بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نستعرض لكم الخطبة الدينية لسماحة الشيخ جلال الدين الصغير
تاريخ الخطبة : 20 شعبان 1432 هـ المصادف 22 تموز - يوليو 2011 مـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين باريء الخلائق اجمعين وأفضل الصلاة وأتم السلام على سيد الأنام حبيب إله العالمين وسيد الأنبياء والمرسلين حبيب قلوبنا أبي القاسم محمد وعلى الهداة الميامين من أهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعداءهم من الأولين والآخرين الى قيام يوم الدين .
لازلنا في أيام المولد المبارك ولا زالت آيات التهاني ترسل لمحضر إمام العصر وصاحب الزمان (عج) فأسأل الله ان يزيد في هناءكم أخوتي الأعزة ، اخواتي الكريمات بفرج المولى وبتيسير أمره وبقضاء حاجته وبإستجابة دعاءه .
عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله وأسأله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن أحسن الأستنان بطريق المتقين . بإعتبار أننا لا زلنا في أيام المولد المبارك وبإعتبار ان أئمتنا صلوات الله عليهم قد حدثونا كثيرا عن ما يسمونه هم بعلامات الظهور وبإعتبار كثرة الأدعياء الذين يحاولون ان يتقمصوا هذه الشخصية او تلك من الشخصيات التي ذكرت بالمديح من قبل أئمة الهدى صلوات الله عليهم وبإعتبار أننا نبهنا من قبل أئمتنا (ع) بأن الأدعياء سيكثرون كلما إقترب الزمان وكلما أصبحنا على مشارف ظهور الأمام الشريف كلما أصبحنا نهدد بخروج هذا او ذاك وهو يدعي هذا المقام او ذاك . وواقعنا يشهد بأن هناك أدعياء كثر والأرضية مهيئة لأن تنتج أدعياء أكثر من ذلك .
لذلك فإن هناك ثمة أسئلة متعددة يجب ان نقف عندها وهذه الأسئلة هي ان الأئمة صلوات الله عليهم حينما تكثر هذه الفتن وحينما يكثر هؤلاء الأدعياء هل وضعوا لنا منهجا من خلال الألتزام به نستطيع ان نكتشف المدعي من الصادق ونستطيع أن نستدل به بأن حديث فلان الفلاني عن ان الظهور قريب أو ان الظهور سيتحقق في هذا الوقت او في ذلك الوقت فهل أنه صحيح ام لا ، هذا اولا خصوصا وإننا نشهد صدور مؤلفات وأحاديث تتحدث بشكل دقيق . فبعضها فضحهم الله سبحانه وتعالى والبعض الآخر تحدث بتقحم عجيب غريب وبالشكل الذي يمكن لنا أن لو تعرفنا على منهج أهل البيت عليهم السلام لعرفنا أي من هؤلاء كان صادقا وأيهم كان متقحما في أهواءه وفي أوضاعه الخاصة .
والسؤال الثاني : هل أن الأئمة عليهم السلام حينما أكثروا من الحديث عن علامات الظهور هل أن هذا الحديث جاء عبثا أو من أجل ان يقصوا علينا قصصا ستحدث في المستقبل ، أم أنهم وضعوا هذه العلامات من أجل ان نستدل على انها لو تحققت فإن إمامنا لازال في الأفق القريب ؟ .
أنا أحسب أن الأئمة عليهم السلام قد وضعوا منهجا دقيقا جدا لو تخلفنا عن بعض من مفردات هذا المنهج فإننا سنشط عن السبيل . لذلك فإن معرفة هذا المنهج من أهم القضايا بالنسبة للمؤمنين في مثل هذا الوقت . وغني عن البيان بأن الأئمة عليهم السلام ما كان لهم أن يتحدثوا بأمر يخرج عن إطار أهدافهم ومبتغياتهم في هداية الناس . لذلك حينما تحدثوا بعلامات الظهور إنما تحدثوا لكي يدلونا عليهم ولكي يعرفونا بطريقهم وبما يريدونه منا . وبسبب وجود كتابات كثيرة وما أزعم بأن الكثير مما في ثقافة الناس عن علامات الظهور هو ليس من حديث أهل البيت عليهم السلام وإنما كثير منه هو حديث المدارس الكبرى لا سيما وأن كتبا لمجموعة من مؤلفي هذه المدرسة المباركة نقلت من كتب الآخرين لكي تستدل على أن الآخرين هم أيضا يتحدثون عن الأمام (عج) ولكنهم نبهوا الى أن نقلهم لهذه الروايات إنما بعهدة هؤلاء الذين رووا ولا يتحملون وزر ما نقلوا لأنهم أرادوا أن يستدلوا على إمامة الأمام (عج) .
