بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة الشيخ جلال الدين الصغير

الشيخ جلال الدين الصغير في خطاب مدوي موجه الى الشعب البحريني المظلوم : كونوا واثقين ان هذا الدم هو دم شرفكم وهو الذي سيعيد الحرية لكم وللأجيال التي ستلحق بكم


الشيخ جلال الدين الصغير في خطاب مدوي موجه الى الشعب البحريني المظلوم : كونوا واثقين ان هذا الدم هو دم شرفكم وهو الذي سيعيد الحرية لكم وللأجيال التي ستلحق بكم

ظهر اليوم سماحة الشيخ جلال الدين الصغير على غير عادته من الهدوء وهو يتحدث  في خطبة ثورية عن مظلومية شعب البحرين وما يتعرض له من إبادة وهتك للحرمات وفيما يلي نصها  :

لا اعرف كيف يمكن للمرء ان يتحدث عما يجري من جرائم نكراء في البحرين العزيزة ، البحرين الصابرة والشعب المظلوم الأعزل وهو يعاني الأمرين ما بين قمع السلطة واجرام الغزاة . ولكن سأحاول ان اوجه عدة رسائل لأعبر بهذه الرسالة عن الضمير الواحد بين شعبنا في العراق وبين اخواننا في البحرين العزيزة . البحرانيون الذين شاركوا معنا في سجون الطاغية صدام وقبورنا الجماعية شهدت الكثير من قبورهم ايضا ومشانق الأجرام البعثي التفت على اعناق العديد من ابرار هذا الشعب المظلوم والشعب البر الأبي كما التفت على اعناقنا ، لذلك اجد من واجب العراق كل العراق حكومة وشعبا أن يبدي نصرته بكل ما يمكن من سبل حتى ولو على مستوى الدعاء والأستغاثة الى الله سبحانه وتعالى ، والله هو الذي بيده كل شيء . النصر بيده ورفع البلاء بيده وامتحان المؤمن بيده ولا نمتلك في واجباتنا الاولى إلا ان نتضرع الى الله تعالى في ان يديم كرامة وثبات ونصرة ابناء شعبنا المظلوم في البحرين فلا نجد فرقا كعراقيين بيننا وبين اخواننا في البحرين واني لأتعجب من الشعوب العربية ووسائل الأعلام العربية التي وجدت شعب البحرين كيف تعاطف مع كل نهضات شعوبها وكيف نصر اخوانه في مصر ونصر اخوانه في تونس وانتصر لأخوانه في ليبيا وانتصر لأخوانه في اليمن وانتصر لأخوانه في فلسطين وانتصر لأخوانه في لبنان ولكنه اليوم اعزلا لا تبدي هذه الشعوب اي اكتراث لما على ارض . واني ان كنت اتعجب من الموقف اللامبالي من الجامعة العربية والنظمة العربية فإني لا اتعجب ايضا ان اجد وسائل الاعلام العربية وهي تمارس العهر الطائفي مرة اخرى . بالمس القريب كنتم تتحدثون عن حق الشعوب في تقرير مصيرها وللأمس القريب كنتم تلهجون بالأنتصار للشعوب في مصر وفي تونس وحسنا ما فعلتم ولكن البحرين ان ثمة شعب يريد ان يقرر مصيره ام لا ؟. اتجدون ما اثقلتم به اسماع مشاهديكم على الصحفيين حينما تعرضوا له من نظام مصر المخلوع كيف قلبتم الدنيا وها هم صحفيوا البحرين يقتلون ولا يوجد احد منكم ينطق كلمة حق . لقد اثقلتم اسماع تعرض النظام المصري ونظام المعتوه الليبي الى الأجهزة الطبية وحسنا ما فعلتم . ولكن ترى هؤلاء الأطباء وهذه المستشفيات وهذه " سلوى " المظلومة التي قتلت في سيارتها وهي تريد ان تؤدي واجبا طبيا اتجدون هؤلاء اناسا من عالم آخر لا يهمونكم ؟ . اتحسبون انكم عربا وغيركم ليس بعربي ؟!، أم تحسبون انكم مسلمون وغيركم ليس بمسلم ؟! ، فإلى متى هذا الأعلام الطائفي الذي لم يلحق بالأمة الا الضرر ولم يلحق بالأمة إلا قوة لأعداءها وقوة لمبغضيها ومن يريد ان يسلبها استقرارها .

