بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة يؤكد أن الأقليم الطائفي سيقام وأن كل الدول التي كانت تتهمنا بتقسيم العراق ستقف الى جانبه وبقوة



قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :

في واحدة من المناظر التي من الحسن أن يراقبها الأنسان أثناء مطالعته للأوضاع السياسية فقد رأيتم ورأينا ما جرى لمجرم القذافي ولا أريد أن أتحدث عن جرائمه ولا أريد أن أتحدث عن سنة الله سبحانه وتعالى في طغاة البشر بل أريد أن أتحدث عن جانب آخر . القذافي قتلوه ركلا وضربا بالسكاكين أمام التليفزيون ولم يسمحوا له بمحاكمة بل لم يسمحوا له أن يتكلم ولم يعطوه مجالا ليدافع عن نفسه فكلما تكلم كانوا يركلونه على فمه . وحينما تمزقت ملابسه لم يعطوه أي ملابس بل حتى كفنه كان ممزقا فــهل تثيركم هذه الصورة أم لا ؟ . لماذا لم تضج الدنيا وتعج على ما جرى للقذافي ؟ ، وأين حقوق الأنسان التي كانوا يتحدثون عنها يوم كانوا يتحدثون عن المجرم صدام الذي اجرامه أكبر بكثير من اجرام القذافي ولا يمكن أن تقاس اجرامه بإجرام القذافي ولو بعشر معشار وقد أتحنا له محاكمة وفتحنا له المجال أن يتحدث حتى بسبابنا ومنحناه ما لم يمنح أي مجرم في الدنيا فقد منحناه محامين يأتون من كل العالم ومكناه من أفضل اللباس وعقدنا له محاكمة علنية أمام الأشهاد سب فيها الشهود وأعتدى فيها على المحكمة وعلى قضاتها ومحاميها ولم نتكلم ولكن العالم كان مشغولا جدا بحقوق الأنسان في قضية المجرم صدام . وما إن حكم عليه الحاكم بالأعدام والأعدام قليل جدا بحقه . ثم أعدم والمصحف اعطي له ومكن من أن يتحدث وحتى اللذين تكلموا بلغة الشماتة تكلم غيرهم بنفس الوقت أن لا تتكلموا بهذه اللغة ونجدها مسجلة في شريط الأعدام .

وأضاف سماحته :

لماذا لعنا ولا زلنا نلعن لأننا أجرينا محاكمة عادلة وأعدمنا المجرم صدام على جريرة واحدة من جرائمه ولا زلنا نلعن والقذافي قتل أمام مرأى العالم بالركلات واللكمات والسكاكين وكانوا يتفاخرون بينهم في ذلك ولم يتحدث أحد !! ، فلا القرضاوي تحدث عن  ظلمه ، ولا برابرة ودجالي علماء أعراب بلاد الحجاز قد تحثوا عن شهادته ولا أي أحد آخر . بل بالعكس فقد ظلت الجزيرة تطبل والعربية تزمر الى مصير الطغاة . إن هذا الأمر يفيدنا نحن لنفهم موقعنا من الآخرين فنحن دماؤنا مستباحة حتى لو كنا ما كنا والمجرمون بحقنا ممجدون حتى لو أكلوا لحومنا نيئة ، فنحن ملعون شئنا أم أبينا حتى ولو كنا أبرارا أخيارا أتقياء . أما غيرنا فمبرر له  كل ما يفعل وكل ما قول لذلك عليكم أن لا تستغربوا أن الآخر لا يتعامل مثلنا فالعيب فينا نحن لأننا لا ننظر  الى الآخر بطريقة واقعية . وهذه الطريقة عبر عنها القرآن الكريم بصورة واضحة حيث قال ( ولن يرضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) فقد قال " ولن " يرضى ولم يقل " ولا " لأن " ولن " أبدية جازمة . فمشكلتنا أننا ليس لدينا سوى طريق واحد وملة واحدة نتبعها طوال التاريخ لذلك فلا نستغرب أن لا يكون الآخر شريفا في عداوته .