على سبيل المثال كتاب كالملاحم والفتن للسيد ابن طاووس (رض) وهو من أشهر ما في أيدي الناس من الكتب التي تحدثت عن علامات الظهور هذا الكتاب في غالبيته العظمى هو ليس حديث أهل البيت (ع) . والسيد ابن طاووس في هذا الكتاب نقل من مؤلفي القوم وقال في كل فصل ( أن هذا حديث العامة وأنا لا أتحمل وزر ما نقلوا ) فإن كان فيه خطأ عند ذلك هؤلاء يتحملون هذا الخطأ . وللأسف الشديد فإن ثقافتنا جاءت الى مثل هذا الكتاب والى غيره دون الأخذ بما قاله السيد ابن طاووس لذلك اعبرنا ما يوجد فيه هو حديث أهل البيت عليهم السلام بينما في الكثير من الأحيان حديث أهل البيت غريب تماما عما يوجد بين أيدينا .
أنا أعتقد ان الأئمة (ع) وضعوا خريطة زمانية ووضعوا خريطة مكانية فإن إلتزمنا بهاتين الخريطتين عند ذلك نستطيع أن نستدل على الهدى ، ولكن إن لم نلتزم بذلك فسوف نخدع .
يسأل الأمام الصادق (ع) عندما يتحدث عن الصيحة الجبرائيلية التي تحدث في ليلة القدر ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان قال أن صيحة أخرى ستعقبها وهي صيحة إبليس (لع) ، فقيل له يابن رسول الله كيف نميز بين هذه الصيحة وتلك فكان حديثه في غاية الدقة وهو موجه الينا نحن قال : يعرفه من عرف بحديثنا . الأمام قال الصيحة الاولى لجبرائيل ولتكن بعد ذلك ملايين الصيحات فعلي أن ألتزم بما قاله الأمام (ع) بأن الصيحة الأولى هي صيحة جبرائيل وتحصل في ليلة القدر فإذا ما حصلت صيحات قبل ليلة القدر أو بعد ليلة القدر فأنا غير معني بها وإنما أنا معني بصيحة ليلة القدر . في هذه الخرائط التي أشرت اليها ثمة مرحلة تختلف عن المرحلة التي تسبقها فالأئمة تحدثوا عن علامات الظهور بمراتب ، فقسم من هذه العلامات لا علاقة لها بالتمهيد المباشر ولا بالظهور المباشر . فلدينا مرحلتان مرحلة التمهيد المباشر ومرحلة الظهور المباشر .
الى ماقبل مرحلة التمهيد لا نهتم بها كثيرا لأنها يمكن ان تكون قد حصلت قبل مئات السنين كما يشير حديث أمير المؤمنين (ع) وحديث الأمام الصادق (ع) ( حجوا قبل أن تحجوا ، لا يكون الحج قبل أن يهدم مسجد براثا ) ، وفي زمن الراضي العباسي تم هدم المسجد ومنع الحج آنذاك بسبب الجنادي القرمطي فقد استولوا على طريق الحجاج ومنع تلك السنة . ولكن هذه العلامة وأمثالها لسنا نحن بها لأنها قد حصلت ، ولكن هناك رواية في غاية الأهمية وهي رواية الأمام الباقر (ع) يرويها جابر بن زيد الجعفي حيث يقول له ( يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك رجلا ولا يدا حتى " انتبه الى حتى لأنها أداة الأنتقال وقبل هذه الحتى أنت مكلف بأن لا تمد عينيك الى ظهور الأمام لأن الوقت لم يحن ، ولكن اذا حصلت هذه الحتى عند ذلك تكون المرحلة قد إختلفت وعليك ان تلتزم بطبيعة مستلزمات هذه المرحلة " حتى ترى علامات أذكرهن لك وما أراك تدرك ذلك ) . فأنت لن تصل الى هذه العلامات أذن الحديث ليس لجابر وإنما لي ولك وللأجيال التي ستأتي وهذه هي المعنية هذه الرواية وأسأل الله تعالى ان يجعلها محققة في أيامنا . ولكن في بداية حديثه يضع خريطة زمانية ومكانية وهذه الخريطة توصف بأنها نظاام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا يعني أن حدثا واحدا يؤدي الى سلسلة أحداث تأتي الواحدةمن بعد الأخرى . وقبل أن يحصل ذلك فكل من