أين الجزيرة وما طبلت اليه الجزيرة ؟ واين العربية وما طبلت اليه العربية ؟ واين البي بي سي والحرة وما طبلوا اليه ؟ اينكم مما يجري في البحرين وها هي البحرين تستغيث ولا تجد من يغيثها إلا دعاء الشعوب . كثيرا ما تحدثتم عن " البلطجية " في مصر وهم قوات مسلحة ارتدت ثيابا مدنية ، وها انتم ترون غزاة من دول اخرى يأتون ليقتلوا ويذبحوا ويعتدوا على العراض بلباسهم العسكري ولا يوجد اي ادانة أو اي كلام كأن الأمر يحصل في جزر ابعد من " الواق واق " ولا كأن هذه البحرين وشعب البحرين الذي ينتمي الى الجامعة العربية والى الدول الأسلامية والى رابطة الدول الأسلامية فبماذا تريدون ان نحكم عليكم وبأي طريقة تريدوننا ان نتحدث معكم . اخواننا في البحرين ليس لأول مرة يظلموا فقد مروا بفترات كثيرة من الظلم وليس لأول مرة يتجرعوا اجرام النهج الطائفي وليس لأول مرة تحكم اغلبيتهم من خلال اقلية في غالبية الأحيان مستوردة من خارج البحرين ولكن هنا لي كلمتان ، كلمة اوجهها الى اخواني الأعزاء في البحرين انتم ذرية السيد هاشم البحراني وانتم ذرية الشيخ الدرازي وانتم ذرية الشيخ يوسف البحراني هؤلاء العلماء الأفذاذ الذين علموكم على نهج الحسين "ع" وهذا النهج لم يكن نهجا ليتعرف على الراحة والدعة من اجل نيل الحقوق لان نيل الحقوق في الأوضاع البائسة لا يعطى وانما يجب ان يؤخذ لذلك لا يوجد لديكم خيار وانتم لها إلا الصبر والثبات على الطريق الذي سلكتموه وكونوا واثقين ان الله سبحانه وتعالى ما محص مؤمنا ولا ابتلى مؤمنا إلا من اجل ينصر هذا المؤمن وإلا من اجل ان يمحق اوضاع اعداءه لأن الله  سبحانه وتعالى هو الذي يقول ( ليمحص الذين آمنوا ويمحق الآخرين ) لذلك ان نزف منكم دم في السترة أو في دوار اللؤلؤة أو في فريق بن علي او في المحرق او في المنامة او في اي قرية من قراكم فكونوا واثقين ان هذا الدم هو دم شرفكم وهو الذي سيعيد الحرية لكم وللأجيال التي ستلحق بكم .