وفي شأن الفيدرالية وتطبيقاتها قال سماحته :

حينما تحدثنا عن الفدرالية بشكل مبكر لأننا كنا نعرف ماذا يمكن للفدرالية أن تصنع وماذا يمكن لها أن تمنع من جرائم ويمكن لها أن تقطع الطريق أمام حراب كثيرة وجهت لنا في سنوات 2005 و 2006 وبالرغم من أن أعداءنا نطقوا قبل أناسنا بأن هؤلاء يريدون ان قسموا العراق ويجزأوه وبالرغم من أن العدو هو الذي تكلم فالغريب أن المظلوم هو الذي ردد كلام العدو والمذبوح هو الذي ردد كلام الذابح وإنطلقت هجمة شرسة علينا بأن هؤلاء يريدون تجزأة العراق !!! . أما الآن فإننا نرى المنطق معكوسا فمن كان يتحدث بمنطق التجزأة يقاتل الآن من أجلها ، ومنا من كان ينتقدنا والآن ينتقدنا لماذا لم نتحدث بصراحة أكبر عن معطيات الفدرالية .

لا تستغربوا أخواني الأعزاء حينما تجدون أن خطيبكم قد ذكر أن الأقليم الطائفي قادم لا محالة قبل عشرة أشهر ولم يكن أحد قد تحدث بذلك بل وحدي من تحدث وهناك الكثير ممن لامني وقال لي بأنك تتحدث عن أمور لا وجود لها ولكن طبيعة السياسي يرقب الأمور قبل حصولها والذي يرصد المشكلة قبل وقوعها يكون بمقدروه أن يستعد ويتهيأ ويستطيع أن يقطع الطريق امام المشكلة . وأناسنا لا يحبون إلا اللغة المباشرة ولو لدغوا مئات المرات فإنهم يبقون لا يحبون اللغات الغير المباشرة بل يريدون اللغة الصريحة تماما وحينما تقولها لهم في غير وقتها يقولون لك إنك تتحدث بأمور لا وجود لها . وفي سنة 2003 كنت هنا وكنت أتحدث  بمليء الفم بأن الموجة الطائفية قادمة وكنت ألام من الكثيرين من أخواني وأعزائي وكانوا يقولون أن هذه الأمور لا يمكن أن تحدث فلماذا تتحدث أنت عنها ؟ . ثم بدأت المذابح والمفخخات والعبوات تترى وهؤلاء يقولون " معقولة " . لماذا غير معقولة وقد ذبحوك سابقا حتى شبعوا بك ذبحا فمالذي تبدل في أخلاق القوم حتى نستغرب وحتى نرجو ما لا يحصل ؟ .

وأضاف قائلا :

أنا لست مثارا لأن جهة ما طالبت بالفيدرالية بل أن حديث حديث في التربية السياسية وأنتم رأيتم السياسيون الآن ومنطقهم منطق من يتحدث اليوم وينسى غدا وليس فيه وفاء وليس فيه عفة في كثير من الأحيان بل فيه حفظ مصالحهم وليس حفظ مصالحكم ولكن ثلة من الناس أبت إلا أن تصارحكم منذ البداية ولكنها ووجهت وجوبهت . وعزيز العراق (رض) لعن حتى قيل يكفي ولم يكتفوا لماذا ؟ ، لأنه كان ينادي بالفيدرالية في العراق وكان يقول هي التي تؤمن مصالح الجميع ويستقر فيه الجميع . وفي اليوم الذي أقررنا فيه مشروع الفيدرالية أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وأن هؤلاء ينفذون مشروع بايدن وهؤلاء سيقسمون العراق و ... الخ . فلماذا أنتم مستغربون اليوم فقد أظهروا حقائقهم وعليكم ان لا تستغربوا فاليوم وأمس أسمع تصريحات من أناس كانوا هم العقبة الكأداء أمامنا في في قضية الفيدرالية في البرلمان حين كتابة الدستور واليوم كل أحاديثهم في الفيدرالية فهؤلاء لا يهمهم العراق ولا المصلحة العامة تهمهم وإنما تهمهم مصالحهم الشخصية فقط . إن عدوكم لم ينسكم فلا يستغفلنكم مرة أخرى بنفس الشعارات التي استغفلكم بها البعثيون فقد كنا نذبح بإسم الوطنية والحرية وكنا  نذبح ونقتل بأسم حفظ المواطنين ولكن الواقع أن المواطن غير محفوظ واننا نذبح وعائلة واحدة هي التي تأكل .

