عماد الخفاجي ـ كربلاء المقدسة (الموقع الخاص): تصف الروايات بأن السفياني يأتي متنصراً وفي عنقه الصليب، ترى ما هو سر هذا الإتيان؛ هل هو سياسي أم ديني؟ خصوصاً وأن بعض الروايات تصفه بأن بين عينيه أثر العبادة. ثم هل الإتيان يكون بدافع منه أم من جهات ورائه .. وقد يشمّ من بعض الأخبار بأن الإتيان يكون بدافع ذاتي منه وهو الانتقام كما ورد على لسانه: يارب ثاري والنار.
الجواب: ربما يفهم من مجموع الروايات الواردة في هذا المجال أنه يأتي لعوامل سياسية، ولا يشم منها أن التنصر الذي تتحدث عنه هو تنصر ديني بل الأغلب أنه يكون التنصر هنا سياسي بمعنى أن يكون متجنساً في دولة نصرانية، ومن المعلوم أن القسم الذي يؤديه للحصول على الجنسية في أي دولة من دول النصارى يكون بالولاء لنظامهم ومليكهم وفي الكثير من الدول لا زال القسم يتم على الإنجيل، ومن كلمات الثار المستخدمة في بعض الروايات أن له موقعة خاصة في الشام تجعله يطلب هذا الثار، فالثار لا يكون إلا من بعد تضييع ما كان، مما يعني أنه ممن كان له وضعه الخاص فيها، بمعزل إن كان هذا الوضع سياسي أو شخصي او طائفي، ففي جميعها يمكن أن نرى وجهاً من وجوه الثار، ولكن الحديث الوارد في كونه يقول: ربي ثاري ثم النار ربما اوحى بأن ثاره فيه الكثير من العوامل الشخصية والطائفية أكثر مما هو سياسي، واستخدام كلمة الرب والنار في هذه الرواية تثري مثل هذا الاعتقاد.
ولعلنا نستطيع ان نرسم سيناريو متصوراً للتقريب، فمن الواضح أن الشام من قبله تتعرض لخمسة ويلات أولها الاقتتال الداخلي بين الأصهب والأبقع وما يؤدي ذلك إلى اقتطاع أجزاء من الحكم لصالح الأبقع هي التي يعبر عنها بالكور الخمس التي سيستعيدها السفياني دون أن يحسم النزاع لصالح هذا الأبقع، وثانيها تعرض الشام إلى الضربة النووية، وثالثها انسلاخ الجزء الكردي من سوريا عن حكم الشام، ورابعها تعرض دمشق للزلزال من الجابية إلى حرستا، ناهيك عن خامسها وهو الاحتلال التركي للجزيرة السورية وهو ما يمكن أن يستوعب ثلاثة محافظات هي الحسكة والرقة ودير الزور وكلها ستؤدي إلى جوع شديد يعصف بالشام، وكله يحكي طول مدة الأزمة على السوريين أنفسهم ومن يشترك في الصراع من الدول الإقليمية والدولية مما يستدعي ضرورة أن يتم البحث عن البديل الذي يمكنه من حسم النزاع وهذا الاستدعاء ربما كان من كل الدول الفاعلة في هذا الموضوع، ويبدو لي أنه يمكن أن يكون بالتراضي بين هذه الأطراف جميعاً، ولو حصل ذلك فإن تصور ان يأتي من داخل الطائفة السنية سيكون مستبعداً جداً، خاصة وأن أول أعماله سيكون قتل الأبقع الممثل عنها والمقاتل باسمها، ويؤكد ذلك مكان انطلاقه إذ أن المحافظات السنية ستكون متوزعة بين الأبقع وبين الأتراك، ولا يبقى إلا المحافظات العلوية ومحافظة السويداء الدرزية فيكون متعينا حركته منها، والله العالم