ان هذا الدم ربما يؤلم في لحظاته الأولى ولكنه طريق السعادة وها هو طريق الأمام الحسين امامكم وانتم تعرفون ان هذه الامة لا يمكن ان يكون لها عز لو لم يكن دم الامام الحسين قد سفح في طريق حريتها ، ولم يكن لهذه الأمة ان يؤسس لها عز وشرف وكرامة لو لا الدم الذي نزف من رباعية رسول الله (ص) في معركة احد ، ولو لا هامة امير المؤمنين ولو لا ضلع الزهراء ما ابتني لهذا الوجود عز ولا كانت له كرامة فسيروا على بركة الله وعيون الملائكة والأئمة ترعاكم وحفيف دعاء المؤمنين يظللكم وما النصر إلا من عند الله . انتم وصلتم الى الدرجة التي جعلت الحكام في تدبيرهم يعلنون هلاكهم ويعلنون سقوطهم . اليوم حينما تحتل البحرين من قبل غدرة الجزيرة انتم تعلمون وحكام البحرين يعلمون ونفس هذه القوات تعلم انها ستنسحب في يوم من اليام وقريب جدا فلا يمكن لها ان تبقى ولا يمكن لها ان تستمر عندئذ لدي هنا كلمتان ، كلمة اوجهها اليكم مرة اخرى ، وحدتكم خلف مرجعيتم الهادية هو سر النصر وهو سر الوصول الى الهدف النبيل الذي سعيتم اليه . وكلمة اوجهها الى العقول الحكيمة في البحرين حكاما ومعارضين ، مهما يكن لبعض النظمة التي تخاف على نفسها من حركة شعوبها اكثر من خوفها عليكم ، وهي ارادت ان بأسلوبها ان تؤدب شعوبها من خلال قمع شعب البحرين ولكن هذه الأنظمة لا تعرف ودا لكم ولن تبقى معكم وها هي تجربة المجرم صدام مع دولة الكويت كيف كانت وأين اصبحت فهي امام اعينكم ما ثلة . لذلك عودوا الى رشدكم وتداركوا ما بقي من وحدة هذا البلد . فهذه الأنظمة قد عبثت بأمن المنطقة ، والمسألة ليست مجرد تقدم الف من هذه الدولة أو الف من تلك الدولة وإنما ثمة عبث في المنظومة الأمنية في المنطقة قد يهدد كل المنطقة . المسألة ليست بالمسألة التي يؤتى بقوات من اجل قمع انتفاضة سلمية و" عااااار " على كل من اشترك بقمع مظاهرات تنادي " سلمية سلمية " وقد رأينا ورأيتم كيف كان الأبي البحراني يأتي ليقدم احتجاجه الى الشرطي واذا به يطلق عليه النار من مسافة أقل من نصف متر !!. ورأيتم ورأينا كيف ان ابناء البحرين يقتلون في الشوارع والأزقة والكثير من القرى استبيحت وهي لم تشترك حتى في الأعتصامات والاحتجاجات . وبلطجية الوهابية الذين ما فتؤا يوما دون أن يريشوا سهام حقدهم لوحدة هذه الأمة فلا يمكن ان ينصروكم الى آخر الدهر فالساعة آتية والغضب اذا انفجر لن يوقفه احد لذلك فأنا ادعو من خلال ضمير هذا الشعب ومن خلال رؤيتي لطبيعة الواقع البحريني وأخاطب هنا اولا ملك البحرين ان ثمة خطوات اتخذت كانت جيدة وكان هناك سبيل للمضي من الأحسن الى ما هو احسن من ذلك ولكن ها هو الواقع امامك حينما ترى حكومة لديها القدرة على ان تطلق النار على ابناء بلدها وعلى مواطنيها كيف يمكن لهذه الحكومة ان تبقى بإسمك تحكم وتتصرف بالناس ؟ ! . لذلك أجد ان مطلب الأخوة في المعارضة بضرورة اسقالة هذه الحكومة أمر مشروع وإلا كيف يمكن للمقتول ان يجلس مع القاتل ، وأي حوار يكمن في ان يجلس القامع مع المقموع وأي عدالة ستكون في ذلك .

 الأمر الآخر لم يكن هناك إلا مظاهرات فلماذا هذه الدبابات والدروع والطائرات وهذه الأسلحة فماذا كان يريد هؤلاء ؟ . أنا اربأ بأصحاب العقول الحكيمة ان يفكروا وينساقوا وراء دمار شعب البحرين فبالنتيجة هذه القوات ستخرج ولن يبقى في البحرين إلا ابناءه ، وأمام العائلة المالكة سبيلان ، إما ان يبقوا مع ابناء شعبهم في نفور دائم وبغضاء مستمرة وما حصل ليس بالقليل ولا يمكن له ان يزول بسهولة لذلك لا بد من اجراء سريع يتمثل أولا بإيقاف القمع وإخراج جميع انواع " البلطجية " والغزاة من ارض البحرين وهذا مطلب كلفت من قبل الأخوة في العارضة للتحدث به . والأمر الآخر هو إفساح المجال للعوائل ان تعالج ابناءها وافساح المجال للكوادر الطبية في البحرين ان تتدارك الجرحى وما يمكن انقاذه في المستشفيات بعد ان عبثت واهبية البحرين ووهابية السعودية بهم شر عبث . وإني أربأ بأبناء قبيلة " عنزة " الحاكمة أن تجد فتيات البحرين وهن يستصرخن حينما تداهم بيوتهن مجاميع من وحشيي والوهابية وبلطجية هذا البلد أو ذاك لكي يعتدوا ويختطفوا اعراض بنات البحرين .