وفي قضية الفيدرالية هناك ثلاثة أمور ، الأمر الأول فإنها من الناحية القانونية سليمة تماما ولكن هذا المطلب يجب أن يقترن بأمور كثيرة فاليوم أنا معني بأن أطالب أمانة العاصمة بتخفيف الضغط على المتجاوزين ، وأنا معني بالضغط على الحكومة لكي تكف النظر عن مخالفات كثيرة ليس لأن التجاوز مع القانون بل هو خلاف القانون ولكن طبيعة الأرضية الأجتماعية والأقتصادية لاتمكن من ذلك فمن كان لديه بيت وأقام بيت آخر فلا مشكلة من منع تجاوزه ، ولكن من ليس لديه بيت وحرم طوال تلك الفترة من إمتلاكه لمتر واحد فلا يعقل من الحكومة أن تأتي قبل أن تأمن له المسكن وتخرجه من بيت أقيم على تجاوز في بلد كله تجاوزات على القانون فلماذا هذه القضية فقط يحاسب عليها ضعاف الناس وأما الذين يتجاوزون على القانون بكرة وعشيا ، إعلانا وإسرارا لا يتم محاسبتهم !؟ . أنا معني بالضغط والمطالبة والتظاهر لأيقاف مثل هذه الأمور رغم علمي بأنها مخالفة للقانون لأن الأرضية الأجتماعية والإقتصادية لا تساعد على ذلك . كذلك فإننا عندما نتحدث عن الأرضية الأجتماعية والأقتصادية يجب أن تنسجم مع هذه المعطيات حينما نطالب بإقامة هذا القانون أو ذاك يجب أن يرضى هذا الكلام منا .

وأكد سماحته أن الأقليم المزمع إقامته ذو أبعاد خطيرة حيث قال :

فالأوضاع متوترة الآن وطلب هؤلاء إقترن بقضية تثير حفيظة كل العراقيين حيث جاء طلبهم لأن هناك إعتقالات جرت في وسط مجرمين وفي وسط بعثيين متآمرين وأناس وقعوا على محاولات للأضرار بهذا الشعب وبالعملية السياسية ثم تأتي مدينة وتقول أنها تريد أن تحمي هؤلاء وتوقف التجاوز عليهم من خلال إقامة الفيدرالية فقطعا هذا لا نعتبره مجرد أستخدام لحق قانوني بل إنه أمر فيه استفادة من حق قانوني ولكن فيه تجاوز على القانون والدستور في كبرياته . وأتعجب على هؤلاء الذين يتحدثون عن الفيدرالية حق دستوري ولا يتحدثون عن حظر حزب البعث وفكر حزب البعث حق دستوري وممارسة قانونية . فلماذا هذه باءها تجر وتلك هناك  باءها لا تجر مع أن الباء تجر السماوات والأرض ؟ .

