دعا سماحة الشيخ جلال الدين الصغير الحكومة إلى الخروج من واقعها الرتيب في التعامل مع قضية الفقر والفقراء وترك اللا أبالية في التعاطي معها، وقال سماحته لا يعقل في بلد ميزانيته بعشرات المليارات ولا زال يتعامل مع مسالة الفقر بطريقة لا تنمّ عن رغبة جادة في مكافحتها، مشيراً إلى إن العراق الذي عانى من السياسات الإجرامية التي بموجبها إزداد عدد الأرامل واليتامى نتيجة الحرب الإجرامية على الجمهورية الإسلامية والكويت ونتيجة للإرهاب وكذلك معاناته من سياسة التجويع الممنهجة لأبناء هذا الشعب والتي جعلت أبناء الشرائح المتوسطة ينتقلون إلى خطوط الفقراء وما دونهم إلى ما دون الفقر، ونتيجة لغياب سياسات الإنماء الإقتصادي الملاحظة بدقة في أحوال ما بعد سقوط النظام المجرم كل ذلك جعل الفقر ينمو بشكل مطرد، ولم تستطع رفع مستويات الرواتب أن تكافح ذلك، لأنها تمت بغياب السياسات التي تكافح التضخم واستقرار القيمة الشرائية للمواطنين، مما أدى إلى انتعاش وهمي للجيوب، فبعضها أخذ اكثر ولكنه لا يحس بأنه يستنزف أكثر، وإن كانت هذه السياسة لا تشمل جميع المواطنين الذين ظلت رواتبهم ومواردهم أقل بكثير من رفعه لحالة ميسوري الحال، وقال سماحته: إن الدولة بإعتمادها على سياسة الرعاية الإجتماعية المحدودة جداً إنما تطلق العنان لمزيد من المواطنين ليلتحقوا بشريحة الفقراء، ولا تخرج الفقراء من حالتهم، ورأى إن السياسات يجب ان تكون شمولية تارة تنظر إلى البطالة وكيفية مكافحته، وأخرى تنظر إلى التضخم وكيف تعالجه، وثالثة تنظر إلى موارد الإنفاق وكيف تقننها، ورابعة تنظر إلى القيم الإستهلاكية وكيف تشذّبها، وخامسة تنظر إلى الموارد الداخلة إلى المواطن وكيف تنمّيها، وسادسة تنظر إلى الخدمات المقدمة للمواطنين وكيف تؤمنها، وسابعة تنظر إلى التعامل مع حالة الفقير نفسه وكيف تحتضنه وهكذا بقية الملفات المرتبطة، ولهذا نحتاج إلى عدم الإرتجال في العلاجات المقوّمة على أساس وجود شبكة الرعاية الإجتماعية التي كانت قاصرة جداً عن أن تطال أيام قليلة من أيام حياة الفقير، وأكد ان أي علاج من دون سياسة تمتد لعشر سنين أو أكثر للتعاطي مع كل هذه الملفات بجدية وبحرفية وبإخلاص لسياسة مكافحة الفقر لا يمكن أن يكون علاجاً جاداً، ودعا سماحته رئيس الوزراء ووزراء العمل والشؤون الإجتماعية والتخطيط والمالية ولجنتي المالية والخدمات في مجلس النواب، بالإضافة إلى عدد من المستشارين من ذوي العلاقة بوضع بصماتهم على إيجاد هذه السياسة وإلا سيكون الوضع المستقبلي كارثي بالنسبة للمواطن، لا سيما وإن الوضع الإقليمي لا يبشر بوضع إقتصادي مأمون العوائد.
صور لمشاهدات شخصية لسماحة الشيخ الصغير من أحد شوارع المحافظات الوسطى