الأمر الآخر هو ان هذه الحكومة التي يجب ان لا تبقى يجب ان تكون هناك مبادرة متبادلة بين العائلة المالكة وما بين الأخوة في المعارضة . إني اذا احيي موقف اخواننا في كتلة الوفاق وحركة حق وفي حركة وعد وبقية منظمات المجتمع المدني من السنة والشيعة على موقفهم الأبي أدعو العاهل البحريني بشكل عاجل الى تدارك الموقف فمعالجة الخطأ ليس عيبا وأنت معروف عنك بإمكانية ان تقدم المبادرة التي تملك بها قلب شعبك ، أما الأستمرار على هذه الطريقة فإنه طريق بلا عودة ، وحينما يكون طريقا بلا عودة سيكون الدم البحراني والوطن البحراني هو الضحية ولا يوجد رابح إلا اعداء البحرين ولا يوجد خاسر إلا هذا الشعب . إما سبيل اللاعودة وهو هذا الطريق ، وأما سبيل اعمار البحرين وما احوج البحرين الى ان تعمر هو طريق الحوار والتعقل والنصهار في مصالح البحرين العليا . وانا اعرف لغة الحكام وأعرف لغة المسؤولين ولكن بالله عليكم حينما تتحدثون عن مصالح البحرين العليا هل ان تجنيس فدائيي المجرم صدام والنور من هذا البلد او ذاك من الغجر بإسم البحرينيين من أجل ايجاد تغيير ديموغرافي في بنية المجتمع البحريني هل تسمون ذلك مصلحة عليا للبحرين ؟؟!! .

كيف يمكن للبحريني إن سكت يوما ان يتقبل ذلك فكيف وهو لا يمكن ان يسكت بعد ذلك فالذي جرى ان ثمة عظم قد كسر وحري بحكماء هذا البلد ان يتداركوا ما تبقى من اجل ان ترجع الأمور الى نصابها ويرجع العقلاء الى مائدة الحوار لكي يجلسوا ويتحدثوا في مصالح البحرين الحقيقية التي تنسجم فيها الشرعية الشعبية مع السلطة الحاكمة .

يبقى لدي كلام مع حكومتنا الكريمة ، وأنا في الوقت الذي اشكر الأخوة في البرلمان العراقي من كل الكتل الذين ساهموا وبادروا لاعلان موقف الدعم والتأيدد لأشقاءنا في البحرين ، أجد من اللازم على حكومتنا ان تبادر الى ما هو أكثر من الأعراب عن قلقها وعلى الأقل أستدعاء القائم بأعمال العراق وسحبه من البحرين احتجاجا على ما يجري واستدعاء القائم باعمال البحرين لأبلاغه احتجاج الحكومة على ما يجري لا سيما وان العراق يتهيأ لكي يترأس القمة العربية والشعوب العربية شبعت من الحكام ومن رؤساء القمم ولكنها متعطشة جدا لتجد حاكما أبا وحاكما راعيا وأنا في الوقت الذي اثمن خطوة بعض الدول الخليجية التي رفضت ان تشترك في غزو البحرين اتعجب من حكام الأمارات كيف يمكن لهم ان ينسوا حكمة الشيخ زايد ، وأنا مطمئن لو ان الشيخ زايد كان موجودا لما تسبب في يكون شريكا في الجريمة التي ارتكبت في جريمة البحرين .