يبقى أمر آخر وخطابي هنا للحكومة فأنا أجد عدالة لا تتحقق وإسمحوا لي فأي عدالة تتحقق ومحافظات بإسم الفيدرالية أموالا ضخمة ومحافظات بإسم المركزية لا تأخذ إلا الفتات ؟ . فحينما ذهبت يوم أمس الأول الى الصويرة مررت ببعض شوارعها والصويرة تعتبر قضاءا مرفها قياسا الى الكثير من مناطقنا في جنوب العراق ولكنني رأيت مشكلة المجاري مشكلة كبيرة والكثير من الإمكانات محروم منها أهل هذه المدينة ودخلت الى مديرية تربية الصويرة وكنت أتوقع أن أجد كرما منها على مدارس الصويرة وإذا بي أجد العكس حيث تأخذ مدرسة من مدارس الصويرة وتجعلها دائرة لها وعندما سألت قالوا لا توجد أموال وهم محقون في ذلك .

وأين هو الحق الذي يجب أن نتجه اليه ولغة المركزية لغة فندها الدستور وفندها قانون المحافظات والمحافظات حينما ترى ان الحكومة المركزية لا تقبل أن يفعل قانون المحافظات لحد الآن رغم أنه شرع منذ ثلاث سنوات !!! . ويوم أن أرى أني معني بتعليم اولادي صلاة لا أقبل أن يصليها ووضوءا لا أؤمن به وتربية هي لا تربية وفكر مزور ووطنية مشوهة لأن هناك من له سطوة في هذه الوزارة أو تلك لا يسمح لأولادنا أن يتربوا كما نرى في محافظاتنا .

وختم سماحته الخطبة بالقول :

إن لغة المماطلة لن تؤدي الى حل ولغة التسويف لن تؤدي الى حل بل لغة العلاجات الحقيقية الصادقة والمبنية على أساس احترام الآخر والأحترام المتبادل مع الآخر وعلى تجسير الثقة بين هؤلاء جميعا هي التي تؤدي الى بناء الوطن وأنا أسأل سياسيينا لماذا الشيخ جلال الدين الصغير قبل أكثر من عشرة أشهر وفي صلاة الجمعة في العلن بأن الأقليم الطائفي قادم ولك يتحرك أحد وانتم تعرفون أني منذ أكثر من سنة ونصف في الكواليس أصرخ بكم أن تعدوا العدة لمثل هذه الأيام فلماذا لم تتحركوا في تلك الأيام وقد مانت سياسات الأحتواء يمكن أن تستوعب الكثير وسياسات تجسير الثقة يمكن أن تستوعب الكثير من المشاكل التي نحن الآن بصددها وأقولها بصراحة وللأسف أن ما يريدونه سيتحقق ولن يمنعهم مانع وكل الدول التي كانت تتحدث عن تقسيم العراق ستقف الى جانبهم وستفتح خزائنها وإذاعاتها وستناصرهم في كل صغيرة وكبيرة لماذا ؟ ، إسئلوا كيف تصرفوا مع قضية القذافي وفي قضية صدام كيف تصرفوا معنا وستعرفون النتيجة وستعرفون الدرس .  

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
علي الخزعلي
العراق \بغداد
2011-11-5
ان تشخيص المرحوم عزيز العراق لمشكلة العراق الجديد الاساسية بوجود مشكلة طائفية ببعدها السياسي البعثي المعقد والممتد اقليميا كان تشخيصا ستراتيجيا مبكرا و بحل ستراتيجي لضمان حقوق الشيعة باقليم لهم واعادة بناء ماتهدم واعطاء الاخر فرصة اعادة التفكيربكل مامضى والشروع بترميم وبناء ما تهدم واعادة اللحمة بين المكونات التي تمزقت بالحروب العبثية بالقتل والتهميش واهدار الحقوق وقد سمعت مخاوفك وكنت محذرا من استخدام القوانين التي تاخرت الحكومةفي اقرارها بسبب غياب رؤاها الستراتيجيةفي بناءالدولةالراعيةالعادلة
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
111 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :11943
عدد زوار الموقع الكلي: 27309254
كلمات مضيئة
الإمام الصادق عن عمه الشهيد زيد بن علي: كان عالما وكان صدوقاً