يحدثكم بأن الأمام (عج ) على المشارف فكذبوه ولا تبالوا ، ولكن اذا ما حصلت عند ذلك علينا أن نستعد للآتي وللمستقبل الذي يتحدث به الأمام (ع) . أول علامة يذكرها وأنا سأذكر ذلك سريعا والتفصيل يرجع فيه الى الكتب المتخصصة وأنا أزعم ان الكتب المتخصصة قليلة جدا ونادرة جدا لأن ما يوجد لدينا من كتابات كثيرة عن مسألة الظهور فيها تجهيل كبير حتى في نفس العلامات ولكن أول علامة يذكرها يذكر " إختلاف بني العباس " وبني العباس حينما يذكرون في مثل هذه المراحل لا يقصد بهم بني العباس الذين كانوا في التاريخ وإنما من يحكم في مواضع بني العباس وهذه المسألة ظنية فالحكام العرب والمسلمين هم مختلفون في كل يوم بينهم ولا نستطيع أن نقول أن هذه العلامة قد حصلت أو لم تحصل . صحيح أن تؤيدها روايات " تخلع العرب أعنتها " فهذه أيضا مسألة ظنية وليست حاسمة . ويقول الثانية " نداء من السماء " وبعض توهم ويوقول أنها صيحة جبرائيل (ع) بينما صيحة جبرائيل تحصل بعد السفياني (لع) ، وهذه لم يتحدث الأمام عن ظهور السفياني بعد . عندئذ هذا النداء علينا أن نتوقع له صياغة مختلفة وعندما نفتش في يقول ( صوت على سور دمشق ويل من شر قد إقترب ) . وعلى سور دمشق يعني على حدود دمشق ، وقوله ويل للعرب يعني أن المتحدث ليس بعربي ، وقوله من شر قد إقترب يعني تهديد بالغ الشدة بأن حدث سوف يحصل . وبعد ذلك مباشرة يقول ( صوت في شهر رمضان يأتي بالفتح ) ، فالتهديدات كثيرة والمواقف الشديدة كثيرة ولكنها غير حاسمة ولا نعرف متى تحصل . وهنا حينما يقول يأتي بالفتح فهذا الصوت هو المميز والفتح لمن ؟ ، الفتح لمن يعرف الروايات . وعندما تسأل هذا الصوت في رمضان كيف يحصل يقول الأمام (ع) ( يصعق مئة الف ) وقال " يصعق " ولم يقل " يقتل أو يموت " ، والمئة ألف ليس بالرقم القليل اذن فهذا الشر الذي أقترب له معنى ملاصق الى طبيعة " يصعق مئة ألف " والصعق هو نزول شيء من السماء وعندئذ لا يمكن أن يكون كما توهم البعض بحدوث زلزلة أو خسف فهو يقول " يصعق " والصاعقة إما أن تأتي من الأعلى أو من الجنبات ولا تأتي من الأسفل . عندما يأتي الصوت يصعق مئة الف يكون رحمة للمؤمنين اذن فإن هؤلاء المئة ألف ليسوا من المؤمنين . وعندما نفتش نجد في روايات أهل والشيعة يتفقون على رجفة ، صعقة ، رجفة ، صيحة ، فزعة تحصل في منطقة " حرستا " وحرستا المنطقة الشامية المعروفة وهذا بإتفاق الطرفين وسبحان الله العلامات الممهدة هي مورد إتفاق ولكن العلامات الأخرى ليست كذلك . في تعبير الروايات الرواة يقول " هاد من السماء يصعق مئة ألف " وفي تعبير أمير المؤمنين (ع) " هدة ، رجفة " والهدة عادة تأتي من الأعلى الى الأسفل لذلك فالعلامة الثالثة تتحدث عن نزول شيء من السماء ، والسماء ليست السماء التي نتحدث عنها بعالم الملكوت ، وإنما هذه السماء هي التي تلاعب بها البشر وأصبح ساحة لأحقاد الدول ولغضبهم ولحنقهم من بعضهم على البعض الآخر . والصاعقة قطعا لا تحقق هذا الشيء فالصاعقة تقتل عشرة أو عشرين أو مئة والغريب هنا أن الرسول (ص) يتحدث عن ذلك وطبعا حديث أهل البيت يقول في رمضان ، وحديث روايات العامة تؤكد بأن هذا الحدث يحصل في 15 من رمضان ، وحديث الرسول (ص) يقول ( فإذا سمعتم الصوت فسدوا الكوى وغلقوا الأبواب وتدثروا وباطن الأرض خير من ظاهرها ) .
