قال سماحة الشيخ الصغير في حديث له اليوم تعقيباً على نجاح الزيارة المليونية للإمام الكاظم عليه السلام وخبر الانتصارات الكبيرة التي تحققت في سوريا: الحمد لله أن نرى عز شيعة أهل البيت عليهم السلام يتلألأ في هذا اليوم بصورة لا شك انها أطربت قلب الإمام المنتظر عجل الله فرجه الشريف وأقرّت عينه، ولا شك أن هذه الأعمال قربت من ظهوره أرواحنا له الفداء.
وقد عكس لنا الانتصار الكبير على الإرهاب التكفيري في العراق ولبنان وسوريا صورة عزّ قد لا يعيها البعض وقد لا يراها من في بصيرته غبش، ولكن التاريخ سيسجل هذا اليوم بأحرف من نور، فحزب الله والمجاهدين العراقيين في وقفتهم الرائعة في القصير وفي مناطق عديدة من ضواحي دمشق وحلب قد أعلن العالم إنتصارهم قبل أن يعلنوا هم، والعراقيون في العراق سطّروا بملايينهم السبعة ملحمة المقاومة وعدم الخضوع للإرهاب.
فمنذ أيام كان الإرهاب داعراً في مناطقنا ومناطق سوريا ولبنان وكل مسعاه أن يمنع من إيجاد زخم الولاء، ولكن شبابنا وشيبتنا واطفالنا وكبارنا ونساءنا ورجالنا وعالمنا ومثقفنا ومن ليس له نصيب من العلم كانت وقفتهم في بغداد وقفة عز وولاء سامية جداً وقد طالبنا إمامنا الكاظم بأبي وأمي بأن ننتظر على الجسر ببغداد، وها هي شيعته رغم الطغيان الإرهابي الذي استنّ طريق هارون القاتل العباسي جاءت لكي تعلن عن عز الإمام وكرامة الطائفة التي اتبعته، إرادوا لجنازته بأبي وأمي ذلا ومهانة، فانتفض أنصاره وموالوه يزرعون العز ويطرزون الكرامة على هامة التاريخ بأجسادهم ونحورهم وأشلائهم، وعزم الجميع على التضحية والفداء من أجل أئمتنا ومذهبنا وعقيدتنا، وفي نفس الوقت كانت وقفة أعزتنا في حزب الله ومجاهدينا في سوريا يلقنون الإرهاب درساً لا يمكن لهم نسيانه.
إني إذ أبارك لشعبنا هذه الوقفة المشرفة وإذ أبارك لإخوتنا الأعزة في حزب الله والجيش السوري والمجاهدين العراقيين في العصائب والكتائب والأنصار انتصاراتهم العظيمة ضد القوى التكفيرية ابتهل إلى الله العلي القدير أن يضاعف في عزتهم ويزيد من منعتهم ويقوي من شكيمتهم ويرزقنا توفيق المشاركة معهم والذود عنهم، وأتضرع إليه جل وعلا أن لا يبقي أحداً من التكفيريين آكلي لحوم البشر ومحرفي الدين ومشوهيه وبائعي الأعراض والأوطان وحمقى العقول والأفهام وأن يستأصل شأفتهم ويرد كيدهم إلى نحورهم ويبتليهم بمن لا قبل لهم.
وإني أذ أبارك لعوائل شهدائنا رحلة أبنائهم إلى جوار أمير المؤمنين عليه السلام وفي احضان الإمام الحسين عليه السلام وفي كنف الحوراء زينب صلوات الله عليها.
وإذ أقبل أيدي كل من صنع عزّا ضد أوغاد التكفير وبرابرته وأقبل أيدي كل من أسس لكرامة في دحر أوباش الوهابية ووحوشها وهزيمتهم، أبتهل إلى الكريم الجواد أن يزيد في شرف عوائل الشهداء والمجاهدين، وأدعو اخواني أن يتفقدوا هذه العوائل ويبرّوها ويحتضنوها ويبرزوا لها مواطن اعتزازنا بهم وكرامة أبنائهم علينا، فهؤلاء الشهداء والمجاهدين أكرم منا وأسخى منا وأعظم في وقفتهم منا، ووقفتنا مع عوائلهم وفي طريقهم هي التي تخلد ذكراهم وتعزز من مسؤولية حمل رسالتهم.
وإن ذلك كله إذ يأتي في ذكرى رحيل القائد الفذ والمرجع العظيم آية الله العظمى الإمام الخميني قدّس سره الذي ما كان لغيره أن يعيد للأمة عزتها ويحقق كرامتها في الزمن العسير وفي الوقت النحس، فإن كل ذلك ليدلنا على أن فقيدنا الكبير وراحلنا العظيم لم يمت فهؤلاء أبناؤه يعيدون للإذهان ما حاول العالم كل العالم أن يغطي على حقيقة مجده وعظمة طريقه، وهذا ليس بغريب فطريق المرجعية الدينية هو وحده الذي يضمن عز الأمة واتباعه هو الذي يحقق كرامتها، والبعد عنه ليس فيه إلا الخيبة والخسران. وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.