زارسماحة الشيخ جلال الدين الصغير محافظة واسط والتقى بعدد من الاكاديميين ووجهاء وشيوخ العشائر فيها.
واستهل سماحته زيارته بقضاء الحي حيث اجتمع في مقر قاعة نقابة المعلمين بعدد من الكوادر المثقفة في القضاء، منوهاً بالجهود والتضحيات الكبيرة التي قدمها قضاء الحي على محراب استقلال وحرية العراق وتحقيق العدالة فيه، وتطرق سماحته بعد ذلك إلى عقد مقارنة بين الطموحات التي كنا ننظر إليها عام سقوط المجرم صدام، وبين ما تحقق فعلاً، وأوعز البون الشاسع ما بين ما كان يطمح إليه المواطنون وبين ما تحقق لهم إلى مشكلة قديمة جديدة وهي إئتمان الخائن وترك الأمين، وقد استعرض جانباً من تجربة أمير المؤمنين عليه السلام ومالك الأشتر رضوان الله عليه، مؤكداً إن تلك التجربة التي حرمت التاريخ من أعظم مشروع للعدالة بعد أن كان تحقيق المشروع قاب قوسين أو أدنى يمثل عبرة وعظة لنا في يومنا المعاصر، داعياً المؤمنين والمجاهدين والمخلصين من أبناء هذا الشعب أن يرفضوا سياسة الركض وراء البريق الزائف مشيراً إلى أن الفارق بين الغربان والنسور أن الغراب ينحط عند كل بريق، فيما يتميز النسر في أنه يبقى عالياً حتى يتأكد من حقيقة الغنيمة، وطالما ان الغنيمة في نظرنا هو مشروع العدالة لكل المواطنين فعلينا ان نثقف الناس إلى أن لا يصدّقوا شعارات البريق ومزايدات البروز لكي يصلوا إلى حقيقة ما يجري ويكشفوا قناع النفاق السياسي والإجتماعي.
اما في الشان السياسي فقد تطرق سماحته الى ما يدور على الساحة السياسية من شد وجذب وتحركات الكتل السياسية والخلافات الدائرة فيما بينها، مؤكداً إن السياسيين حينما يتصارعون لا تجد المواطن وفقره ومعاناته بينهم، فالمنطق السائد بشكل دقيق: هذا الكرسي لي، وذلك الكرسي ليس لك، منوّهاً إلى ضرورة عدم التصديق بمن يتحدث بأنه يريد مصلحة المكوّن الفلاني أو المكوّن العلاني، لأن كل هؤلاء أكلوا ولا زال أبناء المكونات عند خط الفقر والمحرومية، وعلينا دائما أن نقفز على ألاعيب هؤلاء لنتساءل: أن فلاناً أخذ باسم الشيعة، وفلانا أخذ باسم السنة، وفلاناً أخذ باسم الأكراد، ولكن ترى هل ما أخذوه أعطوه للشيعة اولسنة والأكراد أم أنه أصبح ملكهم الخاص وأحزابهم ومقربيهم، داعياً إلى ضرورة الحذر من تصديق كل ما يقال، فالسياسة التي تنفذ اليوم ديدنها الخداع، ولا صدق إلا ما ندر في تصريحات السياسيين.
اما محطته الثانية فكانت في ناحية الدجيلة والتي يبدو أنه لم يصلها أي مسؤول قبل ذلك، حيث التقى في جامع الدجيلة جمعا غفيرا من المواطنين من شيوخ عشائر ووجهاء المدينة حيث امتلآ الجامع بالحضور وتطرق سماحته الى شؤون وهموم المواطنين منوهاً إلى ألاعيب الساسة والسياسة في إشغال الناس لكي لا يفكّروا بمشكلتهم الحقيقية، مستعرضاً جانباً من هذه السياسات التي شابه بعضها بما جرى في عه النظام البائد في قصة عدنان القيسي والحنطة المسمومة وأبو طبر وما إلى ذلك من قصص أشغل النظام الناس بها بعيداً عما كان يحيكه من خبث لهم.
ثم انتقل سماحته الى منطقة حي الجهاد في داخل مدينة الكوت وهي أفقر مناطقها وأكثرها كثافة سكانية والتقى بعدد من وجهاء وشيوخ المنطقة في جامع الإمام السجاد عليه السلام وكان من بين الحضور النائب كاظم الصيادي وعدد من اعضاء محافظة واسط وكا حديث سماحته منصباً حول الاستحقاقات المترتبة على المؤمنين في عملية الإنتظار المهدوية.
وفي ختام زيارته للمحافظة زار سماحته المقر الجديد للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي وعقد اجتماعا مطولاً مع كادر المجلس الأعلى واضعاً إياهم في صورة ما يجري وطبيعة مواقف المجلس الأعلى من مجمل الأوضاع السياسية في البلد، مؤكداً عليهم ضرورة الإستمرار في جهد الإنفتاح على المواطنين وتحويل المجلس إلى خلية نحل من أجل حل مشاكل المواطنين، لأن هذا الأمر هو تكليف شرعي قبل أن يكون تكليفنا السياسي الأبرز، وقد نوّه سماحته إلى ضرورة التعاون مع كل الفعاليات الإجتماعية والسياسية في المحافظة بغية إبراز الهوية الحقيقة لتيار شهيد المحراب وتقديم أهدافه الحقيقة من خلال العمل والمشاريع التي تصب في خدمة المواطنين وحفظ هويتهم السياسية والفكرية، وأكد: لا تنتظر مجيء الناس لكم، بل انتقلوا إلى ابوابهم وبيوتهم لسماع معاناتهم ومطالبهم وكونوا على احتكاك دائم معهم.