هنا الحديث في ذلك الوقت كان يمكن أن يفسر بطريقة ، أما صعق ولا يتحدث عن الموت والهلاك يعني أنها قتل من خلال الصعق وهذا الصعق هو صعق كهربائي أم صعق تيار أم صعق أشعة فالصعق عادة هو الموجة التي لا ترى فالكهرباء لا نراها ولكننا نرى آثارها . لذلك عندما يتحدث هنا ويقول " الأبواب وغلقوا الكوى يعني النوافذ ، تدثروا " وسبحان الله حينما وقع التسونامي في اليابان كانت تعليمات وزارة البيئة اليابانية دقيقة جدا في هذه القضية بالضبط كما تحدث الرسول (ص) فكانوا ينادون بالناس أن لا تتعرضوا الى الأشعة النووية الصادرة من المحطة لذلك سدوا أبوابكم وغلقوا النوافذ وكل المنافذ على الفضاء الخارجي سدوها ، وتدثروا اذا كنت خارج البيت فيقول لك تدثر ، وباطن الأرض يعني النزول الى السراديب والملاجيء . هذه اذا حصلت وهي من النوادر في ذلك الوقت يكون معناها بالنسبة لنا واضح حينما يقول " يأتي بالفتح " فالأنسان يستطيع أن يبدأ ويؤرخ .
ويقول رايتان تتصارعان في الشام ، وهنا يقول أمير المؤمنين (ع) يقول " اذا اختلف الجيشان أو اذا اختلف الرمحان بروايتان فتوقعوا هدة في حرستا فإذا وقعت يصعق فيها ألف ، ثم خسف بالجابية والجابية في الشام مقابل وسوق مدحت باشا ، وسقوط جانب من مسجد دمشق يعني الأموي " . فعندما تحصل رجفة على هذا المستوى والتي بتعبيرنا ربما هو عبارة عن شيء نووي يحصل عند ذلك حصول الخسف في الجابية يأتي مستتبع لذلك وسقوط جزء من المسجد الأموي ليس بالأمر الصعب ولكنها علامات زمانية ومكانية فإذا جاءت الأمور كذلك فعليك أن تلتزم . عند ذلك يقول امير المؤمنين (ع) " فتوقعوا مجيء أصحاب الرايات الصفراء من المغرب " والمغرب مغرب دمشق وليس بلاد الغرب وعلينا ان نفتش عن رايات صفراء تأتي الى الشام لنجدة الشام وحكم الشام في طبيعة ما هم فيه من الأعتداء الذي يحصل .
بعد ذلك تحصل ثلاث قضايا دالة في غاية الأهمية وأنا أتأمل ان تحفظوها لأنكم ستفاجئون بسرعة الأحداث وأدعياء كثر لذلك فإن هذه قد تتحقق غدا أو ربما بعد سنوات أو ربما بعد السنين فالله أعلم ولكن علينا ان نقرأ الأحداث . ثم يقول " ومارقة من جهة الترك " والمارقة يعني الخارجين يعني ليس من داخل تركيا وإنما مجموعة في بلاد الشام تمرق عن حكم الشام ولكن موقعها من ناحية الترك يعني على الحدود التركية . وهذا الحدث هو الذي سيؤدي الى الحدث الذي يأتي بعده مباشرة " ونزول الترك الجزيرة " والجزيرة منطقة تمتد من نهر دجلة الى نهر الخابور الى نهر الفرات يعني المنطقة الواقعة ما بين جنوب الموصل وشمال الأنبار الى مشارف مدينة الرقة في سوريا يعني الحدود العراقية السورية هي منطقة الجزيرة وفي الشام كان هناك محافظة تسمى الجزيرة وهي المقصودة بنزول الترك في . اذن المارقة من ناحية الترك لن يكونوا الا الأكراد في شمال سوريا وهم على حدود تركيا في محافظتي القامشلي والحسكة وعندئذ تكون الصورة واضحة .
" ومارقة من الروم تنزل في الرملة " والرملة رملة فلسطين . بشكل طبيعي عندما تحصل ضربة نووية الى الشام فالجهة الموجهة لها على سور دمشق هي اسرائيل وهذا واضح جدا ، ولكن اسرائيل عندما تحصل التداعيات وينزل أصحاب الرايات الصفر بدباباتهم " بالبراذين الشهباء " والبراذين تعني الدواب ، والشهباء المخذمة مثل الكتيبة الشهباء يعني انها اذا كانت مدججة بالسلاح أو التي تلقي الشهب يعني تلقي النار . بعضهم يقول أنهم يأتون بخيولهم وأنا أتعجب من قولهم بينما هنا الرواية تشير أن هذه البراذين تلقي النار يعني الدبابات والمدرعات . أيا ما يكن فهذه صور تقريبية ولكن الذي يحصل قبل خروج " وهرج في الروم " أي أن إختلافا شديدا يقع بين الغربيين فهل يكون بين الأوربيين والأمريكيين أم الأوربيون فيما بينهم فالروم مصطلح يشمل تلك المناطق وعندما يحصل هذا الأمر فبشكل طبيعي عندما تحصل ضربة بهذا الحجم قطعا فإن بعض البلدان لديها مصالح في هذا البلد وقسم منها ليس لديها خبر واخرى لديها خبر فبشكل طبيعي يحص هذا الهرج وفي بعض الروايات " ومرج في الروم " وأعتقد أنها مصحفة ولكن اذا تحققت يعني القتال بينهم .
