قال الله جل وعلا:
قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون ۚ وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين… سورة المائدة: ٢٣.
الهزيمة الصهيونية والعار والخزي المتخلف عنها أشنع من أن تؤطرها كلمات أو يصوغها بيان، وذل قوى الاستكبار نتيجة لطوفان الأقصى المظفرة أكبر من أن يوصف، ومهما بغوا في إجرامهم وتغطرسوا في غيهم وحركوا أساطيلهم وأطلقوا العنان لوحوشهم فإن ما فاتهم هو الكثير الذي سيجعل غطرستهم القادمة ليست أقل ذلاً مما جرى ويجري في غلاف غزة…
من لا ينظر إلى هؤلاء المفاخر من أبطال فلسطين وأشرف التيجان في غزة من أين جاؤوا؟ وكيف تولدت هذه الإرادة الراسخة والعزم الذي لا يلين عوده ولا يتدانى شموخه لن يستطيع أن يعي هذا الذي يجري وما سيجري، ففلسطين قبل طوفان الأقصى ليست هي كما بعدها.
في أول لحظات العمليات كنت أنظر إلى شباب المقاومة وهم يتقدمون حفاة ويتجلببون بجلباب الفخر الموشّى بسيادة الأصلاء وكرامة الفرسان وإباء الأبطال رحلت مخيلتي إلى الشهيد محمد الدرة وخاطبته انهض يا محمد فمن كان في عمرك ورآك تتجرع الموت تحت أنظار العهر العالمي الذي لم يحرك ساكناً لطفولة ولم يرتعش له جفن لبراءة تنتهك وحوش صهيون وعربدتها ها هم قد كبروا يا محمد، واستبدلوا الحجارة التي كنت تحملها يوم انتفاضة الحجارة إلى صواريخ ومظليين وأناس تجيد كيف توجع العدو وتلجمه وتجلببه بأكبر خزي وإهانة تحملوها منذ أن اجتاحت برابرتهم أرض المقدسات، فمن رحم معاناة انتفاضة الحجارة ولدت انتفاضة الطوفان، ومع كل معاناة سيتراكم بناء الأمة الموعودة التي ستتبّر ما علا طغيان الاستكبار الأمريكي وربيبتهم الصهيونية تتبيراً فوعد الله لا يتخلّف، وها هي طلائع الفجر تكاد تنبلج شمسها الربانية التي ستنير الأرض لتخليصها من الظلم والجور ولترتفع رايات العدل الإلهي في كل سماء الدنيا.
إن كانت أمريكا قد حركت أسطولها فإنها لا تخيف هذه الأمة لا والله فلنا موعد مع مجيئها الذي أنبأتنا به روايات أئمة الهدى والتي أكدت أنها ستقبل حينما يترنح الصهيوني وينهار، ولكن من بعد ذلك ستتحطم هي وربيبتها ولن يحصدوا من جبروتهم إلا المزيد من الذل والخزي…
يا أبطال طوفان الأقصى إن حالت ظروف معركة اليوم بين أجسادنا وأجسادكم فتيقنوا أن أرواحنا ودعمنا وإسنادنا هي معكم لا مع عدوكم، ولا تبالوا بأصوات التطبيع الذليلة ولا بأراجيف المنافقين الذين يذرفون دموع التماسيح من أجل التغطية على المطبعين وذيولهم حينما يتباكون مما سيصنع الكيان المنهزم بالفلسطينيين، وكأن ما كان يفعله في السابق يختلف عما يمكن أن يفعله اليوم فأنتم الأعلون والغالبون حينما دخلتم عليهم الباب وقد كشفتم أنهم الأسطورة التي تهزم وليس الأسطورة التي لا تهزم كما يحاول أذيال السفارات وطابور التطبيع أن يهرّج بذلك
إن جماهير الأمة يجب ألا تكتفي بمشاعر الفرحة وإنما عليهم أن يكملوا مسيرة الأبطال في طوفان الأقصى ببذل كل ما يمكن لا سيما في إشاعة أجواء النصر وعدم السماح لخفافيش التواصل الاجتماعي وأبواق المحتل في أن تؤثر على معنويات هذه الأمة وتحبطها...
نحمد الله أن أرانا هذه الأيام التي لا شك أنها من أيام الله العظيمة، ونسأل أن تكون تعجيلاً لفرج إمام زماننا صلوات الله عليه وعزاً وكرامة وفخراً لفلسطين وأمتنا وسبباً لتحرير القدس العزيزة من براثن أحفاد القردة والخنازير وما النصر إلا من عند الله العزيز الحميد…
جلال الدين علي الصغير