بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

الشيخ الصغير : البلد ميزانيته تقفز في كل مرة لاكثر من عشرة مليارات دولاربينما لا يجد المواطن هذه المليارات تنعكس على حياته ولم تقدم علاجا لازماته او تمكننا من ان نرى افقا يمكن ان يحلها



انتقد سماحة الشيخ جلال الدين الصغير امام جمعة مسجد براثا المقدس غياب السياسات البعيدة المدى لحل مشاكل الناس وعدم مراعاة السياسين لاعتماد خطط طويلة المدى لمعالجة تلك المشاكل رغم ان ميزانية الدولة تعد الاكبر بين دول المنطقة

وقال سماحته خلال خطبة صلاة الجمعة من على منبر مسجد براثا اليوم ان البلد يشهد في كل مرة ميزانية تزداد بمقدار عشرة مليارات دولار بلد ميزانيته في كل مرة تقفز لاكثر من عشرة مليارات دولار ولكن لا يجد المواطن ماينعكس على حياته منها .

وتسأئل الشيخ الصغير عن "ماقيمة ان تاخذ الحكومة مليارات والمواطن لا يجد هذه المليارات تنعكس على حياته حيث انه يعاني ازمة في السكن وازمة في المدرسة وازمة في التعليم ,وازمة في الطب وازمة في الشوارع ,ازمة في المجاري, وازمة في المياه وازمة في الزراعة وازمة في كل شيء ولا ادري ماقيمة هذه المليارات ان لم تقدم علاجا لهذه الازمات او تمكننا من ان نرى افقا يمكن ان يحل هذه الازمات ".

واضاف سماحته في كل سنة نشهد هذه القفزة ولكن الواقع هو الواقع ما عدا تلحيضات سيئة جدا في هذا المكان وذاك.

وتابع سماحته "انك تجد ان هذا البلد لو نظر الانسان اليه نظرة الاستراتيجي البعيد النظر, لوجد ان هذا البلد يتقدم بشكل سريع جدا باتجاه الفقر, لان السياسات لم تراعي اي مستقبل بقدر ماكانت سياسات الترقيع هي التي تسيطرعلى المشهد".

وبين سماحته في مستهل خطبته ان زيارته لمحافظة الديوانية كان هدفها تمتين العلاقة بين الجمهور والمؤسسة الدينية التي عبثت السياسة وادى وعي الناس الي محاولة ايجاد قطيعة وثغرة نفذت اليها اجندات حاولت ان تقطع بين العقائد ورجالها.

كما وعرض سماحته احتياجات المحافظة على السادة المسؤولين كنموذج لباقي المحافظات

وفيما يلي نص خطبة سماحته:

كنت قد توفقت في الايام الثلاث الاخيرة في ان ازور اقضية ونواحي وقرى محافظة الديوانية, ضمن برنامج لا علاقة له بكوني سياسيا ,بقدر ما كان له هدف, يعمد الى تمتين العلاقة واعادة الثقة مابين المؤسسة الدينية والجمهور, بأعتبار ان السياسة عبثت ووعي الناس ادى الى ايجاد قطيعة وثغرة نفذت اليها اجندات تمكنت من ان تحاول ان تقطع السبل بين عقائدنا ورجالها وجمهورها وقاعدتها, ايا مايكن لم تكن السياسة ايضا بعيدة ..مايؤلم انك تجبرايضا ان تخوض في احوال الناس حينما ترى الالم يتفجر في كل مكان وحينما ترى المحرومية تضرب باطنابها في كل شبر من محافظاتنا , حتى تلك اللمسات التي وجدناها من اعمار, هي تحكي فقر الناس اكثر مما تحكي عن ميزانية المليارات التي تعطى الى المسؤولين وتوضع تحت ايديهم .

محافظة الديوانية, فيها خصوصية ربما لا تماثلها اي محافظة اخرى, اللهم الا محافظة بابل في طبيعة انها تمثل قلب الزراعة , محافظة زراعية وواحدة من اجمل اراضي الله سبحانه وتعالى, ولكن لو زرعت, لوقيض لها سياسة ترعى قطاع الزراعة وقطاع الماء ,ولكني ماوجدت نفسي الا مجبرا في ان اوجه نداء استغاثة واستصراخ الى السيد رئيس الوزراء والسيد وزير الزراعة والسيد وزير الموارد المائية, في ان هذه المحافظة تحتضر زراعتها ويكاد الفلاح يغادر ارضها ويفتقر ملاك اراضيها شيئا فشيئا ويزحف الفقر الى بيوت الميسورين اما حديث الفقراء وعامة الناس فحدث ولا حرج, البطالة على ابشع صورها ,استئثار الاحزاب على اقذع صوره وابن الناس ابن الشعب المواطن العادي, يبقى بأمس الحاجة الى كل شيء لانه لا يجد ايء شيء.