عندما يحصل نزول الأمريكيين في داخل منطقة الرملة " من ميناء اشدود وجنوب ابيب " في ذلك الوقت " فتوقعوا خروج " . هنا ستكون لدينا ثلاث رايات " راية إسمها الأبقع ، وراية اسمها الأصهب ، وراية أسمها السفياني " . السفياني خريطته معروفة فالروايات تشير فعندما نقول خريطة زمانية تأمل في حديث الأئمة (ع) يقول " بين أول خروج السفياني وبين ظهور الأمام (ع) حمل ناقة " يعني خمسة عشر شهرا . فأنا عندما تحصل هذه الأحداث وعندما يقول لي " صوت في الشام يأتي بالفتح " يعني أن رجب الذي يلي شهر رمضان يشهد خروج هذا اللعين السفياني . والسفياني بينه وبين الأمام خمسة عشر شهرا ، ستة أشهر يقضيها للسيطرة على محافظات الشام والتي نتيجة الصراع ونتيجة خراب الشام سوف تتفكك الدولة . ثم مقدار من الزمن سوف يقضيه في معركة مع الأتراك في منطقة تسمى " قرقيسيا " وقرقيسيا في الروايات للأسف بعض المحققين والشراح وقع في خطأ فبعض الروايات تقول ان المعركة تقع في منطقة " البصيرة " ولكنه حذف الياء وقال انها زائدة وقال تقع هذه المعركة في البصرة . والبصيرة هي نفس قرقيسيا التاريخية وهي في محافظة دير وتبعد عنها 42 كيلومتر عن دير الزور بإتجاه span style="mso-spacerun: yes;"> البو كمال " يعني بالضبط في مصب نهر الخابور في نهر الفرات . والعجيب هنا أن الروايات تقول " حتى تشرب خيل الترك من الفرات " . وأول نقطة اذا نزل الأتراك الى الجزيرو فأول منطقة يلتقون فيها بالفرات اذا نزل الأتراك بإتجاه الجزيرة هي هذه النقطة . ويتحدث الأئمة عن قرقيسيا فيقولون " ومأدبة يعقدها الله لوحوش الأرض وطيور على مئة ألف من الجبارين " . وأطراف المعركة ثلاثة هم ( السفياني ، الأتراك ، بني قيس ) ، وبني قيس هم العشائر الموجودة في منطقة الجزيرة عموما بما فيها المناطق العراقية والذين هم عشائر الجبور . ومعركة قرقيسيا ينتصر فيها هذا ثم يأتي الى وإلى تكريت وتكون معركة شديدة جدا تستمر لمدة شهرين . ومضمون حديث الأمام الصادق هو ( ألا ان هذا الفاسق لو خرج لكنتم بمأمن منه لمدة شهر أو شهرين ) . وهنا تأتي رواية اسمها رواية عوف السلمي رجل من الجزيرة مقره أو مأواه في تكريت فحاكم تكريت آنذاك هو عوف ، وعوف السلمي و عثمان بن عنبسة وشعيب بن صالح واليماني والأبقع كلها اسماء كنائية وليست اسماء حقيقية وهذه رموز لأسماء وعليك أن تفكك هذه الرموز فليس السفياني اسمه بالضبط عثمان ابن عنبسة . المهم فإن عوف السلمي وبني سلمة هم " الجبور " وهو شخص يمكن أن يكون حاكم لمنطقة تكريت وتكون تكريت لها كيان أشبه بالمستقل بحيث تحارب بنفسها هي والأنبار وحينما تحصل المعركة وبتعبير الأمام الصادق (ع) يلقى عليه القبض ويقتل في دمشق . وبعد ذلك تكون للسفياني معركة بين الدجيل وعقرقوف وهي يثرب وبلد والزيدان يعني مناطق عشيرة زوبع وما يليها وربما هي امتداد لمعارك بني قيس التي يمكن أن تشمل الضلوعية والأسحاقي وبقية تلك المناطق .