أما الكلام الآخر فدعوني اتحدث مع دول الغرب التي اشبعتنا واسمعتنا كثيرا عن حقوق الانسان . امريكا التي طبلت وزمرت طوال هذه المدة لحقوق الأنسان فهذا الذي يجري في البحرين مالذي تسمونه ؟ . وأين الموقف الأمريكي الذي يردع حلفاء امريكا من ان يتمادوا كل هذا التمادي ، وإني اعتقد جازما ان الشعوب تفقه ان اقدام آل سعود على ارتكاب هذا الحماقة بإرسال جيشهم لم يكن إلا بضوء اخضر دولي . قبيل أيام كان احد المسؤولين الأمريكيين يقدم اعتذارا لأحد مسؤولينا عن الجريمة المريكية التي ارتكبت بحق ابناء شعبنا في عام 1991 حينما تركوا الشعب لذئاب المجرم صدام وإني لأخشى أن يأتي اليوم الذي تجدون فيه انفسكم مدعوون اتقديم الأعتذار تلو الاعتذار لشعب البحرين . مصداقية اوباما ومن وراء اوباما ما يسمى بشرعة حقوق الأنسان كلها على المحل وبالنسبة لنا لا يمكن ان نصدق إلا اجراءات جدية لأيقاف حالة القمع التي تجري في بلاد البحرين العزيزة .

من جانب آخر أجد من الضروري بمكان ان اشير الى السيد رئيس الوزراء والحكومة الموقرة بأن مهلة المئة يوم قد شارفت أو ستشارف على الأنتهاء وقد استمعت يوم امس الول الى وزير الكهرباء وهو يتحدث عن وعد جديد لأنهاء ازمة الكهرباء وأنا انصحكم " لا تعطوا وعدا " لأن الناس لن تثق . ولكن يا حكومتنا الموقرة لا يمكن لكم ان تحققوا ما يريد هذا الشعب إلا من خلال اجراءات جدية وإلا بنقلة في تفكير الخدمة في داخل الشارع العراقي . ان ترك الأمور الى الدولة بالفساد الذي يعتمل في داخلها وبسوء الأدارة والتخطيط فيها لا يمكن ان يفضي الى نتيجة لا مئة يوم ولا مئة شهر حتى ، ولكن لماذا لا تشاركون الشعب في مسؤوليتكم هذه وأنا لا احمل طرفا دون آخر المسؤولية فالكل يتحمل المسؤولية ولكن مالذي يمنع السيد رئيس الوزراء ومجلس الوزراء الموقر من ان يتخذ اجراءات عاجلة لمشاركة الشعب العراقي من اجل اعمار العراق ودعوني اضرب مثلا : مالذي سيحصل لو ان الحكومة العراقية بواسطة وزارة الأسكان تعد مواد البناء والخرائط الهندسية وتبادر وزارة المالية والحكومات المحلية بتخصيص اراض للمواطنين ولو على شاكلة المئة متر أو المئة وخمسين متر لكل مواطن ويدعى الناس الى العمل الشعبي من اجل عملية البناء . هنا نجنب الدولة الفساد والمواطن يشعر ان ثمة حل جدي في الأفق وسيبادر الى رفع الكثير من الأموال عن كاهل الحكومة لأنه هو الذي سيبادر بعملية الاعمار . شعبنا متشوق لكي يبني بلده ولكي يعمر مدنه ولكنه لحد الان لا يشعر بأي جدية في هذا المجال . مالذي يمنع الحكومة من ان تفكر حينما تقرر ان البطاقة التموينية سوف تحال الى المحافظات وحسنا ما ستفعلون وهذا الأمر كنت قد ناديت به منذ اكثر من سنتين ولكن حينما تقولون ذلك فمالذي يمنع من ان تخصصوا لمواطني المحافظات قطع كبيرة من المخازن وتقولون لهم تعالوا يا شعب وعمروا هذه المخازن لكي نملأها من البطاقة التموينية التي تريدون وانا مطمئن من الشعب سيبادر وبكرم وشغف لكي يعين الدولة على هذه المسؤولية ، مالذي يمنع وزارة الزراعة من ان تقدم التسهيلات الممكنة لأراضي قاحلة كثيرة في هذا البلد لكي تعطيها لمن يريد ان يزرع ويعمر بلده ؟ . مالذي يمنع لو ان فائض النفط الذي نجده يرتفع يوما بعد آخر يخصص قسم منه للعاطلين عن العلم وكنت قد تقدمت بهذا الأقتراح الى الحكومة الكريمة ، لو ان مبلغ من المال يخصص مباشرة بعنوان صندوق العاطلين عن العمل ويؤخذ من رواتب الدرجة الولى والثانية ولو بنسبة واحد بالمئة ويخصص من ايراد النفط نسبة معينة تعطى الى العاطلين لأن هناك مشكلة سيدي يارئيس الوزراء هناك اعمار لا يمكن للدولة ان تتعامل معها فلا هي يمكن ان تحظى برعاية شبكة الحماية ولا هي بالتي يسمح لها بالتعيين في دوائر الدولة فهل تبقى عاطلة ؟ ، ستخرج غدا في المظاهرات ، أم ان اجراءات ثورية جادة وكريمة في التعامل مع ابناء الشعب . ليس بخلا ذلك ولكن هي سجية العراقي ان يكون كريما فما بالك لو ان هذا الحق حق هؤلاء الناس . الآن النفط قد ارتفع الى مئة دولار والمراقبون بتوقعون ان يرتفع الى اكثر من ذلك فمتى هذا الشعب يذوق حلاوة الأموال الطائلة التيي تدخل في خزانته ؟ .