حينما اتحدث عن الديوانية ,انا اضرب مثلا لبقية المكانات ولكن هذه الديوانية التي كانت تصدر الى البرزايل والارجنتين في الخمسينات عشرات الاف من اطنان الرز ,عنبرها يكاد يغادر اراضيها ولو استمرت السياسة في هذه الطريقة , فاني لا اشك ان السنوات العشر القادمة ستكون قاحلة جدا لا ني وجدت ان مياه البزل اختلطت مع مياه الريع, بمياه الارواء, وكليهما عبارة عن مياه اسنة يعشش عليهما المرض من كل جانب وفي كل مكان , وسط سذاجة في الوعي, قلة في التعامل مع ابسط قيم البيئة والناس تشرب من ذلك الماء , بلد ميزانيته في كل مرة تقفز لاكثر من عشرة مليارات دولار,ابتدئنا من موازنة ثلاث ثلاثين مليار دولار وفي كل سنة نقفز عشر مليارات دولار, ولكن الواقع هذا هو الواقع ما عدا تلحيضات سيئة جدا في هذا المكان وذاك , الا انك تجد ان هذا البلد لو نظر الانسان اليه نظرة الاستراتيجي البعيد النظر, لوجد ان هذا البلد يتقدم بشكل سريع جدا باتجاه الفقر, لان السياسات لم تراعي اي مستقبل بقدر ماكانت سياسات الترقيع هي التي تسيطرعلى المشهد, منذ متى والسياسيون يتحدثون عن مشكلة الماء , منذ متى والعالم يتحدث عن ازمة المياه , منذ متى ونحن بأشخاصنا وشخوصنا واحزابنا , ننظر الى ان دجلة والفرات تنحسر والمناسيب تقل ودائما اللوم على هذه الدولة وتلك الدولة من دون ان نفكر بأستعدادتنا لما هواصعب من ذلك ولطبيعة المستقبل الذي يأتينا, الدول اذا كانت تملك مفاتيح المياه ما بالنا لا نتخذ السياسة التي تمنع هدر الماء وتقنن الماء وتعطي ثقافة صحيحةووعيا صحيحا لكيفية الاستفادة من الماء , صورة وجدتها في الكوت وسبق لي ان وجدتها في البصرة ووجدتها في العمارة وهذه محافظات المياه ,هذه المحافظات التي كانت فيها اهوار عظيمة ولكن للماء يغادر والارض تتيبس وتجف والماء يهدر, تحت نظر كل السياسيين والا ماقصة شط العرب هي قصة عبارة عن اهدار كبير للثروة المائية يعطى للخليج العربي يسرب الى الخليج بهذه الطريقة والمزارعين الى جنبه لا يتمكنون من اخذ الماء لان السياسة المائية والاروائية والزراعية لا خبر لها لاننا لم نقنن سياسات بقدر ان ما ان وزرائنا وحكومتنا تمشي بريدا يوميا اما ان يجلسو ويقننو لسنوات عشر مقبلة ,كيف سيتصرفون مع الزراعة, كيف سيتصرفون مع الكهرباء, كيف سيتصرفون مع فقر الناس, مع تربية الناس وتعليمهم والناس تزداد اعدادها والفقر يزداد والقيمة تتضاعف على جيوب الناس ولكن السياسة الستراتيجية هي الغائب الوحيد ,ماقيمة ان تاخذ الحكومة مليارات والمواطن لا يجد هذه المليارات تنعكس على حياته ازمة في السكن ازمة في المدرسة ازمة في التعليم ,ازمة في الطب ازمة في الشوارع ,ازمة في المجاري, ازمة في المياه ازمة في الزراعة ازمة في كل شيء ولا ادري ماقيمة هذه المليارات ان لم تقدم علاجا لهذه الازمات او تمكننا من ان نرى افقا يمكن ان يحل هذه الازمات . اسمحي لي يا حكومة سياسة اهدار المال بعنوان الموازنة الانفجارية لا يمكن لها ان تستمر بهذه الطريقة خذوا ماتريدون من المال ولكن ضعوا السياسات قبل ذلك فالمهندس لا يبنى سنتمنتر واحد قبل ان يضع الخريطة, وقبل ان يقنن ماذا يريد من هذا المشروع او ذاك المشروع , ونحن نكرر نفس الالم ونفس التجربة مع كل موازنة موازنات, حينما تطلع على الارقام تقول ان الخير قادم ولكن في العام الماضي كان لدينا 83 مليار العام الذي قبله 72 مليار والذي قبله 63 مليار والقبله 54 مليار اين ومالذي صار لاشك ان هناك ازمة ادارية لاشك ان هنالك بيروقراطية لا شك ان القوانين تعرقل لاشك ان المراسيم تعيق ولكن الحل الاساسي لايكمن في هذه فقط حتى نلقي بفشلنا على هذه الشماعات الحل الجدي هو في السياسات البعيدة المدى قبل ان تضع فلسا واحدا يجلسون ليقننو ماذا نصنع , نحن الان اعدادنا تزداد , طلابنا تزداد ومدارسنا تنهار ولايوجد مدارس جديدة , ودائما المسؤول يظهر ويقول لايوجد لدي اموال ودائما وزير الكهرباء يقول لا يوجد لدي اموال , ودائما وزير الزراعة يظهر ويقول لايوجد لدي اموال , ووزير التعليم العالي يقول لايوجد لدي اموال, ودائما المحافظات تقول لاتوجد لدي اموال وعلينا ان نسأل اين تذهب الاموال.

