوا نداء المسؤولية بشكل كامل وينتظرهم جزاء التعامل مع المسؤولية بشكل كامل ولايختلفون في ذلك بين اولاد غيرهم .