أنا في الوقت الذي ادعو فيه وأثمن فيه الدعوات التي تريد ان ترفع من رواتب الموظفين ولكن في نفس الوقت احذر من ان ارتفاع رواتب الموظفين سيؤدي الى ارتفاع الأسعار لذلك لا بد من رقابة جادة على السوق ولا بد من اجراءات حازمة وعلى البرلمان ان يضع تشريعا سريعا في عقوبات كبيرة على من يتخلف عن هذه الأسعار وإلا من الذي سيتأذى ، الموظف الذي سوف يرتفع راتبه الى اكثر من مئتي ألف سوف يدفع ثلاثمائة الف نتيجة ارتفاع الأسعار لذلك اتخذوا الأجراءين معا . اجراء يرفع من قدرة المواطن على الشراء ، واجراء يشدد الحصار على التجار وعلى المقتاتين على جوع هذا الشعب من اجل ان تضبط الأسعار لكي يبقى هذا الشعب متنعما بثروته .

لا أجد في النهاية إلا أن اعود الى اخواني في البحرين ، لا نملك اخوتي الأعزاء إلا هذه الكلمات التي لم تنطلق إلا من قلوب دامية وأنا ابلغكم ان هذا الشعب من شماله الى حنوبه يدعو لكم ويتألم لما يجري فيكم ولكن انتم من سلكتم طريق هيهات منا الذلة وانتم من تعلمتم في مدرسة علي الأكبر حينما قال لأبيه الامام الحسين (ع) " لا نبالي ان وقعنا على الموت أو وقع الموت علينا " فطريق الكرامة في الأستمرار بالصبر والمصابرة والثبات وحذاري من دعاة الفرقة وأنا اناشد مراجعنا العظام لا سيما امامنا المفدى السيد السيستاني والى قائد الثورة الأسلامية في ايران سماحة السيد الخامنئي حفظه الله الى ضرورة اتخاذ كل الأجراءات التي يحس من خلالها ابناء شعبنا في البحرين انهم ليسوا لوحدهم في معركة حريتهم وفي معركة كرامتهم واباءهم . 

وفيما يلي التسجيل الكامل لخطبة سماحته 

التعليقات
الحقول المعلمة بلون الخلفية هذه ضرورية
مواضيع مختارة
twitter
الأكثر قراءة
آخر الاضافات
آخر التعليقات
facebook
زوار الموقع
22 زائر متواجد حاليا
اكثر عدد في نفس اللحظة : 123 في : 14-5-2013 في تمام الساعة : 22:42
عدد زوار الموقع لهذا اليوم :12072
عدد زوار الموقع الكلي: 27012099
كلمات مضيئة
الإمام الصادق عن عمه الشهيد زيد بن علي: كان عالما وكان صدوقاً