الاردن (5 مليارات دولار) موازنتها , سوريا (7 مليار دولار )موازنتها , لبنان( 11 مليار دولار) موازنتها ونحن ياجماعة الخير موزانته 100 مليار دولار ولكن اين ,انا ارجع واقول العلاجات الموجودة علاجات ترقيع لا اريد ان احمل احدا وزر ولكن الجميع يشترك بهذه القضية اتعجب ان البرلمان رغم صراخاتنا اثناء وجودنا في البرلمان يكرر نفس التجربة موازنة رقمية من بعد موازنة رقمية دون ان نفكر الى اين تذهب هذه الاموال وما جدوى اعطاء هذه الاموال من دون ان نتلمس شيئا على ارض الواقع وقطعا لا اقول لم يحصل شيء ولكن ما يحصل دون مستوى الحاجات الحقيقية لان سطح الحاجة يتقدم, عندما نقول ان طلابنا يفتقرون الى المدارس كم من المواليد سنويا تتقدم للدراسة, اليس من المفترض ان سياستنا التربوية تخطط وتقول ان لدينا الان نقص 100 مدرسة ولكن سيأتينا في السنة القادمة مواليد تحتاج الى مئة مدرسة اي نقص مئتين مدرسة , والتعليم العالي على سبيلا المثال تقول ان لدي نقص في الكليات عشرين كلية ان تقول ان لدينا نقص اربعين كلية لان طلاب السادس الاعدادي سيصدر لي طلابا جدد وعلي ان اتهيا لسياسة من هذا القبيل, اما سياسة كتابنا وكتابكم وودعني اقضي الوقت و اقضى الامور كيفما اتفق وفلان ضاغط عليه بفلان قضية, فعمركم لن تكون لديكم القدرة على بناء الدولة وعمرالمواطن مراح يجد الحالة التي يمكن لها ان تامنه. دخلت الى مدينة الشنافية والذي يعرف مدينة الشنافية هي مركز زراعة الرز وارقى انواع الرز في تلك المناطق مناطق زراعة الرز هي غماس والشنافية والمهناوية, وجدتها مدينة مدقعة بالفقر مدينة محطمة, لاشك ان هناك تقصير من المسؤول المحلي ولكن السياسة المركزية هي المسؤولة الكبرى واستغرب جدا ان الاداءات السياسية تؤدي الى نمو النزعة المركزية في داخل الحكومة لا تؤدي الى اعطاء المزيد من الصلاحيات لكي يتمكن الناس في المحافظات وانا لدي قولة معروفة اعطو الصلاحيات للمحافظات لكي يعرف الناس من المسؤول ويحاسبوه اما اليوم يريد ان يشتكي للزراعة يذهب الى مدير الزراعة في المنطقة في الناحية في المحافظتة يقول له سأكتب الى الوزارة وفي الوزارة جالس شخص لا يعرف المنطقة ولا شايف المنطقة ولايعرف اهلها ولا عايش معاناتها ولايرى مياهها وماءها ولا يرى قذارتها ولا يوجد له فيها اهل ولا قرابة يضع الشكوى على الرف والله كريم, بينما انا اتامل من السيد رئيس الوزراء على اقل التقادسران يطلب من السادة الوزراء كل وزاحد وزارته تضع سياسة تقول انه خلال 5سنوات سنرتقي بالامور من الدرجة الفلانية الى الدرجة الفلانية اما هذه الطريقة لايمكن ان نستمر المواطن سيبقى يشتكى واليوم شكوى تسمعها مني افضل بكثير من ان تسمعها غدا ممن لايؤقر وممن لا يحترم. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يلقي الرحمة في قلوب المسؤولين على هذا الشعب المسكين والله كلما تجولنا في المناطق كلما استحيينا من انفسنا على طبيعة الفرق الهائل بين واقع الناس ومابين الواقع الذي نحياه او الذي كنا نتمناه ونسال الله سبحانه ان يقطع يد عن كل من يقطع الخير عن هؤلاء الناس وان لايفقه لا في حياته ولال حله ولا في ترحاله هؤلاء الناس الذين يتالمون ويجدون حقهم على مقربة منهم ولكن لايستطيعون ان ياخذو منه شيء.

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
40 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :8156
عدد زوار الموقع الكلي: 27023854
كلمات مضيئة
يا فرج الله متى ترانا ونراك؟